السيد عمار الحكيم : على السفراء العاملين في العراق التحلي بالموضوعية ومراعاة دورهم المحدد لنجاح مهامهم
لا شك في الدور الذي لعبه الحشد الشعبي في درء المخاطر عن العراق والمنطقة بالتنسيق وتكامل الادوار مع باقي القوات الامنية والعشائر والبيشمركة بوضع حد للتقدم الكبير الذي كان لداعش في فترة من الفترات، ومن منطلق تبيان الدور الذي لعبه الحشد الشعبي طالب السيد عمار الحكيم السفراء العاملين في العراق والذين يمثلون بلدانهم ان يكونوا اكثر دقة وحرصاً وواقعية وموضوعية في تقييم الحقائق على الأرض، معللا ذلك بالقول "لان السفير الذي يفقد ثقة مكونات البلد الذي يعمل فيه يصبح غير قادر على انجاح مهمته ويخرج من كونه سفيراً الى كونه طرفاً وعندها يتحول من عامل تهدئة واستقرار الى عامل توتر وأزمة"، داعيا السفراء من بعد الترحيب بهم الى دراسة الواقع بموضوعية ومراعاة دورهم المحدد لنجاح مهامهم .
سماحته وفي الملتقى الثقافي ليوم الاربعاء ٢٧/١/٢٠١٦ بمكتبه في بغداد بين ان دور السفير يكمن في تقريب وجهات النظر وتفهم الظروف الحساسة للبلدان التي يعملون بها ، مؤكدا سعي العراق لبناء علاقات مع اشقائه اساسها الاحترام وعدم التدخل مع تفهم الواقع لتلك البلدان ، متنميا من الاشقاء العرب الاسهام في توحيد العراقيين ومساعدة العراق في تجاوز التحديات وان لا يسقطوا في التضليل الاعلامي والسياسي ، مبينا ان الحشد والقوات الامنية والعشائر والبشمركة كانوا ولا زالوا السد المنيع امام طوفان الارهاب والحقد والتكفير في لحظة صدم العالم بها امام توسع الارهاب العابر للحدود ، لافتا الى ان فاعلية الارهاب رغم تصدي دول العالم له تبين حجم الدور الذي اضطلع به الحشد الشعبي وتحريره العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش ، واصفا دور الحشد الشعبي في مواجهة الارهاب بالمحوري.
وعن التعديل الوزاري ومايدور حول الترشيق او تبديل الوزراء من كلام سيطر على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي مؤخرا راى السيد عمار الحكيم اهمية الدقة في نقل المعلومة وان لا تكون الاجواء النفسية مهيئة لنقل الاشاعات والارباك السياسي والحكومي ، مجددا تاكيده على ان الجميع خاضع للتقييم للوصول الى افضل اداء وزاري ، مبينا ان تيار شهيد المحراب وضع محددات لاي تعديل وزاري محتمل وفق تقييم علمي ومهني ومبررات واضحة ومقبولة لكل قرار بعيدا عن المزاجية والشخصنة والارتجالية ، منوها الى ضغط الوقت فيما الكثير من القرارات المهمة غير محسومة والاجراءات متكلئة والتردد هو السائد في اداء الحكومة، معربا عن اسفه لعدم التمكن من التنسيق وبناء فرق العمل الفعالة والحقيقية الى المستوى المقبول في ظل هذه التحديات الكبيرة.
ودعا سماحته الى العمل بواقعية اكثر مع تحديد الاولويات والانتقال من التنظير الى الخطوات العملية الملموسة ، مبينا في الوقت نفسه ان التنظير مهم لتكوين الرؤية لكنه ليس كافيا وسط نار التحديات ، حاثا الطاقم الحكومي الى ان يكون اكثر عملية وادراكا لقيمة الوقت واكثر قدرة على اقناع الشعب بالخطوات التي يتخذها لافتا الى ضرورة تذكير الحكومة بادائها "سنذكر الحكومة بادائها في كل فرصة مع تشجيعها المستمر باتخاذ القرارات العملية وتحقيق الانجازات".
ماليا، جدد سماحته رؤيته حول الوضع المالي والاقتصادي للعراق بالقول " العراق يعاني من نقص في السيولة المالية ولكنه ليس بلداً مفلساً ويحتاج الى ادارة مالية فاعلة ومبدعة لتبتكر الوسائل الملائمة لتجاوز هذه الازمة والى وعي متزايد لشعبنا ليتفهم ويدعم الخطوات الصحيحة المطلوبة في الاصلاحات الاقتصادية" ، مبينا ان الوفرة المالية كانت غطاءا لضعف الادارة فيما كشفت ذلك التحديات الاقتصادية القائمة، داعيا الحكومة الى معالجة الامر بسرعة وعمق لا بحلول ترقيعية.
اهم الاحداث الاقليمية كانت رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد انتهاء الجدل حول سلمية برنامجها النووي ففي الوقت الذي هنأ السيد عمار الحكيم الجمهورية الاسلامية الايرانية برفع العقوبات عد تلك الخطوة مهمة للمساهمة في استقرار الوضع الامني ، واصفا الجمهورية الاسلامية بالبلد الكبير والمهم والفاعل اقليميا ودوليا ، متمنيا لايران وشعبها مزيدا من الازدهار والتطور والتنمية والسلام.
فيما طالب المسؤولين العراقيين الى التفاعل مع هذا التطور الكبير ( رفع العقوبات عن ايران) وان يستثمروا الواقع الجغرافي للعراق والحدود المشتركة الطويلة بين البلدين وان يضاعفوا العلاقات والروابط التجارية والاقتصادية ، حاثا اياهم على خلق فرص استثمارية مشتركة ، مستشهدا بضروة ذلك بقول " فاذا كانت دول العالم البعيدة تعمل بقوة اليوم على بناء جسور اقتصادية مع الجمهورية الإسلامية فالأولى ان يكون للعراق دور في هذا البناء" ومن مكانة العراق الاقتصادية تاتي اهمية هذه الخطوة.
للأطلاع على نص كلمة السيد عمار الحكيم (أضغط هنا)