السيد عمار الحكيم: اختزال المشاكل بتغيير الوزراء هروب للامام وتدوير للازمة وليس إدارتها
بين السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن رؤية تيار شهيد المحراب للتغيير والإصلاح تكمن في تغيير جزء من المواقع الوزارية التي يحددها رئيس مجلس الوزراء وتفكيك الوزارات المشمولة بقانون 21 وتحويل صلاحياتها للحكومات المحلية وتحويل بعض الوزارات الى هيئات وإنهاء التقاطعات الإدارية بين الوزارات والهيئات، فضلا عن غلق ملف التعيينات بالوكالة ضمن فترة زمنية محددة يتفق عليها واعتبارها من معايير تقييم أداء الحكومة ، وان لا يكون هناك بعد الآن أي موقع حكومي يدار بالوكالة، عادا اختزال كل المشاكل بتغيير عدد من الوزراء تعد عملية هروب إلى الأمام وتدوير للازمة وليس إدارتها.
مشددا في الملتقى الثقافي الأسبوعي في مكتبه ببغداد الأربعاء 9/3/2016 على سد الشواغر في المواقع الحكومية والتي تقدر بالعشرات، مبينا أن هناك أكثر من 300 شاغر وجاهز لضخ دماء جديدة في الوقت الراهن، داعيا إلى تقييم رؤساء الهيئات المستقلة وتغييرهم أو تثبيتهم ودمج الهيئات ذات المهام المشتركة أو المتقاربة ووضع معايير واضحة لمعنى التكنوقراط وان لا تبقى العبارات إنشائية وفضفاضة، حاثا على إقرار القوانين المعطلة بين الحكومة والبرلمان، لافتا إلى أن تنفيذ هذه الرؤية بسرعة ودقة وضمن جدول زمني محدد "فأننا نكون قد قمنا بعملية تغييرية كبيرة وإصلاح جوهري للفريق الحكومي وهيكلة المؤسسات ووضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح"،.
الدولة تدار بالمواقع الوسطية ويمكن ضخ دماء جديدة في هذه المواقع
سماحته جدد تأكيده على إصلاح مدروس وفق معايير واضحة ، داعيا الدكتور العبادي إلى "اتخاذ حزمة من التغييرات المهمة في عملية إصلاحية واحدة كبيرة ومحسوسة تبدأ بتغيير مجموعة من المواقع الوزارية على ان يطلب من القوى السياسية المشاركة في الحكومة بتقديم خيارات جديدة ضمن مواصفات ومعايير علمية يضعها سيادته وصولاً إلى فريق وزاري منسجم مع رؤيته وتطلعاته للمرحلة القادمة في عملية بناء الدولة والمؤسسات كمرحلة أولى"، لافتا إلى أن الدولة تدار بالمواقع الوسطية من المدراء العامين والوكلاء وهذا لا يلغي الدورً الكبير للوزير في إدارة وزارته ، مستدركا "لكن تبقى الإدارة الفعلية العملية والفنية بيد المدراء العامين ووكلاء الوزير" مشددا على تطبيق مبدأ تغيير كل المدراء العامين غير الأكفاء وتثبيت الأكفاء منهم عبر عرضهم على مجلس النواب وبدون استثناء ، عادا هذه الخطوة كفيلة بفسح المجال للآلاف من الكفاءات الشابة من الوصول إلى المواقع التنفيذية وضخ دماء جديدة في شرايين الدولة المترهلة.
تحرير حوض الثرثار سيمنح القوات العسكرية القدرة على مواصلة التقدم
امنيا عد سماحته التقدم في محور الثرثار تقدما نوعيا وسريعا في فترة قياسية مما يدل على تغيير كبير في خريطة المعارك الدائرة مع الإرهاب، مبينا ان تحرير حوض الثرثار سيمنح القوات العسكرية القدرة على مواصلة التقدم في عدة محاور وبداية لحسم معركة الفلوجة وتحريرها من دنس الإرهاب الظلامي التكفيري والفكر المنحرف، عادا الخروقات الأمنية الأخيرة نزعات موت يعاني منها الإرهابيون، مؤكدا ان نهاية الإرهاب الفشل ومزابل التاريخ، في حين ستتوالى الانتصارات في الفلوجة والحويجة وصولا الى الموصل.
حماية موظفي الشركات الخاسرة ومن ثم بيعها للقطاع الخاص
السيد عمار الحكيم عرج على موضوعة الاقتصاد العراقي معربا عن أسفه لعدم تمكن الاقتصاد العراقي من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق الحر، مبينا ان عدم التحول ساهم في انهيار الاقتصاد، لافتا الى ان الدولة ما زالت تدير كل شئ وما زال الاقتصاد ريعي يعتمد على النفط، داعيا الى معالجة وضع الموظفين وحمايتهم ومن ثم بيع الشركات الخاسرة للقطاع الخاص، كاشفا عن ان ورقة الاصلاح التي قدمها المجلس الاعلى لمجلس الوزراء تضمنت تحرير الأراضي الزراعية لان القوانين التي تحكم الأراضي الزراعية هي قوانين قديمة وبالية ولا تسمح بتطوير قطاع الزراعة وقطاع السكن، داعيا إلى تمليك الأراضي الزراعية للمزارعين كي تكون حافزا للمواطن لاستثمارها ما يسهل استحصال الضرائب منها فضلا عن إنعاش ملايين الدونمات وإدخالها في الدورة الاقتصادية، فيما أكد سماحته أن الورقة الإصلاحية تضمنت تحرير نظام منح القروض العقارية وإلزام المصارف الأهلية بمنح القروض للمواطنين بضمانة الدولة.
تحية لأمهات الشهداء في عيد المرأة
سماحته حيا المرأة العراقية في عيدها واصفا إياها بنخلة العراق التي لا تنحني خاصة أمهات الشهداء، مخاطبا النساء السبايا والاسيرات عند داعش " انكن عند الله كبيرات وعظيمات وان سيدتنا زينب وهي بنت امير المؤمنين وحفيدة النبي الأمين قد سبيت واسرت على ايدي اجداد هؤلاء المنحرفين الذين يسبونكن اليوم بتهم الدين والعرق والمذهب، وانهم والله لكاذبون فلا دين لهم ولا مذهب وانما هم بقايا جاهلية قريش واحفاد الطلقاءوان جدتهم اكلة الاكباد وانهم قد سبوا بنت نبيهم من قبل فليس غريباً عليهم ان يسبونكن اليوم"
لحزب الله تاريخ حافل ومشرف كفيل بالدفاع عنه
سماحته أعرب عن أسفه لاعتبار دول الخليج لحزب الله منظمة إرهابية، مبينا ان الحزب لا يحتاج الدفاع عنه ولا تزكيته، مبينا ان تاريخ حزب الله الإسلامي والعربي المشرف هو من سيدافع عنه، مذكرا بالأسرى الذي تحرروا على يد حزب الله وكذلك سيدافع شهداء حزب الله عن حزبهم كونهم هم من حرروا الأرض، معربا عن استغرابه من أن تتحول الاختلافات في الرأي والمنهج بين الإخوة إلى تهديم وإلغاء، متسائلا "غداً مهما تأخر سينتهي كل هذا التشابك والتقاطع، وغداً مهما تأخر ستثبت قواعد الاشتباك من جديد ولكن الأكيد ان احتلال فلسطين ومظلومية شعبه قضية مستمرة والتحديات بوجه عالمنا العربي والاسلامي مستمرة فهل يا ترى سيبقى حزب الله إرهابياً في نظر البعض وهو يقاتل من اجل كل العرب ويحمي أعراض كل العرب ويصون وحدة لبنان"، متمنيا ان تبقى جسور التواصل قائمة بين الإخوة.
الحراك السياسي فرصة لإنهاء معاناة الشعب السوري واليمني
سماحته قال عن الوضع في سوريا "أن الوضع الإنساني في سوريا لم يعد يحتمل المزيد من الدماء والدمار ولابد من وضع نهاية لهذه المأساة الإنسانية الكبيرة والمخجلة قبل أي اعتبارات سياسية أخرى"، مشيرا إلى أن المنطقة تشهد حراكا كبيرا حول طاولات الحوار وليس حول خنادق الاقتتال، مبينا ان هذا الحراك هو ما دعا أليه وأكد عليه كحل وحيد، موضحا ان سوريا تدمرت وأصبحت مرتعا لشذاذ الأفاق من كل مناطق العالم كي يعبروا عن ساديتهم وإجرامهم وأفكارهم المنحرفة وان استمرار الهدنة سيكون بداية كبيرة لحلول صعبة، متمنيا ان يشهد اليمن نهاية للحرب الدائرة فيه، داعيا أبناء الوطن الواحد هناك إلى الجلوس على طاولة حوار حتى يضمنوا لأنفسهم عيشاً مشتركاً بحرية وكرامة وعدالة.
للإطلاع على نص حديث السيد عمار الحكيم (أضغط هنا)