• السيد عمار الحكيم : عدم الاتفاق مع دولة القانون في تشكيل مجالس المحافظات ليس بداية للاختلاف

    2013/ 06 /09 

    السيد عمار الحكيم : عدم الاتفاق مع دولة القانون في تشكيل مجالس المحافظات ليس بداية للاختلاف

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ¸سيد الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم المصطفى محمد , وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتحبين الميامين , قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز "بسم الله الرحمن الرحيم" هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم" صدق الله العلي العظيم .
     

    سادتي الأفاضل إخوتي الاكارم الأخوات الفاضلات بداية أرحب بكم وأبارك لكم هذه الأيام الشريفة الكريمة التي نحتفل فيها بذكرى بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وتتزامن أيضا بإسراء النبي(صلى الله عليه واله وسلم )ومعراجه , وكم تنسجم هذه المناسبات الثلاث المبعث النبوي وإسراء النبي ومعراج النبي , كم تنسجم وتتكامل بعضها مع البعض الأخر, المبعث النبوي هو انطلاق المشروع ,البعثة النبوية الشريفة كانت المنطلق , والإسراء  هو حالة الانتقال من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى والانتقال هو اتساع , فإسراء النبي يرمز الى مساحات المشروع واتساعه وهو مشروع يشمل البشرية جمعاء وبشمل الجن والإنس بل هو مشروع العالمين لا يخص بشر او جماعة محددة دون أخرى إنما يشمل الكون , مشروع سعته بمساحة الكون , والمعراج هو عروج نحو الله سبحانه وتعالى يرمز إلى طموح الإنسان في التكامل ويشير إلى بوصلة المشروع والى اتجاهات المشروع نحو الله سبحانه وتعالى , إذن الحديث عن المبعث النبوي وعن الإسراء والمعراج هو حديث عن المنطلقات والمساحات والبوصلة والمألات , واي مشروع إصلاحي لابد له ان يجتمع على هذه العناصر الثلاث , مشروع بدون منطلقات ليس مشروعا , ومشروع لا يحدد المساحات ليس مشروعا , ومشروع يفقد اتجاه البوصلة والغايات أيضا لا يمكن ان يحقق النتائج , إذن المبعث والإسراء والمعراج تمثل هذه المفاهيم والحقائق الثلاث جوهر الإسلام وجوهر المشروع الإسلامي الإصلاحي الذي جاء به الله سبحانه وتعالى  وأرسله الله  بواسطة رسولنا الكريم ( صلى الله عليه واله )أرسله للإنسانية جمعاء , كم هو عظيم هذا الحدث كم هي دلالات كبيرة ولكننا في كل عام حينما نجتمع لنفرح بهذه البعثة النبوية الشريفة والإسراء والمعراج يتزامن هذا الفرح والسعادة بحزن عشناه على ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الإمام موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله وسلامه عليه) وهكذا تعودنا ان نجمع بين الحزن والفرح لأننا على نهج رسول الله (ص) ونهج اهل بيته الكرام "يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا " حينما تكون الإحزان لرسول الله ولأهل بيته (ص) نحزن وحينما تكون الأفراح نفرح , طبعا تزامنت هذه الأيام  بالجريمة الغادرة باستهداف عدد من المسافرين في منطقة النخيب وسقوط عدد من الشهداء مغدورين على يد الإرهاب والإجرام , إننا نعزي عوائل أولئك الشهداء ونسال الله سبحانه وتعالى لهم المغفرة والكمال والمقامات العالية في جنان الخلد ولذويهم الصبر والسلوان .
     

    أيها الأحبة الحديث عن البعثة حديث عن الانطلاق للمشروع الرسالي والإلهي , وحينما نتحدث عن البعثة النبوية فلابد لنا ان نقف عند بعض السمات والخصائص لهذا الحدث الكبير , حينما يقال ان رسولنا الكريم هو الرسول الخاتم وبه تختم الرسالات , فهذا يعني ان رسالاته أيضا الرسالة الخاتمة , ماذا يعني ختم الرسالة ؟ وما هو مدلول الختم والانتهاء وانقطاع الطريق المباشر بين السماء والأرض لان الطريق هو الرسول فبانقطاعه تنقطع هذه العلاقة المباشرة وتبقى العلاقة غير المباشرة الإمامة الإلهية والنواب الخاصين ثم العامين للإمام , هؤلاء من يفهمون الدين ويقدمونه لنا , لكن العلاقة المباشرة تنقطع , ماذا تعني ختم النبوية وما هي مداليلها ؟ المدلول الأساسي في عملية الختم هو إشارة إلى رشد الإنسانية , لماذا يأتي رسول من السماء ؟ يأتي ليوضح وليشرح وليهدي وليقدم مشروعا واضحا يسير عليه الناس , 124 ألف نبي بعضهم أصحاب رسالات وبعضهم موضح رسالات ولم يأتوا برسالات وشرائع وإنما أنبياء لعشيرة أو قرية  او مدينة او امة او أنبياء أولي العزم للبشرية جمعاء , هؤلاء جاؤوا يحملون رسالة أو يوضحون رسالة الرسول الذي قبلهم فهناك رسل معهم رسالات وهناك انبياء مرتبطين بالسماء لكن لا يحملون رسالة يوضحون رسالة من قبلهم , هؤلاء جاؤوا وأوضحوا وبينوا وشرحوا وحددوا للمجتمع وللناس وللبشرية طريقهم , ولكن حينما بلغت البشرية مرحلة الرشد أصبحت قادرة على ان تاخذ قوانين وضوابط وتشريعات ومنظومة أخلاقية من السماء وتكيفها مع الواقع , وتجد تطبيقاتها على الأرض وتكون قادرة على ان تمضي بمعزل عن السماء والارتباط المباشر معها ,هنا تنتفي الحاجة لوجود أنبياء فنصل مرحلة الختم , اذن ختم النبوة يكشف عن مرحلة الرشد للإنسانية ,هذه الإنسانية الراشدة ليس بمعنى كل البشر , وانما هناك امة راشدة يمكن ان تستعين بالأدوات غير المباشر للسماء الأئمة والمراجع والعلماء والفقهاء , فيأخذوا منهم إحكامهم دون الحاجة لارتباط مباشر بالسماء وهذا مدلول مهم , تعبير عن نضج وتطور في حركة الإنسان وفي كمال الإنسان بشكل عام في مساراته نحو الله سبحانه وتعالى وفي تشخيص مصالحه في هذه الأرض , هذه الرسالة الخاتمة حتى تكون قادرة على ان تتكيف مع كل زمان ومكان لابد ان تتميز بسمات وصفات تميزها عن سائر الرسالات الأخرى وهذه الخصائص والسمات كثيرة وعديدة وقد ألينا على أنفسنا في كل عام نشير الى بعض هذه السمات وفي هذا العام أيضا سنشير إلى بعض الخصائص .

     

    الخصيصة الأولى التي نشير إليها اليوم هي التوحيد
    وقد يقال إن التوحيد سمة مشتركة وخصوصية كانت في كل الرسالات الإلهية ولا تختص بها الرسالة الإسلامية وهذا كلام صحيح , ولكن الرسالة الإسلامية تميزت في رؤيتها التوحيدية عن غيرها من الرسالات ,ما هي الميزة ؟ الميزة ان التوحيد في رؤية الإسلام هو ليس عقيدة وجدانية فحسب وليس إيمان قلبي يعيشه الإنسان في ضميره وفي وجدانه وفي قلبه , كما هو في الرسالات الأخرى وإنما التوحيد يمثل قضية حية يعيشها الإنسان في ضميره ووجدانه وعقله ويعيشه الإنسان في سلوكه اليومي والتوحيد في رؤية الإسلام يتحول إلى قضية يعيشها الناس في حياتهم اليومية  وتتحول من بعد نظري وعقيدة يؤمنون بها إلى عقيدة يمارسونها ويطبقونها ويعيشونها ويعايشونها في حياتهم اليومية , ولذلك نجد في القران الكريم دائما الإيمان والذي يشير إلى عقيدة والتوحيد ويقترن بالعمل الصالح "الذين امنوا وعملوا الصالحات "دائما بالقران الكريم نجد هذا الاقتران بين الإيمان وبين العمل الصالح و بمعنى أن الإنسان أذا حمل في وجوده وفي قلبه وضميره  عقيدة التوحيد ولكن لم يكن موحدا في أفعاله وسلوكه وعمله وفي أدائه وفي علاقاته وفي حركاته وفي سكناته , لم يجسد التوحيد في أفعاله وسلوكه , هذا الإنسان لا يمكن ان يكون موحدا حقيقيا في رؤية الإسلام , وأحيانا إذا كان السلوك الخارج على خلاف عقيدة ومع الأسف الشديد هذا ما يحصل كثيرا , ما أنت ؟ أنا موحد , أنا اعبد الله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له لكن أنت عينك على أموال الناس الخاصة , المسؤول الفلاني ماذا سيساعدني وأين الله في منطقنا وفي سلوكنا وتعاملاتنا ؟ كل حساباته مادية ليس لله فيها وجود وحضور في المعادلة الرياضية للحياة اليومية , كم راتبي وأين اصرفه ومن أين آتي وماذا افعل وما هي علاقاتي وكيف احل مشكلتي , اين الله في كل هذه المعادلة ؟ هذا التوحيد الذي تتكلم به وتعتقد أين هو بالعمل وبالسلوك ؟ أحيانا يبدأ الإنسان يبتعد في سلوكه عن العقيدة والتوحيد لله سبحانه وتعالى فيقع في النفاق ويظهر شيئا من التوحيد ويبطن شيئا آخر , وتتطور هذه الحالة لتصل إلى حالة الكفر بالله سبحانه وتعالى , ظاهره موحد في القول هو موحد لكن باطنه وعمله وسلوكه ليس فيه توحيد وفيه كفر بالله سبحانه وتعالى , لاحظوا في سورة المنافقين الآية 3 بسم الله الرحمن الرحيم "ذلك بأنهم امنوا (  بالادعاء ) ثم كفروا ( في العمل ) فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون "اذن التوحيد في رؤية الإسلام قضية خارجية يعيشها الإنسان وثقافة وأخلاقية يعيشها الإنسان في سلوكه اليومي وأفعاله اليومية واذا ما لم تطبق حقيقة التوحيد في سلوك الإنسان واعماله يكون توحيده مورد شك وهذا غير موحد حقيقي لأنه يدعي التوحيد ولكن سلوكه ليس سلوك الموحدين , انظروا العميقة في الرؤية الإسلامية في واقع التوحيد وهذه من خصائص الرسالة الإسلامية .

     

    الخصيصة الثانية /  الاخلاق وقد يستغرب ان الرسالات الالهية كلها رسالات أخلاقية ماذا يعني ان الإسلام تميز بالأخلاق   ؟ فلان خلوق ماذا يعني ذلك ؟ يعني إنسان بشوش واخلاقه لطيفة ومتواضع في التعامل مع الناس ويبتسم ويحترم ويقدر الاخرين , حينما نقول ان من خصائص الرسالة الإسلامية الأخلاق , لا نعني هذا المعني الظاهري فحسب , نريد ان ننتقل الى معنى أعمق ونريد ان نرى عمق الرؤية الإسلامية في الواقع الأخلاقي والأخلاق في رؤية الإسلام تمثل القاعدة والأساس الذي يكون على ضوءه البناء الإسلامي ومشروع ورؤية الإسلام والمدرسة الإسلامية تبتنى على الأخلاق وجوهر التشريع في الرؤية الإسلامية مضمونه مضمون أخلاقي , وكل المنظومة التشريعية واجبات ومحرمات في فهمنا لماذا هذا واجب وهذا حرام ؟ هذا واجب يعني هناك مصلحة أكيدة وملزمة تدفع ان يلتزم الإنسان وهذا حرام يعني ان هناك مفسدة كبيرة , اذن جوهر الحكم الشرعي وجوبا حرمة واستحبابا وكراهة وإباحة ترتبط بتلك المنظومة الأخلاقية , المنظومة التشريعية منظومة بخلفية أخلاقية والبناء الإسلامي بناء بخلفية أخلاقية اذن الأخلاق هو الجوهر , في البناء , هناك أسس حقيقية وهناك بعد ذلك النهائيات الانارة والتكييف وتحسين وتجميل والى اخره , هذا الأساس أخلاق وتأتي كل التفاصيل الأخرى وهي مطلوبة لكنها تبنى على ذلك البناء الاصلي والبناء الأساسي اخلاقي وهنا نفهم لماذا يلخص رسول الله (ص) رسالته "بقوله "انما ( اداة حصر ) بعثت لاتمم مكارم الأخلاق "الرسالة الإسلامية في جوهرها وفي عمقها ذات مضمون أخلاقي وذات مداليل اخلاقية مهمة , ولذلك نجد ان القران الكريم حينما يتحدث عن موقع الرسول ينتقل في الآيات الشريفة الى المضمون الاخلاقي للرسالة لان الرسول في مهامه وفي موقعه وفي أدواره لا يمكن ان يبتعد وينفصل عن هذا المضمون الأخلاقي للرسالة الإسلامية , لاحظوا في سورة الاعراف الاية 153 بسم الله الرحمن الرحيم "الذين يتبعون الرسول النبي الامي ( كلام عن الرسول  ومن يتبع الرسول ) الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل ( الذي بشرت به التوراة والانجيل ماهو حركته ومسؤولياته ناتي الى المضمون الاخلاقي ) يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون " اذن الرسول مهمته مهمة اخلاقية ومساحة حركته مساحة اخلاقية , في هذه النظرة العميقة للاخلاق هذا موضوع العدل يرتبط بالواقع الاخلاقي والاسلام ينظر الى موضوعة العدل او الظلم بقدر تمسك الانسان بهذه المنظومة الأخلاقية او عدم التزامه بها , لاحظوا في سورة لقمان " واذا قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله ( الشرك ) ان الشرك لظلم عظيم " النظرة الاخلاقية للتوحيد والشرك , لاتشرك وليس هذا حرام ولا تشرك وليس انه ابتعاد عن وحدانية الله لاتشرك ان الشرك ظلم عظيم , البعد الاخلاقي والواعز الاخلاقي ومدخل لقمان في نصيحة ابنه حتى لا يشرك وحتى يكون موحدا , في سورة القصص  "قال ربي اني ظلمت نفسي ( يعبر بالذنب بالظلم للنفس والرؤية الاخلاقية عندما تنظر الى الحرام لاقدر الله ) عندما تسمع الحرام وتتلفظ بالحرام وتقوم بعمل حرام لمن اسئت هل لله ؟ أسئت الى نفسك" ربي اني ظلمت نفسي " انت تظلم نفسك عندما تسيء وتذنب وهذا الرؤية الاخلاقية , فترون ان كل المنظومة التشريعية كيف تدخل في نظرة اخلاقية لتكون الأخلاق في عصب الحياة والانسان عنده يد وارجل واعضاء وجوارح لكن هناك شيءاسمه عصب اذا توقف سيشل الانسان(الله يجيركم جميعا)  , عصب الحياة في وجود الانسان هو الاخلاق والمنظومة الاخلاقية وانظروا الرؤية العميقة للاسلام والرسالة الاسلامية للواقع الاخلاقي , "قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم " الذنب ظلم بحق النفس وهذه نظرة اخلاقية , بل اكثر من ذلك هذه الرؤية الاخلاقية تمتد لتقنن سلوك الانسان ليس مع الله فقط ليس مع الانسان فقط بل مع الوجود ومع الحياة , هل يجوز لك ان تنتحر او تسلب الحياة من نفسك والاخرين لا يجوز هذا , مع الماء ومع النبات ومع الحيوان ومع البيئة ومع الطبيعة , تقنين كامل لكل هذه الامور وهذه منظومة اخلاقية تجعل الانسان مسؤول امام الاخرين والاخر ليس البشر فقط , احكام كثيرة عندما تدخل للماء ماذا تفعل ويكره التبول في الماء , لماذا يكره ذلك هناك حقوق وكائنات حية في الماء لايجوز ان تعتدي على هذه الكائنات بالتبول في هذا الماء وهناك حساب بالقضية , اذا جلست في مكان في الفضاء الطلق انت وعائلتك خرجت للنزهة واكلت معهم واجتمعت الطيور ويستحب اطعام هذه الطيور لانها رات الطعام ويجب اعطاءها ولاتحجز عنها وفي التعاطي مع الحيوان لدينا احكام يستغرب الانسان من كيفية التعاطي مع الحيوان والحفاظ على حقوقه قبل 1400 سنة هذه الاحكام واليوم صارت منظمات لحقوق الحيوان والدفاع عن البيئة ومنظمات اخرى وكل هذه المفاهيم نجدها في الرؤية الاخلاقية للاسلام , لذلك الانسان حينما يكون مسلما حقيقيا وحينما يطبق هذه المنظومة الاخلاقية يصبح مسؤول امام الجميع وهذه النملة كيف يتعامل معها وكذلك القطة , والحيوانات الاليفة والاخرى والنباتات , لايجوز ان تقلع شجرة وقد تستفيد منها لاشياء اخرى غير الحطب وهذا اعتداء على الطبيعة كم نحن بحاجة الى تطوير الرؤية الاخلاقية الشاملة لنظهر لانفسنا والعالم عظمة ورؤية الاسلام في التعاطي مع كافة هذه المجالات .
     

    الخصيصة الثالثة العلم والمعرفة
    عجيب اهتمام الاسلام بمسالة العلم والمعرفة كانوا يقولون الدين افيون الشعوب ويخدر الافيون الناس وهذا شرك وهذا كفر وليس لك حق ان تتعلم وتعرف وكم يقولون ان رجال الدين يريدون ابقاء الناس في حالة من السذاجة والبساطة وقلة المعرفة حتى يبقون يامرون عليهم ويتحكمون بمشاعرهم ولكن الاسلام بالمنحى الذي انتهجه صفع كل هذه النظريات والافكار واعتبر الاسلام ان الايمان والعقيدة الحقيقية بهذه الرسالة تتطلب الاهتمام بطلب العلم بل جعل العلم هو الاساس في التفاضل بين البشر "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "العالم يتقدم على غير العالم والعالم يتقدم على العابد والعالم يتقدم على من ليس له علم مهما كان فعله ,عطاءاته واسهاماته للبشرية والانسانية , عن رسول الله (ص ) طلب العلم فريضة على كلمسلم ومسلمة " اطلب العلم ولو في الصين " الصين اليوم تركب طائرة ب 16 ساعة تصل اليها وايام زمان لم تكن طائرات وكم سنة بالطريق لتصل اليها على الدواب ورسول الله يقول " اطلب العلم ولو في الصين " يعني مهما بلغ الجهد عليك ان تذهب , طبعا شهيد المحراب قدس سره الشريف ) كان يستفيد من هذه الرواية عن رسول الله يقول الصين في قادم الايام سيكون لها شان كبيير في اللواقع العلمي والمعرفي وانا سمعتها منه قبل 25 سنة ,والان اصبحت الصين تنافس في العلم والمعرفة وفي الانتاج وفي الصناعة وفي مسائل كثيرة تنافس الدول العظمى ويظن انها ستتقدم عليها وهذه نبوءة رسول الله " اطلب العلم ولو في الصين " اطلب العلم من المهد الى اللحد " ليس هناك توقيت وسقف زمني , وهذه ثقافة التخرج تدرؤس اربع سنوات ثم يخرج الطالب يلبسون ملابس تنكرية لحفلة التخرج والحمد لله حصلنا على البكالوريوس ماجستير او دكتوراه وانتهى العلم تخرجنا والعلم ليس فيه خروج ماذا يعني التخرج ومهما توغل الانسان فللعلم بطون ولبطونه بطون ويتعمق الانسان من المهد الى اللحد , لايوجد افق ولايوجد سقف عمري وسني بالنسبة لطلب العلم وهكذا تعامل القران والرسالة الإسلامية مع هذا الموضوع , والتفقه في الدين اعتبر من الواجبات ليس للجميع للبعض منهم كي يساعد ويعين الآخر كما في سورة التوبة " وما كان المؤمنون لينفروا كافة "ولا يستطيع  كل المسلمون ان يصبحوا أطباء ومهندسين او علوم الدين والتفقه فيه ويساعد الإنسان على التقرب من الله , فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " دع اناس تخرج وتدرس وتعلم الآخرين في هذه المجالات وكذلك نجد النفي والنهي الشديد عن أتباع كل شيء غير علمي أوهام وضنون وشكوك وأحلام ومنجمين وكل هذا هناك نهي في اعتماده , الحياة لا تبنى بالأطياف والأحلام ولا تغير مسار الحياة بسبب طيف , اتبع العلم والمعرفة والطرق العلمية التي توصل الى النتائج ولا تضيع في الضنون والشكوك واليوم هناك شيء جديد في كل فضائية  برامج خاصة بالمنجمين وفلان كذا ورأيت كذا طيف واسمك كذا , وبالأرقام هذا سيحصل وهذا خائف وذاك فرح , وهذا ابتعاد عن الوسائل العلمية الرصينة والبرهان والعقل واستخدام العقل في الوصول إلى  نتائج منتجة وصحيحة هذا تعطيل للعقول , الرؤية الاسلامية لاترضى بمثل هذه المسارات , لاحظوا في سورة الاسراء بسم الله الرحمن الرحيم وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً "  او تسمعه او فكرة تخطر في قلبك انت مسؤول عنها احتاط وانتبه , لاتذهب باتجاه الضنون و والاوهام والشكوك , اذهب باتجاهات تشير لها العلم والعقل والبرهان لاتندم وهذا هو الطريق الصحيح وهذا هو الاسلوب الصحيح في الحياة.

     

    كان هناك خصائص اخرى لكن يبدوا ان الوقت يداهمنا
    لاحظوا هذا الاسلام بهذا العمق بهذا الانفتاح وبهذه السعة وبهذه الرؤية الشاملة , وذلك الاسلام الذي يتحدث عنه البعض اسلام منغلق جامد لايحل مشكلة ولايتعايش مع احد واليوم هذا الاسلام منغلق مشكلته ليس مع الاخرين بل مشكلته بين المسلمين وصاروا يقتلون الناس لان هذا الانسان المسلم الاخر الذي يشهد الشهادتين ويؤمن برسالة ونبوة رسول الله (ص ) ويؤومن بالمعاد وبالصلاة ويتوجه نحو قبلة واحدة وكتاب واحد وهذا المسلم صار يهدر دمه ويسلب روحه تحت غطاء الله اكبر ماهذا الكلام ؟ هذا الانسان المسلم صار يمسكون له السكين ويشقون الصدور ويخرجون القلوب وياكلوها ويقولون الله اكبر أي اسلام بربري , هذا اسلام اخر ليس من عند رسول الله والقران الكريم والاسلام السلام والاسلام التسامح والاسلام الانفتاح والاسلام العقل والعلم والمعرفة والاسلام التعايش مع الاخرين اين هذا الاسلام من اسلام يتحدثون به وليس له ارتباط بالانسانية ؟ اسلامنا دين الانسان ومشروعه مشروع انساني ومشروع احتوائي وانفتاحي , لنكن على حذر من اولئك الادعياء للاسلام والاسلام منهم براء , يدعون فهم الاسلام ولم يفهموا الا بعض القشور ,لايجوز ان تكون هنا كوصفة بالشارع وتشتريها حتى لوكان الطبيب حاذق لكن من يعلم ان المريض الذي كتبت له الوصفة ماهو مرضه وقد لاتكون مريضا مثله ولايجوز ان تستعمل هذه الوصفة لانك لن تتحسن والله اعلم ما مكتوب بها وكل مريض بحسب المرض الخاص به , يجب تحدد الوصفة , ان نفتح القران الكريم ونخرج اية ونقول الله قال جهاد , الجهاد له ظروفه والحرب لها ظروف وحالات معينة وكذلك السلم , والدفاع عن النفس وهذه عناوين موجودة ولها ظروفها فمن يفسر ويحدد وكل واحد يقرر ويسير ويكون مفتي وهذا كلام غير مقبول وكلام لايمكن ان يوصل الى نتيجة وهذه فوضى نجدها اليوم باسم الاسلام ,العودة الى المختص كما انه في المرض الصحي يراجع الانسان الطبيب ولا يجتهد وحده وفي شؤون الدين وفهمه وفهم القران يجب العودة والرجوع الى الفقيه المختص واحذر الرؤية الصحيحة وليس كل شخص يتحول الى مفتي يفتي بما يشاء ويريد وهكذا نكون امام هذه الفوضى الكبيرة مع الاسف الشديد .

    لابد ان نستفيد  من هذه الرؤية العميقة للرسالة الاسلامية ونصحح المسارات ونحن في رحاب رسول الله (ص) والبعثة النبوية الشريفة , لابد لنا ان نقف عند همومنا اليومية واعتدنا ان نتحدث عن بعض هذه الشؤون في هذه اللقاءات , وفي هذه القاعة جرى اللقاء الرمزي قبل عدة ايام واللقاء الرمزي لقادة البلد والقيادات السياسية في هذا البلد الكريم وحينما وجهت الدعوة فكانت الاستجابة للجميع دون استثناء وأقولها لكم ولأبناء شعبنا لم يقاطع الاجتماع الرمزي أي فريق واي جهة من الجهات , الكل شارك بنفسه او شارك بممثل عنه اذا كان خارج العراق او في ظروف لا يستطيع فيها الحضور والبعض نتيجة حساسيات داخلية من هذا الطرف او ذلاك تفضل علينا بتفهم هذا الظرف ولم يحضر لكي ينجح هذا اللقاء فعبر عن مسؤولية بغيابه كما ان المساحة الاكبر من القيادات والقوى السياسية عبرت عن مسؤولية كبيرة بحضورها الى هذا الاجتماع وهذا اللقاء , ولذلك ضمن السقف الذي وضعناه وقلنا اجتماعا رمزيا ضمن هذا السقف الاجتماع حقق نجاحا كبيرا وباهرا والحمد لله رب العالمين ,البعض ابدى وجهة نظر في وسائل الإعلام قال هذا الاجتماع لن يحل مشكلة جلسوا وابتسموا وتصافحوا وتعانقوا وشربوا الشاي وخرجوا وهذا لا يحل مشكلة ومشكلة العراق أعمق من ان تحل باجتماع رمزي , صحيح هذا الكلام ومن قال ان مشاكل العراق التي تراكمت  خلال السنين نحلها بشرب الشاي الاجتماع لم يحقق نجاحا وكل شيء نقيمه بحسب السقف الموضوع له وبحسب الهدف الموضوع له ولم يكن من أهداف هذا اللقاء ان يحل مشاكل  العراق كلها حتى نقول لم يحل مشاكل العراق , كان الهدف من هذا الاجتماع كسر الجمود السياسي الأزمات تلاحقت والنفوس تصدعت ومرت اشهر والقيادات السياسية لا يكلم بعضهم بعضا ولا يجلسون ولا يتحدثون , وحينما يتحدث عن وطن وبلد أي بلد كان من يقوده ومن يديره ؟  اليس هم اولئك القادة والرجال وقادة العراق وفي أي بلد , هم بشر لحم ودم ومشاعر وعواطف فعندما تصير حالة من الجمود والتصدع , وعندما تشتد الحساسيات للقيادات السياسية بعضها مع البعض الاخر لايلتقون ولايتحدثون والفجوة تزداد فحينما ينظم  لقاء رمزي حتى يجمعهم من جديد ويكسر هذا الجليد وينفس الاحتقان النفسي والشخصي تجاه بعضهم البعض الاخر , هذا معناه ان هذا اللقاء كان هدفه كسرالجليد والجمود وتقريب القادة بعضهم الى جانب البعض وتطييب الخواطر وتوفير مناخات الحوار في اللقاءات القادمة , لو قلنا نعقد اجتماع وكل واحد يرجع الى مكانه وتنتهي القصة وهو يحل المشاكل وياتي هذا الاشكال الاجتماع لايحل المشاكل وهذا صحيح وقلنا نبدا باجتماع رمزي نجمع القيادات ونكسر الجمود وننفس الاحتقان ونهيء النفوس ونطيب الخواطر حتى يتهيأ القادة لمواصلة المشوار في اجتماعات ولقاءات لاحقة تبحث فيها القضايا الخلافية وتناقش ويصل فيها القادة إلى نتائج مقبولة , في ضمن هذا السقف نشعر ان هذا الاجتماع حقق نتائج وهذه ليست بدعة ابتكرتاها,  انظروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين واقرءوا في تاريخهم وبعد الجمود الكبير والصراعات  ماذا كانت بداية حل المشكلة ؟ لعبة كرة منضدة بين الفريق الامريكي والصيني , صارت وحلت العقدة واجتمع البلدين واعادا العلاقة بينهما وبدات تتطور العلاقات الى اشياء كثيرة ويعني هذا اجتماعنا الرمزي حتى لايساوي لعبة كرة منضدة بين الصين وامريكا ولااعلم ولو كنت اعلم ان قادة العراق يلعبون كرة منضدة لوضعناها لهم وقلنا تفضلوا وقد لايعرف البعض منهم وعلى كل لانقلل من قيمة الاعمال التي ننجزها نحن وليس هذا عمل خاص بعمار حكيم وعمار خادم صغير وهذا دور مسؤول قام به قادة العراق جميعهم وكل من حضر وشارك فهو شريك في انجاح هذا الاجتماع , وكلهم  نجحوا وفازوا في هذا الاختبار وعبروا عن مسؤولية عالية تجاه شعبهم وتجاه مشروعهم حينما استجابوا ولبوا النداء وحضروا إلى هذه القاعة فلذلك نعتقد ان هذا الاجتماع حقق نتائج جيدة وهذا هي الخطوة الأولى التي وضعناها لأنفسنا واعتقد اننا حققنا فيها نجاحا مهما لكن هل انتهت العملية ؟ الجواب كلا , بدأت العملية بهذا اللقاء الرمزي ويجب ان تستمر بخطوات أخرى وأخرى ثانية وثالثة وصولا الى حلول واضحة لكل مشاكل هذا البلد بما يرضي المكونات العراقية القوى السياسية الممثلة لهذه المكونات ويحقق حالة الوئام الوطني والتقارب بين القيادات والقوى السياسية , اليوم كيف نواصل المشوار ونقولها بشكل واضح نحن لسنا رواد الأدوار والمواقع ولا تنقصنا الوجاهات حتى نبحث عن وجاهة او دور في هذه العملية , أمامنا العديد من المبادرات الخيرة الطيبة الوطنية ومنها مبادرة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ خضير الخزاعي المحترم وهو اليوم في موقع الرئاسة ويمكن ان تكون مبادرته تحت سقف الرئاسة سقفا جيدا ليواصل الحوار وسنقف معه وندعمه ونشجع كل القوى السياسية على ان تحضر تحت سقف الرئاسة وفي ظل هذه المبادرة الكريمة او أي مبادرة أخرى يتفق عليها في هذا البلد ونكون معهم لننجح العمل ليس المهم من يبادر ونحن لسنا ممن يحتكر الأدوار والمبادرات والمهم ان تنجح المبادرة فأي مبادرة لها فرص النجاح نقف معها وندعمها ونشجعها حتى تنطلق على بركة الله وتتحقق النتائج المرجوة نحن معهم بإذن الله تعالى في ذلك , ولكن أقوله للقادة للسياسيين جميعا إخوتي الكرام أحبتي أيها القادة الذين عبرتم عن موقف مسؤول بحضوركم نتمنى منكم أن تقدموا المزيد لان الشعب العراقي يستحق أكثر ولابد أن نكمل الخطوة الأولى بخطوات ثانية وعاشرة وهكذا نستمر لنكمل المشروع ولايكفي ان نلعن الظلام كما يقولون بل علينا ان نشعل شمعة ولا يكفي ان نتشكى من الواقع ونقول لدينا مشاكل ونتحاور على  طاولة حوار الشجعان وحوار الشركاء الاقوياء ونضع هذه المشاكل على الطاولة ونجد لها الحلول المناسبة المرضية لجميع العراقيين حتى يتحقق التعايش والوئام بين ابناء الوطن الواحد  , إننا جميعا نتحمل هذه المسؤولية في ان ندفع بسفينة العراق الى بر الامان وان نوصلها الى حيث ماينجح اللقاء الرمزي وتعزيز هذا النجاح بنجاحات لاحقة يتطلب الالتفاف الى العديد من المتطلبات :

     

    اولا / علينا ان نحصر الخلافات في غرف الاجتماعات ولا نخرجها الى العلن ووسائل الإعلام لان القضايا السياسية قضايا متحركة وليست ثابتة  لان ما نتفق عليه اليوم قد نختلف عليه بالغد وما نختلف عليه اليوم قد نتفق عليه في الغد , فحينما نجر هذه الأمور ونجعل منها قضية رأي عام وقضية شارع  تبدأ الضغوط من الشارع  ومن الراي العام بهذا الاتجاه او ذاك كل حسب شارعه ويصبح السياسي في لحظة ما إن عليه ان يغير من موقفه ولكن برى الشارع غير متفهم وهو الذي ساهم في إذكاء الشارع وفي تحريضه باتجاه ما لكن يصبح أسير الشارع وهذا الطرف عينه على هذا الشارع وكل شارع لا يقبل أي حلول وسط لان هؤلاء القادة ووسائل إعلامهم هي التي حرضت هذا الشارع او ذاك فتصبح الحلول معقدة ومستحيلة وغير ممكنة , ويتأخر الوصول إلى حل فالحل والمشكلة كيف تعالج بإبقاء القضايا داخل غرفة الاجتماعات وعدم نقلها وجرها إلى وسائل الإعلام .
     

    ثانيا / على القيادات السياسية ان يضغطوا على ممثليهم وينظموا إيقاع التصريحات المتشنجة وفوضى التصريحات في وسائل الإعلام وهذا الطر ف له أناس وذاك له أناس والكل ينهش بالأخر والمواطن في حيرة من امره ويراقب وسائل الاعلام ويجد التصريحات المتشنجة والكبيرة واذا حللنا التصريحات قد نجدها في كثير من الأحيان لا تنسجم مع المصلحة الوطنية العامة وتعبر عن طموحات فئوية وشخصية لهذا الطرف ويحتقن الشارع ويصور له ان هذه قضية ترتبط بمصالح عامة فيما انها في الواقع والجوهر هي ذات مداليل مصلحية خاصة ,ولايقال ان هذه جوهر الديمقراطية فعلينا ان نتحمل والناس ينهش بعضهم ببعض وهذا كلام غير صحيح والديمقراطية في جوهرها تمثل التزام وليس فوضى ومن قال ان الديمقراطية فوضى والناس تنهش بعضها بعضا ولايمكن ان ناخذ جانب من الديمقراطية ونقول ان هذه هي الديمقراطية وهي الالتزام التي تحقق النظام ويوفر فرص التقدم والاعمار والازدهار والاستقرار للشعوب والأمم , هذه هي الديمقراطية الحقيقية .

     

    ثالثا / ضرورة استمرار هذه اللقاءات والاجتماعات اتمنى من قادة البلد كل لايلتزم مقره ومكتبه ومكانه ويجلس إلى حين حصول مبادرة وهذه اللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية واي مستوى واللقاءات والاتصالات تمنع من العودة الى المربع الاول وحالة الجمود والتخندق والتصلب في المواقف والقطيعة بين القيادات السياسية , ان اخطر حالة يمر بها البلد والعملية السياسية وكسرت بهذا الاجتماع الرمزي وعادت حالة من الدفء ولذلك نوصي باستمرار هذه الاجتماعات والاتصالات بعيدة او قريبة من وسائل الاعلام يصدر فيها بيانات او لاتصدر واتفاقات والتزامات او لاينبثق والمهم اصل هذا اللقاء يستمر ونخطو خطوة خطوة لحل المشاكل .

     

    رابعا / اتمنى من القادة السياسيين ان لايكتفوا بطرح المشاكل فاذا كنا لدينا مشكلة وازمة وقضية امن او سياسة او خدمات وغيرها كلها مشاكل ما الحل ؟ الحل ليس مسؤولية طرف واحد في هذا البلد ومن حقنا جميعا ان نشخص المشاكل والازمات ومن واجبنا جميعا ان نقدم حلول ومعالجات لهذه المشاكل حتى نستطيع ان نصل الى حل واضح ونتيجة واضحة ويجب ان يكون على كل حال وسياتي البعض ويقول الطرف الاخر لايسمع ماذا نقدم من حلول ونقول اذا كان أي طرف لايسمع فالشعب العراقي يسمع وقدموا حلول واقعية ليسمعها الشعب ويتفاعل معها ويكون الشعب معكم طرفا ضاغطا ضد الطرف الذي لايسمع وهذه هي الطريقة الصحيحة ولنتقاسم تحديد المشاكل ونتقاسم طرح الحلول والمعالجات لهذه المشاكل ايضا .

     

    خامسا / اتمنى على السلطة التنفيذية الكريمة ان تضع الاطراف الاخرى في اجواء صناعة القرار ولماذا اتخذ القرار الفلاني وماهي الخلفيات ؟ وماهي المبررات ولماذا حصل هذا الشيء ؟ حينما تكون الكتل السياسية والقيادات في البلد تعرف ماذا يجري ولماذا يجري وماهي مبررات هذه القرارات تتفاعل معها على الاقل تفهم مبرراتها حينما تجهل ممكن ان تعارض وتشاكس وتعترض الى اخره مما يمكن ان يحصل لكن حينما يوضع القادة وتوضع الكتل السياسية في اجواء القرارات حينذاك ممكن يكون التفهم افضل سواء كانت الجهة الاخرى تقاطع معها او منسجمة على كل الاحوال يجب ان تطلع وهذا مفيد على كل الاحوال لان القرارات الحكومية حاكمة على الجميع وتهم الجميع ومن حق هذه القيادات ان تطلع على خلفية هذه القرارات .
     

    سادسا / من الضرورة بمكان اصدار وثيقة شرف اعلامية لوسائل الاعلام في ان يكونوا في موقع الخط الاول في الدفاع عن النظام السياسي والعملية السياسية والنظام الديمقراطي والوئام والتسامح والتعايش بين المكونات العراقية وهذه قضية اساسية ومهمة ولايمكن ترسيخ الديمقراطية في بلادنا ولايمكن تعزيز التعايش بين المكونات الا بصناعة راي عام مساعد على هذا الموضوع لنختلف في التفاصيل ولكن الطائفية خط احمر ومن يحرض على الطائفية والنفس الطائفي يجب ان يوضع عليه خط احمر من قبل كل وسائل الاعلام ويستبعد كلامه الطائفي واذا كنت تملك قضية سياسية او معينة  في تفاصيل الواقع العراقي ونحن ابناء البيت الواحد من حقنا ان نعترض ونشكر ونقدر ونعاتب الى اخره اما ان توقع الناس بعضهم ببعض وتحرض على الطائفية  .
     

    وسابعا واخيرا / اننا بحاجة الى دراسة مستفيضة لكل مطاليب المحتجين من ابناء شعبنا في كل محافظات العراق وندرسها وماهي القضايا التي ممكن ان تتحقق لنضع خارطة طريق ونشرح للناس وهذه تحتاج الى سنة وتلك سنتين واسباب التاخيروالتعجيل ماهي , والتي لايمكن ان تنفذ اذا كانت خلاف الدستور او غير مشروعه يجب ان نشرحها للناس ونقول هذا الدستور الذي استفتيتم عليه لا يسمح بهذه الخطوة ولا يسمح بهذا الإجراء لذلك لا يمكن ان ان يكون ولنصارح أبناء الشعب ونحقق لهم حقوقهم المشروعه وان نوضح لهم بعض المطالب التي قد تكون متعارضة مع الدستور وهذا يحل بعض المشاكل الى حد كبير .
    لقد تمت المصادقة النهائية على نتائج انتخابات مجالس المحافظات ومنذ انتهاء الانتخابات الى يومنا الحاضر اكثر من خمسين يوم هناك تفاهمات وتحالفات واتصالات بين القوى الفائزة لتشكيل الحكومات المحلية في المحافظات وبعض هذه الجهود اثمرت وبعضها اخفقت ولكن اليوم وصلنا الى لحظة الحقيقة وظهرت النتائج القطعية وصودق عليها وفي فترة لاتتجاوز 15 يوم على المحافظين الحاليين ان يدعو مجالس المحافظات الجديدة الى الانعقاد وتشكيل هذه المجالس وهذا الوقت بدا ينفذ ولم يتبق الا بضعة ايام ولابد من الاسراع في تشكيل هذه المجالس وانبثاق فريق جديد للمرحله القادمة ليخدم الناس في كل المحافظات العراقية , اننا كنا مرتبطين بميثاق شرف مع اخواننا الكرام في ائتلاف دولة القانون وعلى خلفياته نضمنا العلاقة قبل الانتخابات ووضعنا تصور للعلاقة بعد الانتخابات وعقدنا العديد من الاجتماعات والتفاهمات على ان نذهب وننفتح على كل القوى الكريمة , ائتلاف الاحرار والائتلافات الاخرى ونشكل مجالس محافظات ذات تمثيل واسع يشترك فيه جميع القوى الفائزة , وكان الحديث والاتفاق مع اخي الكريم دولة الرئيس السيد المالكي على ان يتم هذا الاتفاق مركزيا حتى نخفف ونقلل من الاحتكاك بين اللجان التفاوضية في المحافظات وتكون القضية اكثر انضباطا ووضوحا فيما هو توزيع الأدوار ويحقق خدمة للوطن والمواطن , ولكن بما انه على الأرض لم يحصل أي طرف من الإطراف على الغالبية وهذه التفاهمات والاتفاقات اصطدمنا  بواقع معين على الأرض رغبة المحافظات بالتحرك باتجاه ورغبة المركز احيانا باتجاه اخر وكذلك مالاحظناه من زخم شعبي قوي واندفاع شعبي لبناء مجالس محافظات وحكومات محلية قوية ومنسجمة ورغبة الشارع بهذه المحافظة لزيد من الناس والمحافظة الاخرى لعمر وبالتالي في محافظة تحالف مع كتلة ما وفي محافظة اخرى التحالف مع كتلة أخرى ليتحقق هذا الفريق لكل هذه الأسباب الموضوعية طلب منا ان نحيل هذه القضية الى المحافظات وان تتشكل مجالس المحافظات الحكومات المحلية بتفاهمات داخل المحافظة ونحن بعد ان انتظرنا لخمسين يوما حتى نحقق هذا التحالف مركزيا , حينما وصلت القناعات الى هذا المستوى استجبنا لهذه الرغبة وأوعزنا إلى المحافظات ان يتفاهموا بينهم لتشكيل هذه الحكومات المحلية الجديدة,  لاشك ان دولة القانون تمثل القائمة الفائزة الأولى ولها العدد المهم من المقاعد وقوى عريقة نعتز بتحالفنا معها وستبقى شريكا أساسيا وقائمة الاحرار يمثل الطرف والشريك الاخر والاخوة في الاحرار كانوا على استعداد ان يضعوا تفاهما مركزيا  ووضعنا هذا التفاهم وبقيت الابواب مشرعة ومفتوحة لتفاهمات مع دولة القانون حسب المحافظات وبناء على الرغبة التي ذكرت في هذا الاطار وقد يتصور البعض ان عدم الاتفاق بين المواطن ودولة القانون على تفاهم وتحالف مركزي لكافة المحافظات سيكون بداية للاختلاف وسيكون سببا لتنافس على المواقع ولكننا نؤكد ان تحالفاتنا مع دولة القانون رصينة وقوية واعتمدت على منهجية حقيقية واستحضار للمصالح العامة في البلد فلايمكن ان تخدش هذه التحالفات الحقيقية مع دولة القانون لهذا السبب او ذاك مسالة مجالس المحافظات بناء على الرغبة سنعالجها كل محافظة بحسبها  وسيبقى التحالف مع هذه القوى الكبيرة اساسا في دفع العملية الى الامام وتحقيق انجازات لشعبنا .

    ان ماتم من اغتيال المسافرين قي منطقة النخيب مؤخرا انما يمثل انتكاسة والم كبير يعيشه كل عراقي مخلص من الواضح ان الارهاب لايعرف حدودا او منهجا محددا في التعاطي مع القضايا المختلفة هو اجرام وفتك واساءة لابناء شعبنا كلما سمحت لهم الفرصة لذلك ولكن اسلوب قتل المسافرين على الطرق العامة يجب ان نقف عنده وقفة تامل وتحليل حقيقي حتى نعرف ماهي الرسالة وماهي الدوافع لقتل النااس بهذه الطريقة ومما لاشك فيه ان الرسالة واضحة حينما يقتل اناس من انتماء مذهبي معين على ارض يسكن فيها منتمين لمذهب اخر هذا يعني ان هناك محاولة لتقسيم العراق ومحاولة لعزل الناس بعضهم عن بعض فالشيعي لايجرؤ ان يذهب الى منطقة سنية والسني لايجرؤ ان ياتي الى منطقة شيعية وهكذا يفصل الناس بعضهم عن بعض وهذه اولى مراحل التقسيم الطائفي مع الاسف الشديد ولذلك لابد لنا نقرا هذه الرسالة بوضوح وان نتخذ الاجراءات الكفيلة بمعالجتها , انني اوجه خطابي لابناء شعبنا واهلنا الاعزاء الساكنين في تلك الاراضي التي وقعت عليها الجريمة ونقول لهم ان هذه الجريمة يجب ان تعرفوا بشكل جلي لاغبار عليه المبررات والدوافع التي دفعت هؤلاء الارهابيين لقتل هؤلاء المسافرين العزل انهم يريدون تقسيم العراق وايقاع الناس بعضهم ببعض انهم يريدون عزل مناطقنا العراقية حتى يبقى الشيعي في منطقة والسني في منطقة ويسهل لهم الاجراءات الاخرى وهذه النوايا كافية لنتعرف على حقيقتهم ونقف موقفا موحدا لكي لانسمح لمثل هؤلاء ان يجوبوا في بلادنا ويقتلوا ويسيئوا ويعكروا صفو العلاقة بين ابناء الشعب الواحد وابناء الدين والوطن الواحد وهذه قضية لايمكن ان نتساهل حولها واتمنى من ابنائي واعزائي واحبتي في المناطق الكريمة ان يقفوا موقفا واضحا تجاه مثل هذه الجرائم النكراء وهذه الجرائم وهذه الطريقة من الاجرام  والارهاب يجب ان تدفعنا لنحلل من يقف وراء هؤلاء الارهابيين وكل من يريد ان يقسم العراق الى دويلات صغيرة طائفية تتناحر وتتصارع بعضها مع بعض كل اولئك لهم مصلحة في دعم الارهابيين ليقوموا بهذه الجرائم البشعة وينشروا الكراهية بين ابناء شعبنا من كل المكونات والانتماءات الطيبة والكريمة اننا نشد على ايدي وسواعد ابناء المؤسسة الامنية الكريمة والعسكرية ان يلاحقوا هؤلاء الارهابيين تحت كل حجر ومدر وان يوقفوا جرائمهم وان يحافظوا على لحمة هذا الشعب الكريم ونسال الله ان يرد كيدهم الى نجحورهم وان لايسمح لهؤلاء ان يحققوا اهدافهم السيئة والظلامية بحق ابناء شعبنا ونسال الله سبحانه وتعالى اه يحقق السلام والوئام والتعايش بين ابناء وطننا وان يبارك هذه الايام الشريفة ونحن في رحاب رسول الله (ً ص) اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    اخبار ذات صلة