• السيد عمار الحكيم : نحن بحاجة الى روح رياضية نتلمسها في واقعنا الاجتماعي والسياسي

    2011/ 11 /10 

    السيد عمار الحكيم : نحن بحاجة الى روح رياضية نتلمسها في واقعنا الاجتماعي والسياسي

    سعداء بهذا الحضور المتنوع للفرق الرياضية والمهتمين بالشان الرياضي رعاية وادارة ودعما من السادة الضيوف وما يمثلونه من مؤسسات مهمة في الواقع الرياضي ، هذا الاجتماع يحصل ليعبر عن تتويج لجهد كبير لفرق رياضية تجاوزت ال5000 فريق رياضي من الفرق الشعبية ، ويبدو من الصعب لاي مؤسسة حكومية ان تقوم بهذا الجهد فكيف وان مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني وبشكل تطوعي وعمل خيري يقومون بهذا العمل الكبير في هذه البطولة المتميزة في نوعها من حيث العدد والفرق المشاركة وطبيعة الامتداد والتنوع ، انها بطولة استوعبت العراق بكل تلاوينه وامتداداته ومناطقه وجاءت لتعبر عن ارادة رياضية وطنية شبابية في كيفية الالتقاء على عمل خيّر يوظف الطاقات ويسخر الامكانات في الطريق الصحيح .

    القوة والكبرياء مع التواضع ...
    لو وقفنا قليلا في الدعاء الذي ندعو به في صلاة العيد  وهو الدعاء الذي ورد من ائمة اهل البيت (ع) ، الانسان يستخدم اسم من اسماء الله تعالى لينسجم مع طبيعة حاجته وظرفه ، وفي يوم العيد ندعو الله تعالى بهذا الدعاء الذي نقرأه في القنوت  " اللهم ياذا الكبرياء والعظمة ويا ذا الجود والجبروت وياذا العفو والرحمة وياذا التقوى والمغفرة ، اسالك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا  " اذن اربع اسماء ، الاسم الاول "ياذا لكبرياء والعظمة " نساله سبحانه في العيد ونطلب منه العظمة والقوة المكنة الكبرياء ، "وياذا الجود والجبروت " حينما نطلب منه العطاء لا نطلب ذلك ونحن في حالة ضعف بل في موقع القوة ، نطلب العظمة ولكبرياء ، الامة التي ليس فيها قوة وليس فيها بسالة وليس فيها موقع مرموق ومتقدم فهذه الامة مهما كانت تملك من ثروات فهي ليست محترمة ، القوة والكبرياء والعظمة هي القضية الاولى التي نطالب بها ، ثم نطلب من الله العطاء والجود ولكن من مواقع القوة  " ياذا العفو والرحمة " حينئذ ننتقل الى طلب العفو والرحمة من الله ، "وياذا التقوى والمغفرة " ثم نطلب التقوى من الله لان القلب حينما يطهر في العفو الالهي حينئذ الطهارة والنقاء والنور والتقوى تاخذ مدياتها في قلب الانسان ، فهذه الصفات الاربعة التي ينادي بها الله تعالى والتي تكشف عن طبيعة حاجتنا ، لذلك علينا ان نكون أقوياء وعظماء وعلينا أن نجسد الكبرياء في وجودنا ،وفرق كبير بين العظمة والكبرياء وبين التكبر والاستعلاء ، الكبرياء والعظمة ان تكون يخشى منك وتكون قويا تُحترم وتُقدر، ولكن عظمة الانسان وكبرياءه في ان يتعامل بتواضع وبخفض الجناح مع الآخرين ، وهذا ما نراه في ثقافة الاسلام ونهج رسول الله والائمة الاطهار (ع) ، الامام السجاد يقول في دعاءه الشهير مكارم الاخلاق " اللهم لا ترفعني في الناس درجة الا وضعتني عند نفسي بقدرها " حتى اشعر بالاستصغار والاحترام والتقدير والتواضع امام  الآخرين  ، والاسلام هنا يخلق حالة من التوازن في شخصية الانسان بين موقع اجتماعي مرموق وبين الشعور بالتواضع امام الآخرين ، لذلك عيد الاضحى محطة مهمة من محطات بناء انفسنا وهو وقفة مع النفس كيف نكون اقوياء ، قوة في تواضع  ، عظمة وكبرياء في خفض الجناح للانسان ايا كان وحيثما كان ، نسال الله ان نكون ممن يعيش الكبرياء في وجوده وان يكون متواضعا بسيطا في تعامله مع الناس .

    الروح الرياضية تالق وتميز ..
    الروح الرياضية تالق تميز اندفاع تنافس شريف تقدم ولكن ان يكون الانسان متواضعا بسيطا ، المفردة التي تستخدم كثيرا في واقعنا الرياضي هي الفوز والخسارة ، اعتقد ان ذلك لا ينسجم مع المنطق الاسلامي ، لا يوجد فائز وخاسر ، انما هناك فائز وفائز بامتياز ، لانهما تنافسوا تنافسا شريفا ، كل من ينزل للميدان ويتصدى ويتحمل المسؤولية ويواجه ويبذل الجهد فهو ناجح سواء كانت النتيجة لصالحه ام لا ، كل الفرق التي شاركت بالبطولة ناجحة وفائزة حينما تصدوا وبذلوا الجهد ، وهذه سنة الحياة ، في الاسلام يقال احدى الحسنيين اما النصر او الشهادة ، الاثنان ينال الحسنى والفوز ، المهم تحمل المسؤولية والقيام بالواجب  بالشكل الصحيح وأكثر من ذلك انت غير مسؤول عنه ، نحن لسنا مسؤولون عن النتائج ولكن حريصون عنها ، نحن مسؤولون عن المقدمات .
    الرياضة تجسد حالة التصدي والمنافسة الواضحة ، وهذه سمات المنازلة ، زمن محدد ومكان محدد ووقت محدد وامكانات واضحة ، توزيع الادوار بين اعضاء الفريق ، توزيع كامل في المساحات والعمل ،   الهدف مشخص .

    الرياضة منافسة شريفة ..
    المنافسة الرياضية نموذج لكل الجهود والتصديات التي نعيشها في واقعنا الاجتماعي ، تاخذ الوان ومساحات اخرى ، تاخذ حلة اخرى ، اسماء احزاب انتخابات جماعات ، كل هذه الامور ترتبط بهذه المعادلة الرياضية اذا اخذناها وطبقناها في المجتمع ، كما ان هذه الحالة تنتظم في ساحة المنافسة الرياضية ، كذلك في الساحة السياسية والاجتماعية العامة سوف تنتظم ايضا وتسير الامور بشكل صحيح ، اذا اردنا ان نبني بيت او قاعة نحتاج الى خريطة وتوقيتات محددة فكيف اذا اردنا بناء دولة ميزانيتها 110 مليار دولار هل نعطيه لفريق بدون برنامج ولا توقيتات ، لم يعترف احد في الدولة العراقية بانه مقصر ، في الرياضة لو لم تكن هذه الضوابط المحددة لايمكن نجاح الاداء ، ولكن لان هناك توزيع ادوار ومحددات لكل فريق يمكن من خلالها اكتشاف المخطيء وتشخيصه ، كذلك الكل يتحدث عن الفساد الاداري والمالي ولكن من هو المفسد والسبب عدم وجو الضوابط .
    الرياضة تمثل منافسة شريفة تفجر فيها الطاقات وتتوفر فيها فرص التميز والتالق للرياضيين ، قواعد الرياضة تمثل قواعد الحياة وبناء المجتمع ، بهذه القواعد تبنى المجتمعات على بساطتها ولكن في الرياضة واضحة جدا والكل يعرفها ويلتزم بها ،    ولكن في المساحات الاخرى البعض لا يريد ان يعرف هذه القواعد  ولا يريد ان يطبقها على الواقع وبالنتيجة هذه الازمات والمعاناة ، نحن بحاجة الى روح رياضية نتلمسها في حياتنا الاجتماعية وفي واقعنا .
    ابناء محافظاتكم ترنو عيونهم عليكم لتحقيق النتائج الطيبة ، كلكم ناجحون وكل من شارك بالبطولة فهو ناجح .

    رسالة البطولة ..لاتزهدوا بطاقات البلد
    هذه البطولة رسالة واضحة الى وزارة الشباب والرياضة والى الاتحاد المركزي لكرة القدم والى اللجنة الاولمبية وغيرها .. لاتزهدوا بمنظمات المجتمع المدني ولا تزهدوا بالمؤسسات غير الحكومية  لا تزهدوا بطاقات هذا البلد انها طاقات كبيرة .
    الفريق الفائز هو الفريق الذي يتجاوز انانيته ، كل لاعب لا ينبغي أن يفكر ان يدخل هو الكرة الى الهدف  وانما يفكر ان تدخل الكرة في المرمى ، نحن في العراق سواء في عالم الرياضة او في غيرها اذا كنا نفكر بهذه الطريقة   ، المهم اقامة بطولة ، والمهم الفرق الشعبية تتطور نحو الافضل ، والمهم الرياضة العراقية تتقدم ، اما اذا كان التفكير ان الرياضة اذا كانت وزارة الشباب قائمة عليها فهو امر جيد والا فلا ، فهذا غير صحيح ، حينذاك العمل يصبح من اجل الاسم والمصالح الشخصية وليس من اجل الرياضة ، اذا كانت هناك مؤسسة تستطيع ان تقيم بطولة او عمل معين افضل منا فلا مانع ونحن ندعمهم ، المهم الرياضة العراقية تنجح وتتقدم ، مراكز الشباب اليوم في المحافظات مراكز كبيرة ولكن اغلبها معطلة ، لماذا ، لان طريقة ادارة العمل تحتاج الى التطوير والى نمطية وطريقة جديدة ، اذا تعاملت وزارة الشباب والرياضة كمنافس  لهذه المؤسسة وتلك المنظمة وذلك الرائد او اللاعب فلا تستطيع ان تعمل شيئا وفي اليوم الذي ترتفع  فيه وزارة الشباب والرياضة لتكون في موقع الابوة والرعاية للقطاع الرياضي عندها تتحقق الانجازات الكثيرة .
    نتمنى سنة بعد اخرى ان نشهد مزيد من الحرفية والدقة في ادارة البطولة خصوصا ان البطولة تمثل اسم كبير في واقع العراق قدم الكثير في مواجهة الاستبداد والطغيان وله دور كبير في بناء النظام السياسي الجديد في العراق اضافة الى انه اسم في خدمة الشباب والرياضيين ، يوظف هذا الاسم لتحقيق افضل الانجازات الرياضية .

    معاناة الرياضيين ..الى متى
    معاناة الفرق الشعبية كبيرة ، شخصيا ازور المحافظات واتفقد ، هناك شحة كبيرة في الساحات الرياضية النظامية وهي لا تكلف كثيرا مع وجود الاراضي المهملة في مراكز المدن الكبيرة فضلا عن المدن اصغيرة والاحياء والمناطق النائية ، يجب ان نفكر كيف نوجد في كل منطقة ساحة نظامية ليلعب بها ابناء المنطقة ، كما ان الاندية والمنتخبات مدعوة للاستفادة من هذه الفرق الشعبية ، امكانات وطاقات في هذه البطولة ويفترض متابعة مثل هذه البطولات لاكتشاف المواهب ، ادعو الاندية والمنتخبات ان ترصد وتتابع هذا الحدث الكبير وتكتشف الطاقات وتنميها حتى تكون هناك دماء جديدة وقوية كفوءة فاعلة تضخ الى انديتنا ومنتخباتنا حتى تتطور الرياضة العراقية .
    ادعو وزارة الشباب والرياضة  و اتحاد الكرة وكل المعنيين لمزيد من الاهتمام بالفرق الشعبية فهم منجم وراسمال حقيقي ، اذا اردنا تطور حقيقي وقفزة نوعية في الرياضة العراقية  فالبداية من الفرق الشعبية واكتشاف هذه الطاقات ودعمها وتطويرها وحينذاك نكون امام فرق رياضية ومنتخبات وطنية قادرة على ان ترفع العلم العراقي  رايته خفاقة في العالم .
    شكري لمؤسسة الشهيد الحكيم ولمزيد من التالق والتميز والشباب العراقي ان يكون متالقا في كافة الميادين .

    اخبار ذات صلة