• القناة الفضائية المصرية تجري حوارا شاملا مع سماحة السيد عمار الحكيم في القاهرة

    2013/ 07 /26 

    القناة الفضائية المصرية تجري حوارا شاملا مع سماحة السيد عمار الحكيم في القاهرة

    قال سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي : نحن وطنيون ونحن عراقيون ونتخذ مواقفنا أساساً من المصالح الوطنية العراقية فإذا كانت هذه المواقف  تتوافق مع تقديرات دول كريمة عربية او إسلامية في المنطقة فهو شيء حسن ، وإذا تقاطعت فبالتأكيد المصلحة الوطنية العراقية هي المستحضرة أمامنا ونلتزم المصالح التي تنسجم مع هذه المصلحة الوطنية .

    جاء ذلك في المقابلة التلفزيونية التي أجرته معه القناة الفضائية المصرية الثلاثاء 21102010 على هامش زيارة سماحته للقاهرة .

    كما تناولت العديد من المواضيع في الساحة العراقية والقضايا ذات الصلة بالشأن العراقي .

    وفيما يلي نص المقابلة التلفزيونية ...

    المراسل / لقاءكم اليوم مع الرئيس مبارك والذي استمر لمدة ساعة او ساعة ونصف تقريباً ، ماذا عرضت وماذا سمعت ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لقد كان لقاءاً مهماً ومطولاً تناولنا فيه تقييم مجمل الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة والعلاقات المشتركة المصرية العراقية واستمعت لوجهة نظر القيادة المصرية الحريصة على وحدة العراق واستقراره وعروبته بالرغم من الاهتمام بجميع القوميات الكريمة في هذا البلد الطيب والرغبة الملحة في علاقات متزايدة بين البلدين الكريمين ، لاشك ان هذه العلاقة علاقة تكاملية فالعراق بلد محوري فقد الكثير من الفرص نتيجة الظروف الاستثنائية التي مر بها في العقود الثلاثة الأخيرة ، ومصر التي ترمز الى عروبتنا وهي محطة من المحطات المهمة في وطننا العربي ويمكن ان تتكامل الأدوار بين مصر والعراق نظرا لطبيعة المصالح الكبيرة القائمة بين البلدين لاسيما تجربة البناء والاعمار والثورة التنموية التي شهدتها مصر ، واليوم نحن في العراق في بداية انطلاقة لإعادة اعمار هذا البلد الكريم ومصر يمكن ان تكون رافداً أساسياً مهما في تطوير العراق ،كذلك مواضيع تشكيل الحكومة والأزمة الراهنة وتصوراتنا والحلول كانت من القضايا التي تناولناها مع فخامة الرئيس ، وجدنا من سيادته تفهماً للأوضاع ومتابعة حثيثة لتفاصيل المشهد العراقي ورغبة ملحة في أن يكون القرار قرار عراقي داخل العراق وضمن مقاييس المصلحة الوطنية ، وكان الرئيس مبارك يعتقد ان على الدول الكريمة المحيطة بالعراق مساعدة العراق دون التدخل بشأنه الداخلي وشكرنا له هذه الرؤية .

    المراسل / هل لمستم رغبة مصرية في تغليب تيار على تيار أو تغليب كتلة على كتلة ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كان واضحاً من فخامة الرئيس والمسؤولين الذين التقيناهم ان هناك رغبة في المساعدة دون التدخل او إبداء الرأي أو الانحياز لأي طرف من الأطراف ويعتقدون ان الحكومة العراقية شان داخلي يجب ان يعالج من قبل العراقيين أنفسهم وما نعتقده في العراق هو أننا يجب ان نتشاور مع دول عربية ودول إسلامية في المنطقة ونستمع الى وجهة نظرهم وآراءهم ونسمعهم ولكن يبقى القرار قرار عراقي أولاً وأخيراً .

    المراسل / هل ما زلت تعتقد ان قرار تشكيل الحكومة هو قرار عراقي أم انه تحول بالفعل إلى قرار إقليمي إن لم يكن قرار دولي ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نحن ندرك ان العراق ليس جزيرة في محيط ، العراق جزء من منظومة إقليمية دولية وهناك مصالح كثيرة بين دول المنطقة ترتبط بعضها مع البعض الآخر وأن استقرار العراق له انعكاسات ايجابية على استقرار المنطقة وانطلاق العراق انطلاقاً صحيحاً يمكن ان يكون عضدا وحليفا للوطن العربي ويضفي للوطن العربي والعالم الإسلامي المزيد من القوة ، وفي المقابل فان ضعف العراق هو ضعف على الصعيد العربي والإسلامي ، لكل هذه الاعتبارات يمكن ان نتفهم القلق الذي تشهده دول المنطقة تجاه الواقع العراقي والرغبة في ان تسير الأمور بطريقة تضمن مصالح العراق ومصالح المنطقة ، يمكن لبعض هذه الدول الكريمة ان ننظر الى المصالح بطريقتها الخاصة ولكننا نعتقد ان وحدة العراقيين وتماسكهم واتفاقهم على رؤية متوازنة تضمن مصالحهم هي المدخل الصحيح لضمان المصالح الإقليمية ايضا ضمن الإطار الصحيح .

    المراسل / هل تعتقد ان الدول المحيطة بالعراق وقفت عند حدود الاهتمام والقلق على الشأن العراقي أم أن الأمور قد تخطت ذلك كثيرا ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان هناك تصور يسود الكثيرين بان العديد من دول المنطقة نظرت الى الأمور بما يفوق العلاقات المتعارف عليها بين دول الجوار واستفادت من هشاشة الوضع السياسي واختلاف وجهات النظر بين العراقيين ونحن دوماً ننظر الى هذه القضية من وجهة نظرنا الخاصة ونقول ان الحل يبدأ من العراقيين أنفسهم قبل ان نعاتب الآخرين على اتخاذهم إجراءات أو تعاملهم مع الواقع العراقي بطريقة خاصة ، علينا ان ننظر نحن العراقيين الى هذه المسألة وحينما نوحد موقفنا أمام الآخرين برؤية واحدة سنشجع الآخرين على احترام القرار العراقي والسيادة الوطنية العراقية .

    المراسل / مسالة تشكيل الحكومة العراقية دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية حيث مرت 7 أشهر على الانتخابات ، ماهي ملامح الاقتراب العراقي - العراقي للخروج من هذا المأزق ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / طبعا كنا نتمنى ان يدخل العراق موسوعة غينس في سرعة الانجازات وتقديم الخدمات للمواطنين والنهوض بالواقع العراقي وليس في تعطل تشكيل الحكومة ، هذه حقيقة نعتقد ان حجم التحولات التي شهدها العراق وطبيعة الظروف والتعقيدات في المشهد العراقي والمشهد الإقليمي والدولي لعله يبرر جزء من هذا التأخير وكنا نشعر بالأسف والإحراج الكبير ، هذه المداولات التي تمت بين الأطراف السياسية العراقية في الفترة الماضية قرّبت وجهات النظر وقرّبت الأفكار والآراء لجميع الأطراف المعروفة لذلك شخصياً اشعر بتفاؤل بأننا بدأنا نقترب من نهاية المشوار ومن الوصول الى تشكيل الحكومة وكنا قد دعونا الى طاولة مستديرة قبل أشهر ولازلنا نعتقد بأنها مدخل للحل في اجتماع القوائم الأربعة الكبيرة والقوائم الفائزة الأخرى في طاولة واحدة وتحدد المعايير والمواصفات المطلوبة للمواقع المتقدمة في إدارة البلاد وكذلك الخطط والبرامج التي يمكن ان تمثل التوجه العام والإطار الذي ينظم أداء الحكومة  في السنوات الـأربع القادمة هناك سنجد أنفسنا أمام رؤية مشتركة وأمام أولويات محددة و معايير يمكن من خلالها ان توضع الثقة في هذا الشخص او أو ذاك سوف لن تكون على أساس الانطباعات الشخصية ، نشعر ان حكومة الشراكة الوطنية ذات التمثيل الواسع الذي تشترك فيه القوائم الأربعة هي المدخل لتحقيق الاستقرار السياسي العراقي وتطمين الأطراف العراقية وتطمين دول المنطقة .

    المراسل/ هناك مصادر تقول بان السيد المالكي اقترب من تشكيل الحكومة بعد ضمانة لـ 200 مقعد في البرلمان ومصادر أخرى تقول ان هناك كتلة جديدة يتم تشكيلها بين المجلس الأعلى والقائمة العراقية ، ما هي المعلومة الأكثر دقة في هذا الموضوع ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت نحن نعتقد ان حكومة شراكة وطنية تضم القوائم الأربعة الكبيرة والقوائم الأخرى هي المدخل الصحيح لتحقيق الاستقرار وما نعمل عليه مع سائر الأطراف الأخرى هو دفع الأمور بهذا الاتجاه ولكننا في الوقت نفسه قلنا بأننا سوف لن نقف موقف المعطل لعملية تشكيل الحكومة فأي طرف من الأطراف الكريمة استطاع ان يشكل حكومة ويوفر غالبية من أعضاء مجلس النواب وفقاً للسياقات الدستورية سنحترم هذه الحكومة ولكننا نشارك في حكومة تتحقق فيها فرص النجاح ، فلا نجاح بلا شراكة حقيقية ولا نجاح بدون رؤية واضحة وبرنامج واضح للمرحلة المقبلة فإذا حاولنا ان نفكك بين عملية تشكيل الحكومة وكل من يستطيع ان يشكل هذه الحكومة سنحترم تشكيلته ونستخدم السياقات الدستورية ، مشاركتنا نحن في المجلس الأعلى في تشكيل الحكومة مرتبط بفرص النجاح .

    المراسل / هل وصل المجلس الأعلى الى صيغة لتكوين كتلة مع القائمة العراقية أم لا ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نواصل الحوارات الجادة مع القائمة العراقية والتحالف الكردستاني بالإضافة الى حواراتنا مع دولة القانون والتيار الصدري ونعمل على تشجيع جميع الأطراف كي نصل الى حكومة الشراكة الوطنية وقد رحبنا بمبادرة السيد البارزاني التي جاءت منسجمة مع هذه الرؤية والدعوة الى طاولة مستديرة واعتقد ان حضور القوائم الكبيرة على طاولة واحدة يمكن ان ينتج مشروعاً يمثل الشراكة الواسعة وهو حصيلة للطموحات والتطلعات التي تحملها كافة الأطراف العراقية .

    المراسل / هل مازلتم منضوين تحت لواء التحالف الوطني أم أنكم خرجتم منه ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / نحن لم نعلن انسحابنا من التحالف ونعتقد ان الحفاظ على تماسك القوائم هو بحد ذاته شيء مهم وكانت هناك محاولات لتفكيك القائمة العراقية ووقفنا بالضد من ذلك وكذلك بالنسبة للقوائم الأخرى ، استقرار وثبات ووحدة القوائم هو استقرار للبلد وكما قلت لانقف موقف التعطيل أو المعارضة وإنما نريد أن يكون لنا دور في تقريب وجهات النظر بين الأطراف ، إننا سعداء لان المجلس الأعلى نمتلك علاقات طيبة ويمد جسور الثقة مع كافة الأطراف السياسية في المشهد العراقي اليوم وأصبح قادراً على ان يجسّر العلاقة بين الأطراف التي قد تكون هناك بعض الحساسيات فيما بينها .


    المراسل/ هل انتم في المجلس الأعلى توافقون على حكومة يرأسها المالكي أم حكومة يرأسها علاوي أم شخص آخر ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / سننضم الى الحكومة التي يرأسها شخص يحظى بالمقبولية الوطنية ويكون قادراً على إقناع الأطراف الأساسية في الساحة العراقية للمضي فيها وان تحققت هذه الفرصة وهي ممكنة التحقق فسوف نكون مشاركين وداعمين وإذا سارت الأمور في تحقيق النصاب والسياق الدستوري والغالبية المطلقة لأي من الذوات الكريمة فسنكون منسجمين ولكن قد لانشارك إلاّ حينما نجد فرص النجاح وهي متحققة في الشراكة الوطنية .

    المراسل / احد الاتهامات التي وجهت الى المجلس الأعلى من بعض الأطراف العراقية هو انه قد أثّر في وحدة الصف الشيعي حينما اتخذ قرار غير محابي وغير مؤيد بشكل واضح لوجود السيد المالكي كرئيس وزراء في المرحلة الأولى ، الى أي مدى تعتقد أن هذا الطرح إيجابي ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / ان موضوع الحقوق وحدة كاملة غير قابل للتجزئة لا يمكن ان ننظر للحق الشيعي دون ان ننظر الى حقوق الآخرين من المواطنين ، لايمكن ان ننظر الى حق العرب دون ان ننظر الى حق الكرد والتركمان في العراق ولايمكن ان ننظر الى حقوق المسلمين دون ان ننظر الى حقوق المسيحيين وغيرهم ، عملية الحقوق ترتبط بمفهوم المواطنة وحق المواطن في العيش الكريم في أي بلد من البلدان لذلك لا أرى من المنطقي التفكيك بين هذه الحقوق ويجب ان ننظر الى حق العراقيين بشكل عام بكل أطيافهم وقومياتهم ودياناتهم وتوجهاتهم السياسية وهذا الحق لا يمكن ان يحفظ الا بحكومة شراكة وطنية .

    المراسل  / كيف تفسر التوافق والتفضيل الذي أبدته الدول الثلاث سوريا وإيران وأمريكا على ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعناه من هذه الأطراف ومن يمثلهم في زيارة وفود العراق هم يتحدثون عن أمر واقع يقال ان هناك كتلة من 89 شخص يرأسهم شخص هو رئيس الوزراء بالفعل وهو قادر على أن يحشد أصوات أخرى ، إذن الأمر واضح نحن أمام مشروع ناجز والخيارات الأخرى لم تصل الى مستوى المشروع الناجز ويعتبرون ان هذا الخيار قد يكون أيسر من الخيارات الأخرى وعلى هذه الخلفية يشجعون لحسم الموضوع ، ما اعرفه ان هناك رغبة ملحه من قبل العديد من الأطراف الدولية والإقليمية لسرعة تشكيل الحكومة لأن بقاء الأمور بهذا الشكل يعرض العراق الى الكثير من المخاطر هذا القلق هو قلق للعراقيين قبل غيرهم ولكني اعتقد ان تشكيل الحكومة  مسألة ضرورية ومهمة ولكن الأهم هو تشكيل حكومة ناجحة لأن عنصر النجاح اذا فقد فقد يدفع بالأمور الى الهاوية ونكون أمام مفاجئات وظروف تعيد العراق الى مربعات سابقة تخلصنا منها بعد جهد جهيد وعناء كبير للشعب وللأطراف السياسية ونحن أبناء الحاضر والمستقبل ولا نريد ان نعود الى الماضي ولا نقف عند الماضي الا بقدر ما يخدمنا في بناء المستقبل ، العراق لايمكن ان يدار الا من خلال الشراكة الوطنية ، حينما يحصل الجميع على بعض طموحاتهم ويتخلون عن البعض الأخر لصالح شركاءهم فهذا هو النصر الكبير واعتقد ان تشكيل حكومة حتى لو لم تحقق شراكة حقيقية سيعالج مشاكل ويوقعنا في مشاكل وهذه المسألة يجب ان نلاحظها على المدى الأطول ، نحن حريصون على تشكيل الحكومة ولكن يجب أن تتسم بالنجاح . 

    المراسل / موقفكم الحالي من معارضة ترشيح السيد المالكي ربما يكون بالضد من الموقف الإيراني المؤيد للمالكي الى أي مدى يشكل ذلك الموقف ازعاجاً لكم كونه مغاير للموقف الإيراني ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم /  نحن وطنيون ونحن عراقيون ونتخذ مواقفنا أساساً من المصالح الوطنية العراقية اذا كانت هذه المواقف  تتوافق مع تقديرات دول كريمة عربية او إسلامية في المنطقة فهو شيء حسن وإذا تقاطعت فبالتأكيد المصلحة الوطنية العراقية هي المستحضرة أمامنا ، واعتقد ان في طبيعة العلاقات بين العراق ودول المنطقة تكون هذه المسألة مفهومة ونحن نقدر الإخوان في إيران وتركيا والدول العربية الكريمة ولكن هم يفترض ان يتفهموا ونحن ايضاً نتفهم أن نختلف وان نتوافق في أمور ولكن المصلحة الوطنية العراقية اولاً ، وكذلك الدول الأخرى من حقها ان تفكر بمصالحها قبل ان تفكر بمصالح الآخرين وهي قضية مفهومة لذلك نحن لا نشعر بالإحراج في أننا نقدر الأمور والمصالح ونلتزم المصالح التي تنسجم مع هذه المصلحة الوطنية . 

    المراسل / ما هو سبب تغير الموقف السوري تجاه مرشحكم الدكتور عادل عبد المهدي لصالح السيد المالكي ، وهل ناقشتم هذا الأمر مع الرئيس الأسد ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة نحن لا نتحدث عن الأسماء والمرشحين أثناء لقاءاتنا مع القادة العرب وقادة المنطقة ،كما قلت هذه التفاصيل في الشؤون العراقية يجب أن تناقش في داخل العراق وبين الأطراف السياسية العراقية الحكومة لا تشكل في بلدان أخرى نحن نناقش العلاقات الثنائية ووجهات النظر للبلدان الكريمة في المشهد السياسي العراقي نطلع هؤلاء القادة في وجهة نظرنا تجاه الوضع في البلاد ونريد ان نعطي رسائل مستمرة بان العراق لا يريد ان يرى نفسه بمعزل عن محيطه العربي والإسلامي .

    المراسل / عندما طرحت رؤيتك هذه هل استمعت الى رد متفهم من الرئيس الأسد ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / ما سمعته من القيادة السورية أنهم غير متحفظين على أي من الأسماء والمرشحين ،أم من يكون رئيساً للوزراء في العراق فهذا شأن داخلي ؟ 

    المراسل / بالنسبة لتغير موقف التيار الصدري من ترشيح المالكي هل هناك صفقة أو ضغوط إيرانية ؟

    سماحة السيد عمار الحكيم / كل طرف سياسي هو الذي يشرح ويوضح مواقفه ولكن اعتقد ان طبيعة الأزمة والظروف والإشكاليات التي حصلت في الشارع العراقي للخروج من هذه الأزمة وسرعة تشكيل الحكومة تجعل الأطراف تراجع خياراتها وتقلب الأمور وتتخذ القرار التي تراه لمصلحة الشعب العراقي ونحن نقدر كل المواقف ونحترم كل التقديرات للأطراف السياسية . 

    المراسل / من الواضح ان الكرد يمثلون العامل الحاسم في مسألة شكل التركيبة العراقية المقبلة ما هو تصور سماحتكم للوضع الكردي في التشكيلة السياسية المقبلة ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان الإخوة الكرد يمثلون طاقة نوعية باعتبارهم مكون مهم في العراق وما دمنا نتحدث عن الشراكة الحقيقية فلا يمكن ان تشكل حكومة يغيب عنها الكرد ، لحسن الحظ نرى القيادات الكردية حريصة جداً على تحقيق الشراكة الواسعة من خلال التصريحات الكردية والمشاورات واللقاءات التي نجريها مع القيادات الكردية حريصون على ان يروا حكومة ذات تمثيل واسع وبذلك تنسجم الرؤية الكردية مع ما نتطلع إليه وما نتصوره في الحكومة الناجحة . 

    المراسل / في التشكيلة الحكومية السابقة كانت رئاسة الوزراء للشيعة والجمهورية للاكراد والبرلمان للسنة وهكذا ، هل من المتوقع ان يحصل شكل من أشكال الاختلاف في تركيبة الحكومة المقبلة ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان تطور العلاقات بين القوى السياسية ودخولهم في تحالفات والذهاب الى قوائم أوسع في تمثيلها يمكن ان يضع خارطة سياسية معينة للعراق على مدى طويل ، جزء من هذا التوزيع ناتج عن أمر واقع هناك أصوات لناخبين يصوتون لقوائم معينة فمن يحصل على أصوات أكبر ، على الكتلة الأكبر ، على المقاعد الأكبر يكون في الموقع المتقدم ، والآخرين يأتون في المواقع الأخرى وما الى ذلك ، اعتقد ان المعايير الوطنية هي الأساس وكلما استطعنا أن نردم الفجوة ونذوّب الاشكاليات بين الأطراف كلما كنا أمام مشروع يتسم بالوطنية ويحافظ على وحدة البلد .

    المراسل / هل لديك اتصالات مستمرة ومباشرة مع بقية الأطراف في الكتل الأخرى ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / بالتأكيد المجلس الأعلى يتميز بعلاقات مع جميع الأطراف بدون استثناء ولذلك لم نقطع اتصالاتنا مع أي طرف من الأطراف السياسية ونسعى الى توظيف هذه العلاقة الطيبة والثقة المتبادلة مع الجميع في تجسير العلاقة وتقريب وجهات النظر . 

    المراسل / الجمود السياسية الحالي في العراق يلقي بظلاله بالتأكيد على مستوى الخدمات المقدمة للمواطن العراقي وبالتالي يولد احباطاً لدى المواطنين ،ألا تعتقد ان طول تلك الفترة يؤدي الى حصول حالة من الانفجار والعنف ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / الإحباط والانزعاج والسخط الشعبي من مثل هذه العملية وإطالة أمد تشكيل الحكومة قضية لا ينكرها أحد ولذلك نشعر بالإحراج ونعبر عن الأسف بشكل مستمر ونعمل جاهدين مع بقية الأطراف على حل هذه المشكلة ولكن ايضاً أبناء شعبنا لديهم تفهم للظروف والتعقيدات وهم حريصون على أن نشرح لهم التفاصيل أولاً بأول ، إن هذه القضايا تخص السياسيين فقط ومن حق المواطن أن يعرف ماذا يجري في البلد وما هي التصورات والإجراءات والخطوات ولماذا لم تشكل حكومة وكيف يجب ان تتشكل ومسؤوليتنا ان نسرع في تشكيل الحكومة . 

    المراسل / مسألة انسحاب القوات الأمريكية من العراق هل تصب لصالح استقرار العراق أم أنها ستكون مدعاة لعدم استقرار نسبي في العراق ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / لا يشرّف أي مواطن في أي بلد في العالم في أن تكون قوات أجنبية على أراضيه ولذلك فان استعادة السيادة الكاملة وعودة هذه القوات الى بلدانها هو مدخل صحيح لمزيد من الثقة بين العراقيين وتحمل المسؤولية من قبل المؤسسة الأمنية العراقية وهي اليوم تخطو خطوات مهمة لتحقيق الجهوزية والتدريب وتأهيل القوات وتوفير التسليح الملائم والمناسب ووضع الخطط المناسبة .

    نحن نعرف انه منذ عدة أشهر خرجت القوات من المدن ثم غادرت البلاد والأوضاع الأمنية ليست أسوأ مما كانت ولعل بعض المؤشرات تشير الى تطور رغم اننا نعيش فراغاً حكومياً فماذا لو تشكل حكومة بالتأكيد العراقيين قادرون على تحقيق الأمن لأنفسهم وبلادهم وتحقيق الاستقرار ، نحن لا نحبب اللون العسكري في علاقة العراق مع أي دولة في المنطقة والعالم . 


    المراسل / هل ان تشكيل الحكومة العراقية بات قريب جداً ام قريب فقط ؟ 

    سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد انه سيكون قريب والكل يشعر ان الأمور فاقت الأسقف الاعتيادية والكل دلى بدلوه وعبر عن وجهة نظره وعبّر عن طموحاته واليوم وصلنا الى لحظة الحقيقة وساعة الحسم وعلينا ان نتخذ خطوات شجاعة لتشكيل الحكومة .

    اخبار ذات صلة