في لقاء صحفي اجرته معه صحيفة السياسة الكويتية .... سماحة السيد عمار الحكيم يؤكد :العراق لن يعود إلى حقبة الاعتداءات على دول الجوار وتسليحنا هدفه ردع التنظيمات الإرهابية
واشار سماحته الى ان هناك انفتاحا متزايدا من قبل الدول العربية على العراق ، لافتا الى ان العراق بصدد معالجة جميع الملفات الحساسة من خلال الحوار والتفاوض , مضيفا ان العراق ان العراق يحتاج الى تطوير وتعزيز الجهود من قبل المؤسسة الامنية ليصل الى مرحلة الامن والامان في جميع ربوعه .
وحول الوصاية الدولية على العراق اكد سماحته ان الحكومة تعمل جاهدة لاخراج العراق من خندق الفصل السابع للأمم المتحدة لانتفاء مبررات وجوده بعد زوال النظام البائد حيث لم يعد هناك اسلحة دمار شامل او تهديد لدول الجوار او دعم للارهابيين , لافتا ان مصلحة الولايات المتحدة وغيرها في بناء علاقات متوازنة مع العراق تقوم على اساس تبادل المنافع والتعاون والمصلحة المشتركة .كما سلط سماحته الضوء على كثير من القضايا المهمة التي نحفل بها الساحة العراقية ، جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي اجرته صحيفة السياسة الكوتية يوم الثلاثاء 16/9/2008لدى زيارته الى دولة الكويت الشقيقة.
وفيما يأتي نص اللقاء :
المراسل / ما صورة الأوضاع في العرق... وبم تنبئ ؟
السيد عمار الحكيم / الأوضاع في العراق الآن تتطور إيجابيا مقارنة بما كانت عليه في الماضي وان كانت لاتمثل الطموح في الوقت ذاته لأننا نتوقع ونطمح ونتطلع الى تعميق الايجابيات وتراكمها شيئا فشيئا, واستطيع القول انه وعلى المستوى السياسي هناك تطور ملموس, فالقوى السياسية اكثر تفهماً للظروف وللشراكة فيما بينها إذ ان القوى التي انسحبت في ظروف سابقة عادت لتعمل في إطار الفريق الواحد وأعني حكومة الوحدة الوطنية, وعلى المستوى الاقليمي فهناك انفتاح متزايد للدول العربية وان كانت لاتزال هناك بعض الاشكاليات على صعيد ملفات حساسة مثل ملف "كركوك" أو غيره من الملفات التي نأمل معالجتها بالحوار والتفاوض , أما على المستوى الأمني فقد اتسمت الاوضاع بكثير من الاشكاليات في بعض المناطق الساخنة أما الآن فهناك استقرار ملحوظ يحتاج الى تطوير وتعزيز من خلال تضافر الجهود لبناء المؤسسة الامنية كما ان هناك تطور على الصعيد الاقتصادي.
المراسل / اذن العراق الآن في مرحلة الاستقرار الهش أو الفوضى الخلاقة ؟
السيد عمار الحكيم / لا نفرق كثيرا بين الأمرين فالاستقرار الهش يعني أن هناك تطورا كبيرا في المجال الأمني اذ تسيطر الحكومة ومؤسساتها الأمنية على كثير من المناطق ولكن قدرات المؤسسة الأمنية تصل الى المستوى الذي يجعلنا مطمئنين الى استمرار الأمن.
المراسل / ما دام هناك طفرة أمنية واستقرار نسبي كما تقول فلماذا لم نر البعثات الديبلوماسية العربية تعود إلى العراق وهي التي سبق ووعدت بالعودة حال تحسن الظروف ؟
السيد عمار الحكيم / هناك دول سمّت سفراءها وأخرى أرسلت سفراءها بالفعل وقدموا أوراق اعتمادهم.
المراسل / لكن هؤلاء السفراء لم يباشروا عملهم حتى الآن من العراق؟
السيد عمار الحكيم / هذه الدولة اختارت بنايات محددة لتكون مقرا لبعثاتها والآن هي تستعين بمقاولين بهدف تأثيث هذه المقرات وهذه أمور طبيعية وتحتاج الى شيء من الوقت وقد تشرفنا اليوم بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وأخبرنا أنه صادق على تعيين سفير الكويت لدى العراق وعليه فنحن مقبلون على وضع أفضل بمشيئة الله تعالى.
المراسل / اذن هل هناك من بارقة أمل الآن في إعفاء العراق من الوصاية الدولية المفروضة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ؟
السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد نحن نعمل جاهدين على اخراج العراق من الفصل السابع لأن المبررات التي دعت الى ادخاله في هذا الفصل زالت تماما جميعها , ذلك النظام العدواني الذي اعتدى على دول المنطقة زال , كما أن اسلحة الدمار الشامل أو غيرها من الأمور التي اتهم بها النظام السياسي السابق في العراق لم يعد النظام السياسي القائم متورطا وعليه فان كل ما سبق من أدلة لادخال العراق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لم تعد الآن قائمة وعليه فمن حقه الخروج من الوصاية الدولية ويستعيد سيادته كاملة وينظم علاقاته مع دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأميركية وذلك من خلال استنفار الطاقات داخل مجلس الأمن لتحقيق هذا المطلب.
المراسل / خروج العراق من الوصاية الدولية في الوقت الحالي هل سيرضي أميركا التي ربما ستتضرر مصالحها حال ذلك ؟
السيد عمار الحكيم / اعتقد أن مصلحة الولايات المتحدة الاميركية هي في بناء علاقة متوازنة وندية مع العراق تحفظ له بها سيادته وتحافظ لها بموجبها بتبادل المصالح في مختلف المجالات وذلك بما يمثله العراق من نقاط قوة.
المراسل / منذ عامين التقيت بوالدكم الكريم السيد عبدالعزيز الحكيم وقال لنا في حوار صحافي "أن الارهابيين قسموا العراق الى 5 مناطق وجعلوا لكل منها أميرا" فهل لاتزال هذه الحال قائمة ؟
السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد فان ما سمي بـ (الدولة الاسلامية) وما يضعونه من أمراء ووزراء ومسؤولين قد تفككت الى حد كبير وتم اعتقال الكثير من تلك الاسماء الدخيلة التي فرضت على الناس وتعاملت معهم بالقوة والقهر وهذا ماجعل العشائر تتحرك وتنظم انفسها بما سمي بـ (الصحوات) لمواجهة الواقع الذي كان سائدا من قبل , أما اليوم فنحن أمام حكومة مركزية تبسط هيبتها على معظم مناطق العراق إن لم يكن على جميعها ومن الصعب اليوم الاشارة الى مدينة واحدة لا محافظة على أنها خارجة عن سيطرة الحكومة كليا ً, ... نعم قد يكون هناك جيوب في أي مكان ولكن التطور الذي حدث كبير ونتمنى ان يزيد ويتعزز الاستقرار الدائم لا الاستقرار الهش الذي نعيشه الآن.المراسل / كيف استقبلت ما حدث وما دار بشأن شخصية اسماعيل الوائلي وتصريحاته الأخيرة ؟
السيد عمار الحكيم / أنا غير ملم في الحقيقة بهذا الموضوع وتلك التصريحات وفقط تلقيت خبرا في وسائل الاعلام يتحدث عن تورط ضابط كويتي مع شخصيات عراقية لتسهيل ادخال اناس محظور دخولهم الى الكويت أو شيء من هذا القبيل ولكن لم أتلق أي تفصيلات أو معلومات عن هذا الموضوع.
المراسل / من بين تصريحاته على سبيل المثال دعوته لحكومة المالكي بتعهد بوقف التدخل الإيراني في شؤون العراق ؟
السيد عمار الحكيم / نحترم رأي كل متحدث ونحن نعرف ان هناك قوى سياسية عراقية لها وجهة نظر في العلاقات العراقية الايرانية ونحترم بالطبع هذه الرؤي وأما من وجهة نظري فاننا نعتقد ان قوة العراق في اقامة علاقات صداقة ومحبة متوازنة مع كل دول الجوار والمنطقة , والعراق لا يعرف سياسة المحاور الاقليمية التي تسعى الى تقسيم دول المنطقة وتصنفها تصنيفات معينة على ان يتخندق البعض في جانب والبعض الآخر في جانب آخر, فنحن في بلدنا نرفع شعار الصداقة مع الجميع وتبادل المصالح مع الجميع .
المراسل / قال أيضا بأن حكومة المالكي تتغاضى عن استمرار ايران في سرقة النفط من الجنوب العراقي؟السيد عمار الحكيم / أتمنى ان اناقش افكارا لا أن اعلق على أي تصريحات لاي عراقي وعموما وكما قلت هناك تصور لدى البعض بأن إيران لها حضور في العراق يتجاوز الحدود المقبولة ونحن مع السيادة الوطنية العراقية ولا يمكن ان نقبل بأي تدخل في الشأن الداخلي العراقي من اي كائن سواء من دول الجوار او دول المنطقة او من قبل دول العالم , تماما كما اننا ملتزمون بعدم التدخل في شؤون الآخرين الداخلية لأية دولة.
المراسل / هل صحيح ان الحكومة العراقية عزلت ثلاثة مسؤولين في البصرة بسبب رفضهم لاستمرار سرقة نفط العراق ؟
السيد عمار الحكيم / هذه اخبار غير صحيحة وغير دقيقة فالحكومة في العراق وطنية وحريصة على ثروة العراق والدفاع عن مصالحه والعمليات العسكرية التي قامت بها الحكومة في البصرة لم تكن سوى لملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون وقد نجحت في وضع حد لكثير من عمليات التهريب والتخريب التي كانت بعض المجموعات العراقية تمارسها .
المراسل / لماذا اذن كانت هناك مطالبة من بعض العراقيين انفسهم بسن تشريع يمنع تسريب النفط ؟.
السيد عمار الحكيم / لم اسمع بحديث من هذا النوع ومن المستغرب ان يشرع قانون يمنع السرقة الممنوعة اساسا في كل القوانين ايا كانت مسماها "تسريب, تخريب.." فأي شيء يتم خارج اطار القانون فهو مرفوض جملة وتفصيلا.
المراسل / اصحيح ان هناك قلقا يسوق البصرة الآن بسبب ارتخاء يد القبضة الأمنية اذ تطايرت الانباء التي تفيد بذلك ؟
السيد عمار الحكيم / ما اعرفه ان المؤسسة الأمنية قامت بعمل كبير واعادت الأمن الى محافظة البصرة وحظيت بدعم واسناد عشائري شعبي واسع ولاتزال تتحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن , نعم كان هناك بعض الاغتيالات في الفترة الاخيرة وبالطبع اقلقتنا كلنا لكن الاجهزة الأمنية تحركت لمتابعة مثل هذه الظواهر ونتمنى ان تستقر الامور تماما بحيث لا نرى اي خروج على القانون في هذه المحافظة او غيرها.
المراسل / ما الجديد على صعيد الميلشيات في العراق... وهل يمكن ان تذوب في جيش الدولة قريبا? وهل ستقبل الميليشيات الانخراط مع المؤسسة العسكرية ؟
السيد عمار الحكيم / بعد العمليات المتكررة في البصرة والعمارة وبغداد وغيرها من الصعب القول بأن هناك في العراق ميليشيا مسلحة خارج اطار الدولة سوى اخواننا في تشكيل "الصحوات" هذه المجموعات العشائرية الطيبة التي حاربت القاعدة والتكفيريين والمتشددين وطردتهم واعادت الأمن للكثير من المحافظات العراقية كان ملفهم في يد الاميركان والآن هذه الايام يتم تسليمه للحكومة العراقية ومن ستتوفر فيه من هؤلاء المواصفات للدخول في المؤسسة الأمنية سيدخل ومن لا تتوفر المواصفات سينخرط في المؤسسات المدنية الكثيرة واذا ما اصر البعض في العراق على الاحتفاظ بالسلاح خارج اطار الدولة فسيكون الحزم الحكومي كما هو حاصل الآن .
المراسل / هل هذا الكلام يسرى على فيلق "بدر" ؟
السيد عمار الحكيم / لا اعرف شيئا اسمه فيلق "بدر" اليوم في العراق , كان هناك تشكيلات عسكرية في عهد النظام البائد بمسمى "فيلق بدر" وبعد سقوط النظام تحول تلقائيا وحتى قبل ان تطالب الحكومة الى منظمة تسمى "بدر" وهي منظمة سياسية قدمت معلومات كاملة عن رجالها وسلاحها وخصوصياتها الى المؤسسة الأمنية العراقية .
المراسل / ما تعليقك على ان هناك قوات تابعة لمنظمة "بدر" تمثل القوة الضاربة لقمع الاحوازيين كون كوادرها تتكلم العربية وتقيم في المناطق العربية ؟
السيد عمار الحكيم / هذا محض افتراء واكاذيب, واختلاقات كثيرة يتم اختلاقها على هذه المجموعة الطيبة التي كان لها دور مهم في مقارعة النظام البائد والسعي لتخليص الشعب منه.
المراسل / ماذا عن العلاقة الأمنية بينكم وبين التيار الصدري ؟
السيد عمار الحكيم / تسير نحو المزيد من التواصل على اعلى مستوى وقدرنا ان نعيش معا ونحن سعداء بهذا القدر فالعراق لكل العراقيين وان اختلفت القوى السياسية في ما بينها والاخوة في التيار الصدري لهم قاعدة شعبية ونحن نحترمهم ونقدرهم .
المراسل / سماحة السيد هل هناك تنافس بين تياركم والتيارالصدري لكسب الشيعة ؟
السيد عمار الحكيم / هناك قوى سياسية تتحرك ولها مشاريعها وخطابها وقاعدتها وطروحاتها على ساحة واحدة وما دام العمل في اطار القانون فالتنافس يكون شريفا واما غير ذلك فمرفوض .
المراسل / هذا المرفوض حاصل بشكل او بآخر ؟السيد عمار الحكيم / نحن نتمنى الا يكون حاصلا في اي مكان فنحن دوما نحتكم للدستور والقانون ولدولة المؤسسات ويسعدنا التزام القوى السياسية بالقانون .
المراسل / ألم يكن هناك اتهامات متبادلة بينالتيارات في فترة سابقة ؟
السيد عمار الحكيم / نعم وما هذا بخاف على احد وهناك محافظون استشهدوا على أيدي مجموعات مسلحة وهناك رجال قتلوا وتورط البعض من هنا او هناك ولكن لا نريد ان نقف عند الماضي فنحن ابناء الحاضر والمستقبل ونتمنى لانفسنا وللآخرين الالتزام كليا بالقانون .
المراسل / بعد ان اعلن السيد مقتدى الصدر تصفية جيش المهدي عاد ومن خلال اشارات لها مدلولها الى تفعيل هذا الجيش على نحو عسكري ولو بمسمى مختلف ؟
السيد عمار الحكيم / لم نسمع عن ذلك بل سمعنا عن منظمة ثقافية مدنية وهذا شيء مفرح , نعم قيل ان هناك مجموعات محدودة تحمل السلاح لهدف مواجهة القوات الاجنبية ولم نتعرف على حدودها ولكن الحكومة المنتخبة ومؤسساتها الأمنية هي المعني الوحيد بتوفير الأمن للمواطنين .
المراسل / نقرأ عن أن المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية هو من يمسك بمقاليد الزعامة السياسية للحكومة ؟
السيد عمار الحكيم / المجلس الأعلى الاسلامي العراقي هو جهة سياسية كبيرة لها تأثير وحضور واسع وقواعد شعبية ويقوم بدراسة جميع الملفات السياسية بشكل مستفيض ويقدم افكارا ناضجة ويدافع عنها ويقنع القوى السياسية الاخرى في كثير من الاحيان بالامور التي تكون في صالح الوطن وعليه هو يعتمد السياق الدستوري في صناعة القرار السياسي ويحترم كل القوى السياسية الاخرى على الساحة .
المراسل/ على صعيد ملف "كركوك" انتقدت هيئة علماء المسلمين في بيان لها اخيرا ممثل الامم المتحدة بالتدخل في "كركوك" لصالح جهات اخرى فكيف تنظرون في المجلس الاعلى الاسلامي لهذا الملف ؟
السيد عمار الحكيم / نعتقد ان "كركوك" وغيرها من الملفات الساخنة لابد وان يتم حلها في سياق توافقي اذ لا مجال لتغييب ارادة اي طرف سياسي اساسي , ونحن معنيون بالنظر في مطالب المكونات الاساسية في كركوك فهناك عرب وتركمان وكرد وكلهم يمثلون ألوان الطيف الكركوي في هذه المحافظة المجسدة للعراق المصغر, واعتقد ان ورقة الامم المتحدة جاءت موجزة ومعبرة عن مطالب الجميع .
المراسل / هل شاركتم في اعداد هذه الورقة ؟السيد عمار الحكيم / شاركنا في انضاج الافكار التي اخذتها الامم المتحدة وحولتها الى ورقة عمل وقدمتها للقوى السياسية وحظيت بقبول الكثير ولاتزال محور حوار.
المراسل / بعد عودة جبهة التوافق الى الحكومة هل تتوقعون استمرارها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نأمل ان تساعد هذه المشاركة في ترميم اللحمة الوطنية وتعزيزها بشكل كبير ولا تغييب لاية قوة ونحن سعداء برؤية حماسهم وجديتهم في العمل .
المراسل / د.عدنان الدليمي قال ان حكومة المالكي فشلت في تحقيق مطالب الشعب المشروعة وان العراق يسير نحو الهاوية ويشهد فوضى لم يشهدها حتى أيام هولاكو فما تعليقك على هذا الكلام ؟
السيد عمار الحكيم / لم أسمع عن د. عدنان الدليمي هذا الحديث في هذه الأيام واذا كان قد قاله من قبل , فالأوضاع الآن تتجه نحو الاستقرار والقوى المنسحبة عادت للحكومة واللحمة الوطنية تزيد .المراسل / هناك تخوف خليجي من تسليح واشنطن للعراق بأسلحة متطورة عن ما تملكه دول الخليج يمكن ان تغير من موازين القوى في المنطقة ؟
السيد عمار الحكيم / اعتقد ان هذه الهواجس انما تبدد من خلال التواصل واقناع دول المنطقة والخليج من ان المشروع السياسي في العراق هو مشروع يريد الخير لنفسه ولجيرانه ولدول المنطقة والعالم ولا يمكن ان نعود الى حقبة الاعتداءات والاساءات بحق دول الجوار, فالعراق يريد ان يكون قوياً ليسهم في قوة المنطقة واستقرارها لا لكي يبطش ويفتك.
المراسل / العراق كان قوياً في الماضي وبطش وفتك وربما هاجس الماضي هو الذي يحرك المخاوف ؟
السيد عمار الحكيم / ولذلك نحن لا ننكر وجود مثل هذه الهواجس ونقول ان العلاج هو بمزيد من التواصل وتعزيز العلاقات وطمأنة دول الجوار والتأكيد على ان عراق اليوم ديمقراطي لا ديكتاتوري كما كان في الماضي .
المراسل / أفهم من هذا ان هناك تسليحاً اميركياً للعراق, بأسلحة هجومية ؟
السيد عمار الحكيم / بالتأكيد هناك صفقات لشراء الاسلحة فالحضور الاجنبي لن يستمر الى امد غير معلوم ولابد من بناء مؤسسة امينة عراقية قوية وهذا يتطلب التسليح والتجهيز.
المراسل / ولماذا اسلحة هجومية في الوقت الحالي ؟السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد العراق يتعرض لأخطار كبيرة من خارج الحدود وعليه يحتاج الى اسلحة متطورة لمواجهة الاعداء الذين يستخدمون الاسلحة المتطورة سواء تنظيمات ارهابية نواجهها اليوم بطائرات اميركية فماذا اذا ما انسحب الاميركان؟
المراسل / اميركا ألا تعمل على تقوية مجموعة على حساب اخرى في العراق ؟
السيد عمار الحكيم / لم نجد حالة من هذا القبيل ونعمل على ايجاد التوازنات , نعم هناك اخطاء كثيرة ارتكبها الاميركان بالالاف واعترفت بها وزيرة الخارجية رايس ومن كبار المسؤولين الاميركيين ولكن العراقيين هم المعنيون بتوزيع الادوار وتحقيق الشراكة الحقيقية بين كل المكونات العراقية .
المراسل / ماذا عن المعتقلين العراقيين في السجون الاميركية ولماذا ترفض واشنطن الافراج عنهم ؟
السيد عمار الحكيم / هذا احد الملفات العالقة الذي يرتبط بحجم صلاحيات القوات الاميركية في العراق وهناك حديث عن اتفاقية امنية او غيرها لتحديد صلاحية القوات الاجنبية سوف يشمل مسألة السجناء هذه المفترض حسب الوعود تسليمهم للحكومة العراقية للنظر في الاتهامات الموجهة لهم وفق القانون العراقي ان كانوا متهمين لكن بقاء هذا العدد الكبير من النزلاء في السجون الاميركية دون توجيه اتهامات او محاكمات حالة غير صحية .
المراسل / ماذا عن العلاقة مع سورية ؟
السيد عمار الحكيم / نتطلع بناء علاقة افضل مع دول الجوار بما فيها.
المراسل / أتحدث عن سورية ؟السيد عمار الحكيم / بما فيها الشقيقة سورية فهي دولة مهمة احتضنت المعارضة العراقية وهم اليوم حكام .
المراسل / أمعضلة هي ان تحتضن المعارضة بالأمس وهم حكام اليوم رغم ذلك هناك فتور في العلاقة ال
عراقية – السورية ؟
السيد عمار الحكيم / كانت هناك اشكاليات ونسعى اليوم لمعالجتها كلياً وهناك حوار جاد وصرحت القيادة السورية بالالتزام بدعم العملية السياسية وبتطوير العلاقات وبالاحترام المتبادل على صعيد الشأن الداخلي , وهذا مطمئن الى حد كبير.
المراسل / هل ترون بأنه قد تم ضبط الحدود السورية مع العراق ؟
السيد عمار الحكيم / هناك تطور مهم في هذا السياق وانخفاض كبير في تسلل المتشددين عبر الحدود.
السيد عمار الحكيم / ما نسمعه من المسؤولين السوريين انه اذا كان هناك اختراقات فهي ليست رسمية او حكومية ولكن من مجموعات متشددة من هنا او هناك.
المراسل / اخيراً لماذا تحاولون اسقاط الديون الكويتية المستحقة لدى بلادكم أمراً لا طلباً فهذا ملاحظ من تصريحات بعض المسؤولين ؟
السيد عمار الحكيم / العراق بلد تعددي والقوى السياسية مسؤولة عن ما تصرح به أما من ناحيتنا فلم نتحدث بصيغة الأمر في يوم ما .
المراسل / انت شخصيا يا سيد قلت: لقد أسقطها الأصدقاء فلماذا لا يسقطها الاشقاء« والتهديد قد يأتي هكذا بشكل مبطن ؟
السيد عمار الحكيم / علاقتنا بالكويت محبة واخوة وروابط تاريخية طويلة ولا يمكن لنا ان ننظر للكويت نظرة التهديد وكان حديثنا بصيغة التمني وقلنا ان ما يزيد عن 110 بلايين دولار تم اسقاطها من ديون العراق من دول اجنبية ولهذا نتطلع الى مواقف مشابهة من الدول العربية وهنا اقول اننا ننظر باحترام كبير لموقف الامارات العربية المتحدة الشقيقة باسقاط ديونها البالغة 7 بلايين ونتمنى من بقية الدول العربية الكريمة ان تعيد النظر في هذا الموضوع .
وهناك بين العراق وهذه الدول من المصالح ما يفوق بكثير هذه الديون البسيطة والتي جاءت على خلفيات معينة ولم يصرفها النظام البائد على شعبه واعمار البلاد بل صرفها لشراء الاسلحة لهدف البطش بالعراقيين وبشعوب المنطقة , وبالتالي لم يستفد منها الشعب العراقي شيئاً سوى الخراب والدمار.
المراسل / هل كان للكويت وهي تقرض العراق ان تشترط على صدام ان يفعل بهذه القروض كذا وكذا والا كان تدخلا في الشأن الداخلي ؟السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد لا الكويت ولا الدول الاخرى الدائنة مسؤولة عن ما أنفقه النظام البائد وفي اي مجال انفق هذا المال وانما نتحدث الآن عن امر واقع فالعراقيون يتحملون عبئاً كبيراً وهو الان في بداية الانطلاق ويعيش الحرمان الكبير.
المراسل / هل تلقيتم ولو اشارات ايجابية في هذا الشأن ؟
السيد عمار الحكيم / اتسم الحديث بكثير من الايجابية ونتطلع الى حلول مرضية.