نص كلمة السيد الحكيم في افتتاح متحف البرزاني الوطني 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين
السادة والسيدات الحضور ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
-من دواعي السرور أن نكون مجدداً بين أهلنا وأحبائنا و رفاق الدرب في إقليم كردستان العزيز ، لنحتفي بتخليد ذكرى الزعيم العراقي الكردي الكبير الملا مصطفى البرزاني الذي كان له الأثر البالغ في مسارات تاريخ بلادنا المعاصر ، وبهذه المناسبة نحيي القائمين على تأسيس وافتتاح هذا المتحف المهم ، ونخص الرعاية الكريمة لسيادة الأستاذ مسعود البارزاني لهذا المنجز النوعي الذي سيساعد الأجيال المتعاقبة على معرفة ماضيهم الحافل وتاريخهم النضالي لبناء وترصين حاضرهم ومستقبلهم المنشود.
-إن تخليد التاريخ والتذكير بمواقف صناع القرار والقادة المؤثرين ، وإحياء المراحل التاريخية المفصلية من خلال هذه الفعاليات الاجتماعية والسياسية والأكاديمية ومنها انشاء المتاحف وإقامة المعارض والمحافل بات يمثل سياقات ضرورية تشهد على عمق وعي الشعوب بأهمية تاريخهم و تأثير ذلك التاريخ على حركتهم نحو المستقبل.
-فالتاريخ يمثل ذخيرة الأجداد ، وتراث الآباء ومسارات الأسلاف وهو بعد ذلك عِبر و دروس من الماضي بكل ما تحمله من مرارات وانتصارات ومتغيرات ، ومواقف وموانع ، ومنح ومحن ، وفرص وتهديدات وغيرها مما يساعد الشعوب على توثيق التجارب ومراجعتها ، وتنضيج المشاريع والرؤى بما يحقق التراكم والاستمرار والتقدم ، وهنا تكمن أهمية التأريخ وتوثيقه ودراسته والأخذ به.
-إن شخصيات مفصلية ومؤثرة كالملا مصطفى البارزاني بتاريخه الوطني الحافل وما شهده من مصاعب وتجارب ومواقف وانجازات ، تستدعي منا جميعا الوقوف طويلا لدراسة وتحليل منهج هذه الزعامات ومواقفها ومساراتها ، والاستفادة من تراثهم وثرائهم وتأثيرهم في محيطنا الوطني وانعكاس ذلك على أحداث المنطقة والعالم.
-لا شك أن النضال الكردي الطويل ضد الاستبداد والتهميش والاقصاء والتمييز قد ارتبط وثيقاً مع الجهود والتضحيات الكبيرة لأبناء شعبنا العراقي الكريم في مختلف عناوينه ومساحاته ، ففي كل بقعة من بلادنا نتلمس العمل المشترك والدماء الممزوجة بحب الوطن والنوايا الخالصة التي تآخت وتعاهدت على أهداف نبيلة موحدة في مقدمتها: الحرية والعدالة وبناء دولة المواطنة والقانون والتعايش السلمي.
-إن النضال الشيعي - الكردي المشترك ومواقف القادة الشيعة والكرد والمكونات الكريمة الأخرى منذ تأسيس الدولة العراقية ، ستبقى مواقف مشهودة وموثقة على مرّ العصور ، وفي مقدمتها العلاقة التاريخية بين الزعيم الراحل ملا مصطفى البارزاني وأُسرته الكريمة مع الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره) ، وأسرته ومحيطه العلمائي والجهادي التي سطرت أروع معاني الأخوة والترابط والوطنية والنضال المشترك.
وإذ نقف اليوم في استذكار جديد
-فإننا نشدد على وثاقة هذه العلاقة وضرورة استمرارها وتوكيدها والبناء عليها في الحاضر والمستقبل وهي في إطار اللحمة الوطنية وتعميق العلاقة بين جميع المكونات العراقية ، ونعتقد أن أبناء شعبنا الكردي الحبيب قد جسد هذه المعاني طوال تاريخه الحافل ، مما يجعلنا أكثر اندفاعا لتعزيز هذه العلاقة وترسيخها.
-ونرى من الأهمية بمكان .. توحيد الجهود والمواقف لإنجاح وإكمال خطوات وعمليات بناء مؤسسات الدولة العراقية ضمن سياقاتها الدستورية والسياسية الصائبة التي تنعكس على مجتمعنا وشعبنا و وطننا بالاستقرار والازدهار والأمن والأمان.
-إن انجاح تجربة (تحالف إدارة الدولة) وتدعيم مسارات الحكومة العراقية الجديدة برئاسة الأخ السوداني ضمن جهودها التنموية والخدمية ونواياها الطيبة في خدمة جميع أبناء شعبنا العراقي من زاخو الى البصرة ، في ظل الاستقرار السياسي والتفاؤل المجتمعي والتفاعل الإقليمي والدولي ، يجب أن تدفعنا إلى المزيد من التعاون والعمل المشترك ، لنقل العراق من مراحله ومساراته السابقة إلى مرحلة الثبات والنشاط والفاعلية والتأثير الايجابي.
-أُجدد تحيتي لكم ، وتقديري لهذا الجهد النوعي المميز وأُحيي شهداءنا الأبرار من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الارهاب والحشد والبيشمركة ونحن نُحيي معاً سيرة ومسيرة الراحل الكبير الملا مصطفى البرزاني وجميع القادة الشهداء ، كما وأحيي المراجع العظام وشعب كردستان وشعبنا العراقي عامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
