السيد عمار الحكيم : يدعو لتحكيم المهنية والموضوعية والابتعاد عن الشخصية والحزبية في ممارسة المهام الرقابية لمجلس النواب
اكد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان مهمة مجلس النواب تتعدى كونها مجرد اجراءات، وانما على مجلس النواب مسؤولية اخلاقية ووطنية في تحديد الاولويات وفي مراعاة الظروف التي تمر بها الأمة، عادا هيبة مجلس النواب من هيبة الوطن وشرعية الدولة والمحافظة على هذه الهيبة يُعد مسؤولية أساسية لعمل النواب والكتل السياسية التي يتشكل منها، عادا الاستجواب حق واداة رقابة كفلها الدستور لمجلس النواب واحاطها بضوابط وآليات تمنع استخدامها للاغراض الشخصية والثأرية، داعيا مجلس النواب الى تفعيل دوره التشريعي والرقابي ، معربا عن امله بان لاتستخدم الادوات الرقابية لكسر الارادات وكن الاذرع وان لايكون بيت الشعب بيتا لتصفية الحسابات السياسية الضيقة مما ينعكس سلبا على العلاقة بين مجلس النواب والحكومة، داعيا الى تحكيم المهنية والموضوعية والابتعاد عن الشخصية والحزبية في ممارسة المهام الرقابية.
جاء ذلك في الملتقى الثقافي الاسبوعي بمكتب سماحته في بغداد الاربعاء 31/8/2016
تحرير الموصل حدث اقليمي ودولي مثلما هو حدث عراقي وطني
سماحته اكد ان العراق على ابواب الموصل كمعركة مصيرية، مبينا ان قادة الأرهاب والاجرام التكفيري اصبحوا يعلنون صراحة انهم في طريقهم للهزيمة النهائية، لافتا الى ان احتلال الموصل شكّل سابقة خطيرة في تاريخ العراق الحديث حيث احتلت ثاني اكبر محافظات العراق من قبل عصابات اجرامية وأعلنت على ارض الموصل دولتها اللا اسلامية المزعومة واستمرت بغصبها لأكثر من سنتين، عادا تحرير الموصل حدثاً اقليمياً ودولياً مثلما هو حدث عراقي وطني، معللا ذلك بالقول "لان ذلك يعني ان دولة الأرهاب المزعومة والتي تتخذ من خلافة الشيطان منهجاً لها، قد انهارت وعلى ايدي العراقيين بالتحديد ومن لحظة تحرير الموصل سيدخل العالم مرحلة جديدة من الصراع والحرب على الارهاب"، داعيا لجعل تحرير الموصل سبباً في وحدة العراقيين وليس فرقتهم فلابد ان تكون الموصل للعراق وليس محطة لتبادل الاتهامات والتسابق على امتار الارض هنا وهناك، مشددا على ضرورة ان تكون الموصل ومعركتها لكل العراقيين دون حصرها وتحديدها بطائفة معينة أو قومية معينة أو جهة سياسية معينة، حاثا على ضرورة اخراج المعركة من اطار حرب الشعارات والاعلام السياسي إلى اطار المعركة الوطنية الخالصة، منوها الى ان العراقيين سيتذكرون بفخر واعتزاز كل من تحمّل مسؤولياته وعمل له باخلاص وتفاني، وسيلعنون كل من تلاعب بجراحهم واعتاش على آهاتهم
القوى السياسية تعيش حالة من التشظي والتقاطع وافتقار الرؤية
سماحته اعرب عن قلقه لوضع القوى السياسية الذي لا يدعو إلى الاطئمنان، مبينا ان هناك حالة من التشظي والتقاطع وافتقار الرؤية واضاعة بوصلة المشروع وهذا ينطبق على أغلب القوى السياسية على اختلاف المذاهب والمشارب والقوميات، داعيا تلك القوى الى ان تصارح نفسها بحقيقة واضحة وهي ان وجودها منفردةً لا قيمة له بعيداً عن التحالفات التي تملكها داخل بيئتها الطبيعية والبيئة الوطنية، عادا تلك المصارحة اول خطوة نحو الخروج من حالة التشظي ، مشددا على ضرورة المرونة وتقديم التنازالات لاقامة التحالفات، مبينا في الوقت نفسه ان تجربة العراق السياسية مازالت حديثة مقارنة بتجارب العالم الذي سبقها ولهذا على الجميع تعميق التجربة من خلال الحفاظ على التكتلات السياسية الكبيرة وعدم الذهاب إلى مرحلة التشظي السياسي لأنها ستجعل الجميع عاجزاً عن الفعل وستدخل البلد في حلقة من الفراغ السياسي المجهول.
ترتيب مستحقات المزارعين من خلال الاقتراض أو الدفع بالآجل
سماحته اعرب عن تفهمه للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به الدولة والمتمثل بقلة الايرادات مع تزايد نفقات الحرب على الأرهاب وعمليات تحرير الأرض، مستدركا "لكن مستحقات المزارعين تمثل أهمية استثنائية لأن الأمن الغذائي هو جزء أساسي من الأمن القومي للدولة ونحن في العراق في بداية التحرك الجدّي لبلوغ الأمن الغذائي وخصوصاً في الحبوب وعلى رأسها الحنطة والشعير"، لافتا الى ان عدم تسلم الفلاح لمستحقاته لسنوات عديدة فان ذلك سيعرضه إلى خسائر مادية ومعنوية كبيرة والخسارة الاكبر هي ان الأغلب سيهجر الأرض وهنا نكون قد فقدنا اراض زراعية مهمة وان اعادة استصلاحها وتهيئتها للانتاج مرة أخرى سيضاعف الخسائر على الفلاح والدولة على حد سواء، داعيا الى ترتيب مستحقات المزارعين من خلال الاقتراض أو الدفع بالآجل مهما كانت كلفة هذه الحلول فهي أقل بكثير من كلفة التسبب بأضعاف مجال اقتصادي حيوي نحاول ان نحييه وان نحوله إلى رافد من روافد الاقتصاد، عادا الفلاح منظومة اجتماعية وسكانية تحفظ التوازن بين الريف والمدينة، معربا عن امله من رئيس مجلس الوزراء بان يولي هذا الموضوع أهمية خاصة وان يضع له الحلول بالسرعة الممكنة، فضلا عن اهمية تعاضد الجميع لمساعدة المزارعين في استلام مستحقاتهم والعودة إلى زراعة حقولهم.
دعوة لخلق فرص عمل بعيدة عن الطرق التقليدية
سماحته حذر من مرحلة تغيير اقتصادي كبير وهي ليست مرحلة قصيرة وانما قد تستمر لسنين طويلة، مفصلا ذلك بالقول "النفط لن يعود سلعة مهمة غالية في المستقبل القريب ونحن بلد ريعي يعتمد على النفط كسلعة اساسية وشبه حصرية للتصدير والتجارة مع العالم مما يجعل العراق في وجه عاصفة المتغيرات الاقتصادية القادمة، داعيا الى تغيير الثقافة المجتمعية، وخلق فرص عمل بعيدة عن الطرق التقليدية وخصوصاً العمل الحكومي، مبينا ان التعيين في الدولة سيبقى متوقفاً لسنين قادمة بحسب البرنامج الحكومي ولابد من التكيف مع هذا الواقع بعيداً عن التعيين الحكومي الذي سيتقلّص من الآن فصاعداً، مشددا على تطوير التعليم المهني بشقيه العام والخاص لما يمثله من حجر الزاوية في خلق أيادٍ عاملة ماهرة وذكية وتطوير الذات واكتساب مهارات، عادا المشاريع الصغيرة الأساس للوصول للمشاريع الكبيرة، مبينا ان الحكومة تمتلك مشروعاً طموحاً للغاية في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وعلى الجميع ان يستثمر هذه الفرصة والعمل عليها بجدية.
2016 عام للتسويات السياسية في المنطقة
السيد عمار الحكيم جدد رؤيته بان عام 2016 هو عام الحسم للملفات الأقليمية الكبيرة، والتي ستنعكس آثارها على المستوى الوطني، مبينا ان الكثير من المشاكل السياسية التي تعاني منها الدول في منطقتنا عموماً وفي العراق على وجه الخصوص ناتجة من انعكاس تأثيرات الأحداث الاقليمية، داعيا الى تحديد خيارات العراقيين والاستعداد للتعامل مع المتغيرات بشكل ايجابي، واصفا احداث العنف التي شهدتها المنطقة في السنوات الخمس الماضية أشد اعمال العنف التي شهدها تاريخها الحديث وامتدت الحروب على طول الجبهات وتغيرت الديمغرافية السكانية في بعض المناطق وبلغت الخسائر البشرية ارقاماً مرعبة، والخسائر الاقتصادية ارقاماً خيالية، مشخصا اسباب الفوضى في المنطقة بعجز دولها عن ايجاد أرضية مشتركة للحوار فيما بينها، والاتفاق على الحد الأدنى من المشتركات وتطويق نقاط الاختلاف، مؤكدا العمل على ايجاد نوع من التفاهمات الحالية والمستقبلية بين دول المنطقة وما يسمح لشعوبها ان تعيش بسلام وتعوض الكثير الذي فاتها من التطور .
للاطلاع على نص كلمة السيد عمار الحكيم في الملتقى القافي الثقافية (اضغط هنا)
للاطلاع على نص كلمة السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي السياسية (أضغط هنا)