نص الحوار الذي أجرته قناة العربية مع سماحة السيد الحكيم
المقدم : أبدأ معكم الحوار في التصريح الأخير الذي صدر من قبلكم بخصوص التطورات في إقليم كردستان والمحكمة الاتحادية قلتم نأسف لإعلان الحزب الديموقراطي الكردستاني مقاطعة الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في إقليم كردستان وإذ نحث قيادات هذا الحزب الوطني العريق على مراجعة هذا القرار، يعني هناك من يقول بأن هناك ضغط كبير من قبل بغداد باتجاه إقليم كردستان سياسيا وقانونيا، هل من الممكن أن يكون هناك تدخل سياسي لحل حالة الأزمة ما بين بغداد وأربيل؟
السيد الحكيم : بسم الله الرحمن الرحيم
تحية لكم وللأعزاء المشاهدين ورمضان مبارك عليكم جميعا
بالحقيقة كما تفضلت هناك مسارين مسار سياسي ومسار قانوني وقضائي في المسار السياسي هناك إرادة سياسية جدية في بغداد من قبل السيد رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني وكذلك القادة السياسيين في الإطار وفي إتلاف إدارة الدولة في تذليل العقبات لتصفير المشاكل القائمة ونعرف أن هناك لجان عملت بشكل جدي ودؤوب لحل المشاكل وتعاطى السيد رئيس الوزراء بمرونة عالية في هذه الأمور ولكن هناك جانب آخر قضائي يخص المحكمة الاتحادية التي تتلقى شكاوى ودعاوى من أطراف مختلفة ويطلب منها تفسير الدستور أو تطبيق مواد الدستور على حالات معينة كان لها وجهات نظر وكما نعرف بحسب نظامنا في البلاد هناك فصل بين السلطات وقرارات المحكمة الاتحادية باتة ونهائية وغير قابلة للتمييز كما هي في الشؤون الأخرى القضائية لذلك المشكلة ليست سياسية حتى نبحث عن حل سياسي لها ما يخص الجانب السياسي أعتقد هناك مرونة كبيرة ورغبة في الحل وفي المعالجة
المقدم: ربما سياسية في الإقليم لأن الشكاوى التي تقدم للمحكمة الاتحادية هي أغلبها من كتل سياسية في الإقليم هل من الممكن أن تكون هناك جهود أيضا للملمة البيت الكردي في الإقليم لحال مشاكلهم لأن هناك أيضا اتهام لبغداد بأنها تسعى لإضعاف الإقليم من خلال استمالة الاتحاد الوطني الكردستاني على حساب الديموقراطي الكردستاني؟
السيد الحكيم: كما تعرفون علاقاتنا مع القوى السياسية الأساسية في بغداد، علاقاتنا مع الحزبين الكريمين علاقات تاريخية من الحزب الديموقراطي من زمن المرحوم ملا مصطفى البرزاني ثم الرئيس مسعود البارزاني في تاريخ طويل واليوم السيد نيجيرفان رئيس إقليم والسيد مسرور البارزاني رئيس الحكومة وفي الجانب الآخر أيضا علاقة مع المرحوم مام جلال الطلباني وثم مع نجليه الكريمين سيد بافل وسيد قباد، لا أعتقد أن هناك مسعى من بغداد لترجيح كفة على أخرى، كانت بعض الملابسات في العلاقة بين الحزبين في الظروف السابقة ودوما حاولنا أن نذلل العقبات ونقرب وجهات النظار لأن الاستقرار في أي ساحة من المساحات وأي مكون من المكونات العراقية يفضي إلى استقرار سياسي في أمور البلاد بالتالي استقرار البلد هو نتاج استقرار الساحات المتعددة في هذا البلد
المقدم: لكن المشهد سماحة السيد مغاير اليوم هناك أزمة سياسية في البلد هناك غياب السيد الصدر عن المشهد السياسي السنة إلى حد الآن لم ينتخبوا رئيسا للبرلمان هناك من يقول بأن الأخ الأكبر أيضا أو أطراف الأخ الأكبر كتلة الإطار التنسيقي تسعى لإضعاف المكونات للحصول على مكاسب سياسية على حساب ذلك، موضوع رئيس البرلمان هل من الممكن أن يكون هناك انتخاب قريب لرئيس مجلس النواب العراقي خاصة بإن الإطار انقسم في عملية التصويت من خلال جلسة اختيار السيد شعلان الكريم؟
السيد الحكيم: لا شك أن المكون الأكبر ومن يمثله في العملية السياسية اليوم قوى الإطار التنسيقي حريصة على لملمة الأوضاع وعلى تهديئة الأمور ومساعدة الشركاء في حل مشاكلهم، لا يوجد بالمرة أي نية لتمدد على صلاحيات ومساحات المكونات الكريمة الأخرى لكن دائما انتاج رئيس يمثل مكون اجتماعي معين إن كان رئيس الوزراء للمكون الأكبر أو رئيس الجمهورية للمكون الكردي الكريم أو رئيس مجلس النواب للمكون السني الكريم انتاج الرئيس هي عملية تأخذ شيء من الوقت ولعل أصعبها هي انتاج رئيس الوزراء ونعرف منذ 2005 وإلى اليوم في كل مرحلة يحتاجنا إلى أحيانا ستة أشهر أو ثمانية أشهر من المداولات والنقاشات ولم يتهم أحد أن المكونات الأخرى ساهمت في إضعاف المكون الأكبر أو إرباكة، لا هي القضية هناك طموحات ورغبات فكيف تجمعها أنت في إطار انتاج مرشح يمثل المكون يأخذ وقت، رئاسة الجمهورية لاحظنا في عدة منازلات كان هناك وقت طويل وأشهر من الحوارات والنقاشات حتى نفضي إلى اتفاق كردي على مرشح وأحيانا لم يحصل هذا الاتفاق وقرر المكون الكريم أن يقدم أكثر من مرشح إلى مجلس النواب ويترك لمجلس النواب الحسم بالنسبة لرئاسة مجلس النواب في هذه الدورة أيضا الأمر بهذا الشكل القوى السنية الكريمة لها وجهات نظر مختلفة وكل يعتقد لأن هذا الموقع موقع المكون فله الحق في أن يقدم مرشحه ويجد في مرشحه الأولوية والأرجحية وبالفعل الأسماء التي تقدم أسماء محترمة مقدرة لكن ضمن أي معادلة وأي ضابطة يمكن أن نضعها لاختيار رئيس وهذا التنوع في الاجتهادات وتعدد الطموحات في المكون الكريم وهم يأتون ويطلبون الدعم من شركائهم الآخرين في المكون الأكبر، في المكون الكردي من الطبيعي أن القوى في الساحات الأخرى بعضهم ينتصر لهذا وبعضهم ينتصر لذاك فالانقسام في داخل ساحة معينة يمكن أن يمتد إلى ساحات أخرى نظرا للرؤية التي على أساسها القوى السياسية تدعم هذا المرشح أو ذاك
المقدم: لكن سماحة السيد اليوم في البيت السني هناك جهات تطالب بتغيير النظام الداخلي للبرلمان العراقي لعملية التصويت وهناك جهات نظر أخرى ترفض، وكان هناك اجتماع للإطار التنسيق وخرجت تسريبات على ماذا اتفقتم؟
السيد الحكيم: أعتقد التوجه أن المكون الأكبر يجب أن يعيد الشركاء الآخرين وإذا فتحنا نافذة لتغيير تعديل في النظام الداخلي دون أن يكون هناك اتفاق بين الأطراف هذا سيعني فتح باب الترشيح من جديد واستمرار عملية الانقسام بشكل حاد في المنازلة القادمة أيضا وليس بالضرورة أن نساعد على حل المشكلة فقيل نحن نعطي فكرة تعديل النظام الداخلي نضعها كورقة تحت تصرف إخواننا في المكون حين يتفقوا على شخص إذا كانوا اتفقوا على اسم موجود ومطروح فعليا فلا نحتاج إلى تعديل في النظام الداخلي وإذا اتفقوا على اسم غير الأسماء الكريمة التي نزلت للترشيح في المنازلة الأولى فهنا نكون أمام خيارين خيار أن الشركاء المرشحين السابقين الفعليين الذين رشحوا أنفسهم لمجلس النواب حين يجدوا أن المكون كله اتفق على شخص يحترموا هذا الاتفاق وهم ينسحبوا من ترشيحهم فيكون المجلس بلا مرشحين ولا حاجة لتعديل في النظام الداخلي المرشح الجديد يقدم نفسه ونمضي بدعمه لكن إذا حصل اتفاق المكون وبقي بعض المرشحين مصررين على ترشيحهم فبالإمكان أن يصار إلى تعديل في النظام الداخلي
المقدم: هذا توجه الإطار التنسيقي، هناك أيضا أحاديث بأن هناك خلافات داخل الإطار التنسيقي حول عدد من الملفات منها ما كان في مجالس المحافظات ومضت بعض المحافظات والأخرى ما زالت موجودة إلى أي مدى هذا الانقسام سيؤثر على حكومة السيد محمد شياع السوداني؟
السيد الحكيم: كما تعرفون قوى الإطار هي قوى متعددة بمشارب مختلفة جمعها إطار تنسيقي لتنسيق المواقف فيما بينهم كونهم يتحركون في ساحة واحدة جمهورهم جمهور متداخل،مساحات عملهم مساحات متداخلة لتخفيف الإشكاليات والوصول إلى رؤية مشتركة نجحوا خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال هذا التنسيق أن يحققوا رؤية مشتركة وأحيانا مواقف مشتركة في قضايا جدا مفصلية وحاسمة وأحيانا يختلفون في بعض التفاصيل، لحسن الحظ دعم حكومة السيد السوداني ليست من الموارد الخلافية بين قوى الإطار، قد تحصل أحيانا طموحات في تشكيل الحكومات المحلية طرف يذهب بهذا الاتجاه أو ذاك ونعرف حتى في الحكومات المحلية كان هناك نسبة عالية من التفاهم وبعض الإشكاليات حصلت
المقدم: في محافظات محدودة هناك بعض المحافظات مبنية على النصف زائد واحد أي خروج عضو مجلس محافظة من هذا التكتل إلى التكتل الآخر سيقلب الموازين، هل هناك اتفاق على الإبقاء على مجالس المحافظات مثل ما هي عليه أم من الممكن أن يكون هناك تغيير مستقبلي إذا لم يكن هناك خلافات واضحة على السطح؟
السيد الحكيم: بالحقيقة نوقش هذا الموضوع في الإطار التنسيقي وقيد نفس اللجنة التي جلست وناقشت موضوع توزيع الأدوار بين قوى الإطار في المحافظات المختلفة بإمكانها أن تواصل جهدها لتدارك ما تجاوز مما اتفق عليه وإذا تشعر أي من الأطراف أنها غير ممثلة بشكل مناسب فنعمل على مساعدتها لاستكمال تمثيلها بالشكل اللائق ولكن يجب أن نبقي الحكومات المحلية مستقرة وندعمها في كل المحافظات لأن الهدف من هذه الحكومات هو خدمة الناس وإبقاء المحافظات غير مستقرة والتغييرات مستمرة سيعني حرمان الناس من الخدمة وهذا ما يجب أن لا يكون
المقدم: هناك تصريحات حول انتخابات مبكرة، وهناك من يتحدث بضرورة إذا ما ذهب رئيس الوزراء السيد السوداني إلى انتخابات عليه أن يستقيل قبل الانتخابات بستة أشهر هناك من يرى بأنه ما يقوم به السيد السوداني من مشاريع من عمل من استقرار يهدد مستقبل كتل سياسية في الإطار إذا ما خاض الانتخابات وتدعو إلى أصلا تعديل قانون الانتخابات.
السيد الحكيم: كما تعرفون الإطار تناقش فيه مطالب مواضيع توضع على جدوى الأعمال، محاور محددة حين يطلب الأعضاء مناقشتها فيما بينهم وما يتفقون عليه يمضون معا في تنفيذة هذه المواضيع نسمعها في الإعلام في الساحة السياسية العامة،لكن أي من القوى الأساسية في الإطار لم تطلب إدراج هذه المواضيع على جدوى أعمال الإطار، ولم نناقش في الإطار اليوم لا تعديل لقانون الانتخابات ولا الموضوعات الأخرى التي أشرتم إليها، نعم السيد السوداني لحسن الحظ أنه يحقق نجاحات جيدة يحظى برضى شعبي في مساحات مهمة، بعض استطلاعات الرأي أشارت إلى مثل هذا الأمر ويمكن أي مواطن يحتك بالناس يلمس مستوى من الرضا لم يكن سابقا معهودا في العراق وهذا يعتبر خطوة جدا مهمة وإيجابية لكن اتساع تأثير ونفوذ ومقبولية السيد رئيس الوزراء قد يؤدي لقلق بعض الأطراف هذا في السياسة أمر مفهوم نحن نعمل بهدوء لتنفيس بعض المخاوف والهواجس بخطوات يقوم بها السيد رئيس الوزراء وخطوات يقوم بها الإطار والحفاظ على الاستقرار السياسي في البلاد وعلى التعاون والتكاملية الموجودة لا شك أن السيد رئيس الوزراء لو هذا الغطاء السياسي من الإطار التنسيقي ومن ائتلاف إدارة الدولة ومن كل القوى الكريمة التيوقفت معه وانتخبته أولا ودعمته خلال الفترة السابقة ما كان بإمكانه أن يحقق هذه النتائج، لا شك أن كفاءته، حرصه، ساعات طويلة من العمل يقضيها، خبرته في الشأن الإداري والتعاطي مع البيروقراطية الإدارية كلها كانت أسباب مهمة في تحقيق هذا النجاح ولكن الغطاء السياسي والدعم من القوى السياسية كان يمثل جناح آخر الذي تحققت به هذه النجاحات .
المقدم: سماحة السيد موضوع الانتخابات المبكرة غير مطروح؟
السيد الحكيم: وغير ممكن، الانتخابات المبكرة في أي بلد هي توضع كحل لإنسداد سياسي معين، لمشكلة وأزمة كبيرة في البلد وفي العراق في 2019 بعد أحداث تشرين ومطالبات شعبية بانتخابات مبكرة بحثا عن معادلة جديدة وعن قوى يمكن أن تتمثل عبر الانتخابات في أروقة الدولة وما شابه ذلك فذهبنا إلى فكرة الانتخابات المبكرة لهذه الأسباب، اليوم لا يوجد انسداد سياسي، بل يوجد إئتلاف إدارة الدولة بين قوى مهمة متفاهمة مع بعضها والأوضاع البلدية تتقدم إلى الأمام فلا أجد ما يقتضي أو يستدعي انتخابات مبكرة
المقدم: في هذه الظروف وتغيير قانون الانتخابات هناك جهات تتحدث بصراحة بأنه ممكن العودة إلى نظام الدوائر لمنع السيد السوداني من الحصول على الأغلبية في البرلمان القادم؟
السيد الحكيم: وجهة نظرنا دائما نبينها بوضوح، نحن لا نعتقد من الصحيح تصميم قوانين انتخابية لأهداف المغالبة أو كسر الطرف أو على تقدم آخر، الانتخابات في أي نظام ديمقراطي هي تجسيد وتعبير عن الأحجام الاجتماعية والأوزان السياسية للأطراف والقوى السياسية ويجب أن يكون قانون واضح بين يشارك فيه الجميع ويأخذ كل منهم حجم في تأييد الشارع وثم هذه القوى التي تحظى بثقة الشارع تجلس مع بعضها وتشكل الحكومة وتمضي إلى الأمام
المقدم: تحدثت عن إئتلاف الدولة كان لدي مؤخرا مقابلة مع السيد محمد الحلبوسي وقال بأنه لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، السيد مسعود البرزاني أو الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضا يتحدث بأنه لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق السياسي، وهددوا بالانسحاب من العمل السياسي، هل ترى من الضرورة أن يكون هناك اجتماع مهم وعاجل لإتلاف إدارة الدولة لوضع النقاط على الحروف وحلحلت بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها وبناء عليها حتى تم تشكيل حكومة السيد السوداني؟
السيد الحكيم: بالحقيقة انا شخصيا متابع لسلوك السادة الرؤساء الوزراء ولعل رأيت ان دولة الرئيس السوداني كان من اكثر رؤساء الوزراء حرصا على تنفيذ الاتفاقات السياسية ومنذ الاسابيع الاولى لحكومته شكل لجنة من سبع وزراء من مشارب مختلفة من مختلف المكونات واناط بهم المسؤولية مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي وورقة الاتفاقات السياسية ضمن هذا البرنامج وفي كل شهر او شهرين يأتي الى اجتماعات الاتلاف وبيده جدول وموقع من الوزراء السبعة في نسبة تنفيذ البرنامج خلال هذه الفترة التي مضت مثلا شهرين اربعة شهر ستة شهر وهكذا فلا شك ان هناك مساحة مهمة من بنود هذا الاتفاق تم تنفيذها ولا شك ان امامنا ايضا هناك بنود لا زالت في طريقة الى التنفيذ وانا شخصيا ممن طلعت على هذه الجداول كغير من قادة السياسيين قدم لنا هذه الجداول حتى الامور غير منفذة في هذه اللحظة هي موجودة ضمن الجدول الى اين انتهت تعرفون بعض الاتفاقات تحتاج مثلا إلى تشريع قوانين سياق تشريع القوانين فيه مراحل عديدة ففي الجدول في كل تحديث يوضع ان هذا اين وصل هل الحكومة قدمت المشروع الى مجلس النواب هل اللجنة المختصة بدأت تبحث هذا الموضوع هل وصل الى التصويت هل قرئ القراءة الاولى ثم الثانية ثم التصويت عليه يعني سلسلة طويلة من الإجراءات وبعض هذه الاتفاقات هي إجراءات حكومية نعم والبعض برلمانية
المقدم: نعم بعضها تشريعية وبعضها حكومية منها قانون العفو الذي يطالب به المكون السنين ساذهب الى ملف اخر هو ملف قوات التحالف يعني خلال الاشهر الماضية منذ حرض غزة كان هناك تفعيل من قبل الفصال المسلحة لعملية استهداف القواعد العسكرية العراقية التي تستضيق قوات التحالف الدولي اليوم هناك لجنة وبدأت اجتماع اول وثاني سمحت سيد لماذا كل هذه الرقبة باخراج قوات التحالف بهذه السرعة من العراق
السيد الحكيم : هناك ملفين يجب أن نفرزهما حتى نعرف ونقرأ الساحة كما هي هناك ملف يرتبط بفلسطين والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والعدوان الاسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود في إبادة الفلسطينيين في غزة وفي مناطق الاخرى وكل المسلمين في كل مكان العرب والمسلمين حين يتابعون بشكل يومي هذه المجازر طبعا مشاعرهم تتأجج باتجاه حماية ودعم القضية الفلسطينية، إدانة الكيان الاسرائيلي ومن يقف وراءه، فهذه الفصائل الكريمة في العراق هي حاولت من خلال بعض الضربات أن تعطي تحذير أو إنذار لقوات التحالف للولايات المتحدة بشكل خاص أن هذا الانحياز الكامل مع إسرائيل ضد الفلسطينيين بهذه الطريقة وتوفير كامل الغطاءات للكيان الاسرائيلي ووضع الفيتو على كل قرارات مجلس الأمن أو الهيئة العمومية للأمم المتحدة ذات صلة بإيقاف الحروب، هذا غير مقبول ويجب أن يكون، فالضغط كان لأمر ذات صلة بقضية فلسطين.
هناك جانب أخر يرتبط بالتحالف الدولي لمواجهة داعش في العراق نعرف أن يعني 86 بلد يمثل هذا التحالف، تحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة جاؤا بطلب من الحكومة العراقية في 2014 لمواجهة داعش وداعش تم القضاء عليها وتم تحرير العراق من الاحتلال الداعشي سنة 2017 ومنذ ذلك اليوم والى الآن نلاحق الخلايا النائمة، تقييم الموقف أن داعش ما باتت خطر وجودي على العراق اليوم هناك خلايا محدودة والقوات العراقية قادرة على معالجتها، وجود تحالف دولي ب86 دولة على الارض العراقية يعطي رسائل الانتداب والوصاية وما الى ذلك ونحن بعد 20 عام من تجربتنا الديمقراطية يجب ان ندخل الى فضاء جديد ولكن قرار القوى السياسية في الاطار وفي إئتلاف إدارة الدولة ان تتم عملية انهاء مهام التحالف الدولي بشكل ودي وعبر حوار مع الأطراف الدولية، وثانيا ننتقل إلى علاقة ثنائية بين العراق وبعض الدول المهمة في هذا التحالف التي يمكن أن تقدم شيء في تدريب القوات العراقية في تسليح القوات العراقية في مساعدة العراق الى غير ذلك ولكن ضمن اتفاقية ثنائية بين العراق وكل بلد من هذه البلدان على حدة.
المقدم: لكن شركائكم في الوطن يريدون بقاء قوات التحالف الاكراد يريدون والسنة يريدون؟
السيد الحكيم: اعتقد ما هو متفق عليه وأنا كنت حاضر في اجتماعات إئتلاف إدارة الدولة وكان القادة كلهم حاضرون أيضا هم يفرقون بين أمرين مسألة التحالف الدولي لمواجهة داعش كلهم قالوا نحن مع رأي الحكومة وما تريد كل القوى السنية والكردية لا أستثني أحدا أما أصل أن تكون علاقة ثنائية بين العراق والولايات المتحدة تشمل حتى علاقة في الملف الأمني أيضا هذا هو الموضوع الذي يريده.
المقدم: الشركاء واعتقد حتى في الاطار هناك نظرتين هي كسر العصا مع الولايات المتحدة بشكل كامل وهناك من يريد ان تبقى هناك علاقة امنية انتم تدعون واطراف اخرى تدعوا ان تخرج قوات التحالف الدولي لكن في نفس الوقت نحن نريد علاقة امنية استخبارية مع الولايات المتحدة الامريكية؟
السيد الحكيم: بناء علاقات ثنائية منطقية تحفظ مصالح العراق ومصالح الأطراف الأخرى مع الولايات المتحدة ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي التي صوت عليها بالثلثين في مجلس النواب وتحظى بشرعية كاملة وفيها تفصيل دقيق لطبيعة هذه العلاقة الثنائية في مجالات عدة بما فيها المجال الأمني ويمكن أن تكون اتفاقيات مشابهة مع بعض الدول المهمة الاخرى كبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول الراغبة بمساعدة العراق ايضا ان توضع اتفاقيات مشابهة نعرضها على مجلس النواب نصوت عليها جميعا، هذا ليس شيء سلبي حتى نخفيه هذا شيء إيجابي قوة العراق ان يكون منبسط ومنفتح ويجسر علاقة مع دول مهمة في العالم وهذه العلاقات تخدم المصالح الوطنية العراقية والأمن القومي العراقي وتوفر غطاءات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية وثقافية في كل المجالات،للعراق وكل الدول المستقرة تقوم بمثل هذه العلاقات.
المقدم: لكن أيضا شركائكم لديهم تخوف للتدخلات الايرانية فهناك من يرى بأن بقاء أمريكا هو رسالة لإيران بأن هناك من يحمي العراق إذا أمن المواطن إذا كنا نعتمد على إيران وأمريكا في هذا الموضوع؟
السيد الحكيم: لا أنا لا أنظر إلى العلاقات الثنائية من هذه الزاوية، أنا أعتقد نحن كعراقيين حريصين على بلدنا وعلى مصالحه والقوى السياسية الوطنية العراقية في الأعم الاغلب في مساحة مهمة منها قادرة ان تتعامل مع بعضها وتتعاون وتحافظ على مصالح بلدها دون حاجة الى تدخلات خارجية من أي طرف،والجانب الثاني العراق كبلد مهم نحن لسنا جزيرة في محيط نحن جزء من بيئة إقليمية ودولية فمصلحتنا أن نبني علاقات وثيقة مع دول جوار، مع دول منطقة ودول العالم المهمة ولكن في علاقات ثنائية تحافظ على المصالح الوطنية العراقية وايضا تحافظ على السيادة بشكل كامل لنا وللأطراف الأخرى من الدول الأخرى التي نتعامل معها.
المقدم: مؤخرا كان لديكم زيارات إقليمية تدعمون حكومة السيد السوداني من خلال هذا الملف الذي تمتلكوه كعائلة وجنابكم في العلاقات الخارجية كيف تصف اليوم انفتاح العراق على محيطه العربي؟
السيد الحكيم: بالحقيقة كما اسمع من القادة في المنطقة هم ينظرون الى رئيس الوزراء السوداني على انه شخص صادق وواضح في رؤيته وتوجهاته ولديه رغبة بتطوير علاقة العراق مع دول الجوار وانا شخصيا اعتقد ان رؤساء الوزراء السابقين العديد منهم كانوا ايضا واضحين وجديين في هذا الجانب لكن السيد السوداني يتميز بأمرين الامر الاول هو أبن المؤسسة الادارية كان قائمقام ثم محافظ ثم اصبح وزير في عدة وزارات يفهم المنظومة البيروقراطية في البلاد وحين تأتي الدول الاخرى باتفاقات وتفاهمات ومشاريع نتيجة لمعرفته بهذه المنظومة هو قادر ان ينجز ويحقق هذا الوعد بعض رؤساء الوزراء السابقين كانوا يركزوا على الجانب السياسي اكثر من الجانب الإداري.
المقدم : أيضا هناك نقطة مهمة رئيس الوزراء لديه كتلة مثل الاطار يستطيع ان ينفذ حتى في البردمان بعض الرؤساء السابقين كانوا محاربين ؟
السيد الحكيم: لكن هذه المشاكسات لم تكن تخص مصالح اقتصادية او مشاريع تخص الدول الاخرى كانت لها اعتبارات مختلفة تخص الشأن المحلي كما هو واضح، هذا الجانب الأول، السيد السوداني هو شخص يفهم البيروقراطية الادارية في البلاد ويستطيع ان يتماشى معها وينجز عمل من خلالها،الخصيصة الثانية الاوضاع العامة في البلاد، المناخ السياسي،الاجتماعي، الامني يعني تصوروا رئيس الوزراء كان يسمع من الصباح وكل ربع ساعة، كل نصف ساعة، تأتي العواجل مفخخة انفجرت في مكان وكل تركيزه هو والاجهزة والوزراء على هذه الظاهرة ومعالجة المشكلة الأمنية، او في وقت ما من كان هناكاشتباك مكونات مثلا ومشاكل بين الطوائف والقوميات في البلاد وقتها ايضا كانت تربك الوضع بشكل كبير، السيد السوداني محظوظ في انه تصدى في مرحلة يوجد فيها استقرار أمني وتفاهم ووئام مجتمعي وأيضا تفاهم سياسي وينعكس ذلك أيضا حتى على الوضع الاقليمي من يكون العراق في وضع مستقير والناس متعايشة جزء من التوترات الاقليمية ايضا كان منشئها عراقي، طرف عراقي يذهب ويقلب طرف اقليمي معين وطرف اخر يذهب الى مكان اخر ويقلب، واصبحنا كأنه في لحظة كان الفهم عن الوضع العراقي فهم مختلف.
المقدم: العلاقة مع المملكة العربية السعودية سماحة السيد؟
السيد الحكيم: المملكة العربية السعودية الجارة العربية الكبرى بثقلها الرمز المعنوي بلد الحرمين الشريفين وبثقلها الاقتصادي وبثقلها السكاني والجوار العراقي مع المملكة العربية السعودية وتوجه قيادة المملكة، سمو الامير محمد بن سلمان وقيادة المملكة،جلالة الملك عندهم رؤية تجاه العراق والانفتاح على العراق والتعامل مع العراق بحيث يتفاجأ كل من يلتقي ويجتمع، وهذه ليست لمرة واحدة او مرتين او مع شخص او مع طرف او مع حكومة جاءت حكومات متعددة من الدكتور العبادي الى السيد عبد المهدي الى السيد الكاظمي وصولا الى السيد السوداني كل رؤساء الوزراء سمعوا كلمات واضحة وإرادة جدية لجان المشتركة،وحجم التزاور الآن بين الوزراء واللجان والمسؤولين من البلدين، فننظر للعلاقة مع المملكة العربية السعودية أنها علاقة متميزة جدا ولا سيما في التوجه الجديد للعراق أن يذهب بإتجاه علاقات ثنائية عميقة مع دول مهمة في المنطقة والعالم المملكة العربية السعودية لها دور جدا متميز في هذا.
المقدم: هل تعتقد سماحة السيد بأن العراق اليوم يحتاج الى نظام سياسي جديد بعد النظام الذي جربناه من 2003 الى اليوم، وهناك من يقول بأن التوافقية السياسية التي بني عليها النظام العراقي قد انتهت؟
السيد الحكيم: اعتقد المشكلة ليس في النظام، المشكلة في الاجواء والمناخ وتعاون القوى السياسية مع بعضها، لا اعتقد ان هذا النظام السياسي بما هو مدون في دستورنا والقوانين النافذة والسياقات يتحدث عن توافقية سياسية، هذا النظام يتحدث عن توافقية مكوناتية، اشراك المكونات بشكل عادل ومنصف بما يمثل احجامهم الطبيعية وأوزانهم الاجتماعية في البلاد، هنا لا اتحدث عن قضية طائفية أو أثنية بل أتحدث عن قضية مكونات اجتماعية لها ثقل، ويجب ان تعمل مع بعضها أي اتفاق مكوناتي.
المقدم: لكن تدعم ان تكون هناك تعديلات دستورية للحفاظ على النظام؟
السيد الحكيم : لا شك ان نظامنا بعد 20 سنة من التجارب افرز حقائق ونتائج اظهرت اننا نحتاج الى ان نطور دستورنا في مكان هنا او هناك ونحن من دعى إلى عقد اجتماعي وسياسي جديد بمعنى تطوير النظام السياسي نحن لسنا مع تغيير بل مع تطوير النظام على ضوء المعطيات اللي حصلنا عليها خلال العقدين الماضيين ولكن هذا التطوير ايضا يجب ان لا يكون بمنطق المغالبة ونصف زائد ويحتاج الى رؤية مشتركة متفق عليها بين جميع الاطراف حتى نذهب الى تعديلات يشعر الجميع انه مستفيد منها وليس ان تتهم حينئذ جماعة معينة ومكون معين او اغلبية معينة بشكل ما انها تفرض ارادتها على الاخرين.
المقدم: عبر سيف الدستور لدي سؤال اخير هل لديكم أريحية في العمل السياسي في ظل غياب السيد مقتدى الصدر وما هي رسالتك للسيد مقتدى الصدر بخصوص ان يعود الى المشهد السياسي ؟
السيد الحكيم: السيد الصدر أخ عزيز والتيار الصدري شريك مهم سياسي سواء حضر في الحكومة أو لم يحضر سواء حضر في مجلس النواب أو لم يحضر، نحن الأن غير مشاركين في مجلس الوزراء، ولكننا داعمين للحكومة ونجد انفسنا جزء من هذه البيئة، فالتيار الصدري واقع اجتماعي وسياسي في الساحةالعراقية، وهو رقم مهم ومورد احترام وتعرفون حين قرر التيار الصدري الإنسحاب من مجلس النواب كان لنا وجهة نظر ورسائل خاصة ومعلنة عبر وسائل الاعلام وطلبنا ان يعاد النظر في هذا القرار كما طلبنا بالامس ان يعيد النظر اخوانا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في موقفهم بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في الإقليم، نعتقد أن مشاركة الجميع وحضور الجميع ، نتفق ونختلف لكن ضمن دائرة القرار وتبادل الادوار وتكاملها في ادارة البلاد هذا هو المنهج الصحيح.