• السيد عمار الحكيم: نجاح قمة بغداد مسؤولية الاشقاء العرب لا مسؤولية العراقيين وحدهم

    2012/ 10 /30 

    السيد عمار الحكيم: نجاح قمة بغداد مسؤولية الاشقاء العرب لا مسؤولية العراقيين وحدهم

    العراق قام بما عليه وعلى  الاشقاء العرب  ان يتحملوا الجزء الاخر من المسؤولية في المشاركة والحضور
    تفصلنا ايام قليلة عن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد في الأيام القادمة. ان العراق حكومة وشعبا قام بما عليه من واجب وطني وعربي وتجاوز العراق ظروفه الصعبة وتحدى كل المعرقلات التي وقفت بوجه عقد هذه القمة وقبل لنفسه التحديات الكبيرة ووقف بحزم وارادة لأنجاح القمة العربية في بغداد واصبح اليوم على كامل الاستعداد لأستقبال القادة العرب لتعقد هذه القمة في العاصمة الحبيبة في بغداد.
    اننا ندرك جيدا حجم التحديات التي واجهتها الحكومة العراقية في استضافة هذه القمة وحجم الضغوط الكبيرة التي تحملتها الحكومة من اجل اقناع الدول العربية لعقد هذه القمة ليكون بذلك فرصة حقيقية في ان يعود العراق ويأخذ دوره الطبيعي في منظومة العمل العربي المشترك، والان حيثما قام العراق شعبا وحكومة بواجبه وهيأ كل المقدمات الضرورية اللوجستية والسياسية والأمنية والخدمية لاستقبال هذه القمة أصبحت الكرة في ملعب الأشقاء العرب في ان يتحملوا مسؤولياتهم ويلبوا هذا النداء الوطني العراقي ويستجيبوا لهذه الدعوة العراقية الخالصة ويشاركوا في قمة بغداد.
    ان على الأشقاء العرب ان يتساموا عن بعض الحسابات الضيقة والمرحلية ويشاركوا في قمة بغداد بأعلى المستويات مشاركة فعالة ومميزة ويردوا التحية لأبناء العراق بأحسن منها حينما قدم الشعب العراقي هذه التحية فان فعلوا فهي لهم وان لم يفعلوا فهي عليهم وقد قام العراق بما ينبغي في تهيئة الأجواء لعقد هذه القمة.
    ان على الأشقاء العرب ان يدركوا بان مشاركتهم في هذه القمة العربية في بغداد هو ليس انجاز للعراق وحده وانما هو انجاز لكل الشعوب العربية الكريمة التي تمر اليوم بمرحلة تطور كبير على المستوى الفكري والسياسي والوطني في ظل الربيع العربي والتحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية، فالمرجو من القادة العرب ان يأتوا  ويشاركوا ويجلسوا ويتدارسوا هذا الهم العربي لشعوبهم جميعا ويصلوا الى تشخيص أفضل السبل والطرق لمعالجة الإشكاليات والتحديات التي تقف بوجه عالمنا العربي اليوم.
    ان قمة بغداد لا تمثل تحديا أمام العراق وحده حكومة وشعبا وانما هي تحدي امام العرب جميعا ليجدوا انفسهم هل انهم قادرون على ان يتحملوا المسؤولية او انهم يفرطوا فيها ، ان مسؤولية نجاح قمة بغداد ليست مسؤولية عراقية بحتة وانما هي مسؤولية الاشقاء العرب جميعا فان العراق قام بما عليه وعلى  الاشقاء العرب  ان يتحملوا الجزء الاخر من المسؤولية في المشاركة والحضور اذا ارادوا ان يثبتوا قناعتهم بالاطار العام للعمل العربي المشترك ولتدارس القضايا والهموم العربية التي تواجه دولهم وشعوبهم حيث تكرس هذه القمة لتدارس هذه الهموم والمشكلات لبناء عمل عربي في مرحلة حساسة ومصيرية من مراحل امتنا العربية وهو تأكيد ايضا لالتزامهم بجامعة الدول العربية ومؤسساتها وآليات العمل من خلالها .

    القمة فرصة للعراق ان يقف ويقول كلمته ويعبر بوضوح عن رؤيته فيما يخص الواقع العربي والإقليمي والدولي
    ان عقد قمة بغداد تتيح للعراقيين التعبير عن رؤيتهم الرؤية العراقية المسؤولة تجاه القضايا المختلفة ان كان في الشأن العربي وفي التحولات الكبيرة التي نشهدها اليوم في عالمنا العربي ودور العراق والدول العربية والحكومات من هذه التحولات والمطاليب الشعبية ومن الواقع الإقليمي والدولي انها فرصة للعراق ان يقف ويقول كلمته ويعبر بوضوح عن رؤيته فيما يخص الواقع العربي والإقليمي والدولي ضمن الوثيقة التاريخية التي ستصدر والتي تسمى بيان بغداد حيث حينما تقام القمة العربية في اي بلد يصدر بيان من ذلك البلد يعتبر وثيقة رسمية تعبر عن رؤية البلد المضيف للقضايا المختلفة السياسية في المجال العربي والاهتمامات العامة ولذلك يجب ان تعد وثيقة بيان بغداد بشكل رصين وبما يعبر عن عمق الإرادة الوطنية العراقية تجاه كل الملفات والقضايا الأساسية في رؤيتنا العراقية تجاه المنطقة والأوضاع العربية والدولية الى غير ذلك ، كما ان عقد القمة في بغداد تعتبر فرصة ثمينة لأعادة النظر وتطوير ميثاق جامعة الدول العربية الذي تم صياغته سنة 1945 ومنذ سنة 45 والى يومنا الحاضر حصلت تطورات كبيرة في الواقع العربي والإقليمي والدولي وفي طبيعة الشعوب وطموحاتها وفي طبيعة الأنظمة العربية وسياقات ادارة البلدان العربية من خلالها فلا بد لهذه الوثيقة ان تتجدد وان تشهد تطويرا واصلاحا لتكون منسجمة مع الواقع العربي الذي نعيشه اليوم ولتحقق التوازن بين طموحات الشعوب العربية من ناحية والحكومات العربية من ناحية أخرى. وعلى هذه الوثيقة ان تتضمن مفاهيم الديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة والانتخابات وحرية التعبير عن الرأي والقبول بالأخر الى غير ذلك من مفاهيم مهمة وأساسية أصبحت اليوم  مدار الاهتمام لدى الشعوب العربية الكريمة وأصبح لها قيمة عملية في العمل العربي المشترك. ان قمة بغداد تمثل فرصة ذهبية ليضع القادة العرب مجتمعين برنامج موحدا للإصلاح السياسي في الدول العربية الكريمة.

    وعلى القادة العرب صياغة برنامج الاصلاح السياسي المشترك
    اننا بحاجة الى هذا البرنامج الإصلاحي المشترك الذي يضعه القادة العرب ويعملون به في جميع البلدان العربية وغياب برنامج للإصلاح السياسي في الدول العربية هو الذي جعلنا امام الواقع الصعب الذي نعيشه في وطننا العربي حينما نرى دخول دولا عربية على خط ايجاد التغيير لأنظمة عربية اخرى دون وجود ضوابط وقواعد تنظم هذا العمل وهذه المسارات ولا سيما اننا تابعنا خلال العقد المنصرم سبعة مشاريع اصلاحية تقدمت بها سبع دول دون ان تأخذ اي منها لتحقيق الإصلاح الحقيقي في الواقع السياسي العربي لذلك قمة بغداد فرصة حقيقة ليس للعراق وحدة وانما للدول العربية جمعاء في ان يجلسوا ويتخذوا الحلول الصحيحة لتمثل هذه القمة نقلة اساسية في العمل العربي المشترك.
    ان واحدة من اهم خطوط الاصلاح في جامعة الدول العربية هي الاهتمام بالمجتمع المدني العربي والتركيز على التكتلات العربية الكبيرة في مجتمعاتنا لتكون جامعة الدول العربية على ارتباط مباشر مع هذه التكتلات والكتل البشرية الكبيرة بما تعبر عن ارادة لجمهور عربي واصيل، وان ذلك ينسجم تماما مع رسالة جامعة الدول العربية فهي جامعة للدول العربية وليس للحكومات العربية وحدها ولا بد ان تنفتح على هذه التكتلات والتجمعات المدنية في مجتمعاتنا العربية.

    زيارة الكويت خطوة في الاتجاه الصحيح
    ومن القمة العربية الى العلاقات الاقليمية فقد مثلت زيارة رئيس مجلس الوزراء الى دولة الكويت الشقيقة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح اننا لا نتوقع الحلول السريعة والناجزة للقضايا العالقة بين البلدان في زيارة او زيارتين ومثل هذه المشاكل والقضايا تحتاج الى تواصل والى زيارات متبادلة حتى توضع الحلول والمعالجات المناسبة ولكن المهم في هذه الزيارة انها جاءت على مبدأ تصفير الأزمات والإشكاليات في واقعنا العربي وهو مبدأ مهم نسانده وندعمه ونشجع عليه دوما ولا بد ان يكون أساسا في علاقاتنا الإقليمية كيف نصفر الأزمات وكيف نحل المشاكل وكيف نضع القضايا المشتركة على طاولة الحوار لنجد المخارج التي تضمن مصالح شعبنا العراقي وتضمن مصالح الشعوب الاخرى اننا ندعو دولة الكويت الشقيقة لتبادل هذه الزيارة بزيارة على أعلى المستويات وهكذا من خلال هذه الزيارات والتواصل بين المسؤولين  نتمكن من البحث عن حلول ومعالجات لكل القضايا العالقة بين البلدين.
    ان تبادل الافكار والنقاش الصريح والواضح والبناء في القضايا العالقة هو المدخل الصحيح لحل اعقد المشاكل في واقعنا العراقي مع سائر الدول الكريمة في المنطقة وفي العالم ولا بد ان نعتمد هذا المبدأ اساسا في تعاملاتنا.
    ان علينا ان نتجاوز الماضي المؤلم الذي عشناه وكان ضحيته الشعبين الشقيقين الشعب العراقي والشعب الكويتي على حد سواء، فنحن لا نتحمل المسؤولية عن الأخطاء التي ارتكبت من الأنظمة السابقة والتي ارادت الشر بأبناء الشعب العراقي قبل الشعوب الاخرى ولا بد ان نفتح صفحة جديدة من العلاقات على أساس المصالح المشتركة والمحبة والمودة والإخوة العربية والإسلامية كما نتمنى من الحكومة العراقية اعتماد هذا المبدأ المهم مبدأ تصفير الأزمات والمشاكل مع كافة دول الجوار والمنطقة واعتبارها إستراتيجية دائمة لا نتنازل عنها حيثما حصلت مشكلة ان نذهب الى صلب المشكلة ونعالجها لأن هذا هو المدخل والطريق الصحيح لحل الإشكاليات ولا بد من الابتعاد عن ما يعكر صفو العلاقة بين العراق وبين الدول الاخرى ولا بد من الدخول في صلب المشاكل الحقيقية وتفعيل اللجان المختصة للخروج بنتائج تضمن مصالح العراق وتضمن مصالح البلدان الاخرى ومثلما ندعو الى تصفير الازمات في العلاقات الاقليمية.

    تصفير الازمات داخليا
    كذلك ندعو وبشكل ملح الى تصفير الازمات في مشاكلنا الداخلية والوطنية ولا بد ان نضع حلا لهذه الاشكاليات التي تقف بوجهنا في الواقع العراقي اننا نتابع بقلق شديد التصعيد الذي يبديه اكثر من طرف في واقعنا العراق ويساورنا القلق ان العراق اذا انتقل من مرحلة الأزمة السياسية  الى مرحلة العقدة السياسية فالتعقيدات التي تصيب العملية السياسية قد تشل الحركة وتجعل الأطراف في حالة اشتباك سياسي مستمر بعضهم مع الآخر والمواطن هو الذي يدفع الضريبة لكل هذه التوترات والتشنجات في الواقع السياسي العراقي.

    ارشدونا الى خيار غير الحوار لحل الاشكاليات ؟!
    حينما ندعو الى طاولة الحوار أجابه أحيانا ممن يفتقر الى الحنكة والحكمة السياسية بالتذمر والاستخفاف من مبدأ الحوار وأقول لهم أرشدونا أيها الكرام الى طريقة أخرى لحل مشاكلنا العراقي سوى الحوار اي طريقة نأخذ واي منهج نسلك فان كان لكم طريقة مجدية أخرى أرشدونا اليها ودلونا عليها لنمضي معكم في حل هذه المشاكل بطريقة غير طريقة الحوار فإننا على استعداد كامل ان نقدم كلما بوسعنا لحل هذه المشاكل باي طريقة ناجحة نحن نقول الحوار هو الطريق فان كان لكم اقتراح اخر طريق اخر دلونا عليه يرحمكم الله وسنمضي في ذلك الحل الاخر.
    هل التراشق الاعلامي عبر شاشات الفضائيات هو حل المشاكل ام ان التصريحات المتشنجة التي تطلقها أطراف عديدة في ساحتنا العراقية هي الحل لمشاكلنا ام ان سياسة العمل بكل ما يتمناه ويرتأيه اي طرف من الاطراف ليكون كل منا في حل عن الاخر وكل يعمل على شاكلته هو الحل للمشاكل، كيف نعالج هذه المشاكل وهذه التوترات ان لن نعتمد على الحوار الصادق والبناء لنجلس على طاولة واحدة ونعالج مشاكلنا.
    اننا في سفينة واحدة ومن يتصور  انه حر في الجزء الخاص به من السفينة ليتصرف بها كيفما يشاء فهو مخطئ اكبر سفينة تحتاج الى ثقب واحد حتى تغرق واينما كان الثقب فستغرق السفينة كلها فلا يمكن ان تتجزأ هذه الحقيقة نحن ابناء وطن واحد ولا يمكن ان ننجو الا بنجاة الجميع ولا يمكن ان ننجح الا بنجاح الجميع ولا يمكن ان ننتصر الا بانتصار الجميع ولا طريق لاخر لحل هذه المشاكل سنلف وندور وسنتصارع على شاشات الفضائيات هنا وهناك وسنتهم ونخون الآخرين وسنتبادل الشتائم بعضنا مع البعض الاخر هنا وهناك ويلعن بعض الساسة العراقيين بعضهم ويتمترس كل منا خلف طائفته وقوميته وديانته ثم نأتي بعد ذلك ونجد ان لا طريق للحل والمعالجة الا ان نجلس على طاولة الحوار وان نضع الامور بشكل صريح وشفاف وان نضع النقاط على الحروف ونحل المشكلة ونتفاهم، فاذا كان هو النهاية لماذا لا يكون هو البداية لماذا لا نبدأ بالحوار دون السباب والشتيمة دون اتهام وتخوين دون إساءة لهذا او ذاك دون جر الشارع الى خلفيات وصراعات طائفية او قومية لنذهب مباشرة الى الحوار ونحل المشاكل في دائرة الحوار السياسي ونعبر بذلك الى الضفة الاخرى وبهذا سننجو جميع العراقيين وسيشعر المواطن العراقي بالرفاه والهدوء وبالاستقرار وبوجود مسؤولين يتصدون لخدمته ان وجودنا في هذا الوطن هو خيارنا وقدرنا ونحن سعداء بهذا القدر فلا بد ان نتعاون على اساس التعايش وادراك الحقائق والحوار الجاد الذي يضع الحلول لكل هذه المشاكل والمعوقات.
    اعلموا ايها الساسة الكرام ان التاريخ لا يرحم وسوف يلاحق كل منا اذا لم يتحمل مسؤولياته الصحيحة ولم يتخذ الخطوات التي من شأنها تقليل حدة الصراع وتخفيف الاوضاع والتقارب والمحبة والمودة بين العراقيين جميعا لذلك دعونا نصفر الازمات ونجلس على طاولة واحدة ونحل مشاكلنا ليشعر العراقيين بانهم وضعوا ثقتهم بقوى مخلصة وحريصة على مصالحهم وهي على قدر المسؤولية في الظرف الصعب وهذا الشد السياسي الذي ليس له معنى وليس له مفهوم ولا يزيد الا مزيدا من الضغط النفسي على المواطنين لا بد ان ينتهي من خلال هذا الحوار الهادئ والبناء.

    ان الانتفاضة الشعبانية هي درة التاج في تاريخ جهادنا ونضالنا العراقي الكبير
    نستذكر في هذه الأيام ذكرى مجزرة حلبجة وذكرى الانتفاضة الشعبانية التي تزامنت مع اذار سنة 1991 واي اقتران هذا بين الحدثين الكبيرين واي مداليل يمكن ان نحصل عليها من خلال هذا الاقتران الا يستحق شهداء حلبجة وشهداء المقابر الجماعية التي راحت بمئات الألوف في فترة زمنية قصيرة في فترة الانتفاضة الشعبانية الا يستحق هؤلاء الشهداء ان نتجاوز بعض القضايا الضيقة الخاصة بنا هنا او هناك ونطلق رسالة واضحة الى أولئك الشهداء بان تضحياتكم لم تذهب سدى وانكم ضحيتم لتحرروا العراق ونحن اليوم نضحي لنبني العراق يجب ان تكون هذه هي رسالتنا لأولئك الشهداء الأبطال ان الانتفاضة الشعبانية هي درة التاج في تاريخ جهادنا ونضالنا العراقي الكبير الذي ضحينا من اجله الكثير ولكن ستبقى هذه الانتفاضة شعلة وقادة ورسالة مدوية لكل الأجيال القامة في بلادنا حينما ضحى هذا العدد الكبير من أبناء شعبنا ايها الأحبة.
    ان المنتفضين في انتفاضة شعبان اطلقوا رسالة مدوية للعالم كله وأرغموا الدول العظمى ان تعود وتعتذر وتخضع  لإرادة العراقيين وتصحح مواقفها التي كانت في عهد الانتفاضة حينما مكنت النظام وساعدت على قمع ابناء الشعب العراقي.
    ان هذه الانتفاضة أطلقت رسالة مهمة الى العالم في ان العراق ليس فيه معارضة سياسية لنظام قائم وانما فيه ثورة شعبية عارمة ضد ديكتاتور غاشم وحولت المسارات من معارضة سلمية وأخطاء للنظام لتتكشف الصورة الحقيقة عن حجم الظلم والاستبداد الذي كان يمارس على عهد النظام البائد.
    ان هؤلاء المنتفضين استطاعوا ان يزرعوا بذور الربيع العربي الذي تفتحت ازهاره بعد 21 عاما من تلك الانتفاضة، نعم لقد تأخر نضج هذه البذور التي تفتحت بعد عقدين من الزمن لأنها كانت مدفونة تحت صقيع الديكتاتوريات وخبث السياسة المزدوجة وتحت الطائفية المقيتة في العديد من المواقع.
    يا ابطال انتفاضة شعبان لله دركم في تضحياتكم العظيمة والجسيمة فقد ظلمكم التاريخ المزور للحقائق ولقد ظلمتكم السياسة المنحرفة التي سهلت قتلكم وتجاوزكم ولكن لا يصح الا الصحيح وظهرت الحقيقة ولو بعد حين واليوم لم تنصفوا حتى هذه اللحظة فالكل يتحدث باسم الانتفاضة والكل ياخذ المواقع باسم الانتفاضة ولكن المنتفضين الشرفاء الابطال لا زال الكثير منهم لم يحصل على حقوقه وفرصة الطبيعية.
    ان رجال ونساء الانتفاضة الشعبانية الكريمة مثلوا نقطة وضاءة في تاريخ العراق وحملوا جروح وطنهم في صدورهم واخذوها الى مناطق العالم الواسعة والرحبة فبعضهم اعتنق الشهادة والبعض الاخر جعل نفسه سفيرا للانتفاضة يجوب في القارات في العالم حيث ما انتشر المنتفضون وتواجدوا في كل مناطق العالم يبشرون ويتحدثون عن هذه التضحيات العظيمة والكبيرة لأبناء شعبنا.
    ان أبناء وأبطال الانتفاضة الشعبانية وثقوا لتاريخ شعبهم ووطنهم ايما توثيق وجعلوا هذه التضحيات العظيمة وضاءة وواضحة في تاريخ العراق وسمائه، أيها الاحبة انكم حملتم الوطن اسما ومعنى وتحملتم المسؤولية الكبيرة تجاه هذا الوطن الجريح وقدمتم قرابين على مذبح الوطن المعذب, هنيئا لكم أيها الابطال الاوفياء ولابد من العمل على ان تاخذوا استحقاقاتكم الطبيعية.
    سيبقى معسكر رفحاء للاجئين العراقيين علامة بارزة في تاريخ ابناء شعبنا وستبقى رفحاء محفورة في وجدان المظلومية الكبرى لابناء شعبنا, وهذا الاقتران بين حلبجة وبين الانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية انما يعبر عن القدر الذي يوحدنا في الجهاد وفي النضال وفي المصير المشترك, ان شهداء المقابر الجماعية توحدوا وهم في مقابرهم , ولم تفرقهم تعدديات مذهبية او دينية او قومية, ونجد العربي والكردي والتركماني والشيعي والسني والمسلم وغير المسلم في مقابر موحدة كما اشارت الى ذلك تنقيب هذه المقابر والتعرف على تلك الجثامين الطاهرة ولكن رسالتهم هي رسالة واحدة، ان الطغاة يرحلون والشعب هو الذي يبقى ويصمد وبقي العراق وبقي شعب العراق وذهب الطغاة الى حيث مصيرهم.

    ان الارهاب يسعى ان يتصيد في الماء السياسي العكر وكلما تعكر الماء السياسي كلما وجد الارهاب ثغرة وموطئ قدم
    سقطت كوكبة اخرى من الشهداء والجرحى على يد الارهاب الاعمى وارتفعت ارواح الشهداء الى السماء لتشكوا الى الله سبحانه وتعالى هذا الحقد الدفين لهؤلاء الارهابيين حينما ينالون من ابناء شعبنا بهذه الطريقة البشعه ليسقط اكثر من 250 شهيد وجريح في يوم واحد في محافظات عديدة من بلادنا.
    ان الارهاب يسعى ان يتصيد في الماء السياسي العكر وكلما تعكر الماء السياسي كلما وجد الارهاب ثغرة وموطئ قدم يدخل اليه ويسيء الى العراق والى الشعب العراقي ويقدم هذه الضربات المؤلمة لابناء شعبنا. ان الارهاب فيروس يعتاش في البيئة الملوثة ولهذا نقول لجميع اخوتنا السياسيين صفوا مياهكم ليموت الارهاب من نفسه وهذه واحدة من المداخلات السياسية لمحاربة الارهاب.
    الانسجام والوئام والتفاهم بين السياسيين سيضيع الفرصة للارهابيين للنيل من ابناء شعبنا ونقول لابنائنا في الاجهزة الامنية اننا نشكر ونثمن جهودكم الكبيرة في الدفاع عن هذا الشعب وملاحقة فلول الارهاب , لكن نتوقع منكم ان تضربوا بيد من حديد على هذه الجماعات الارهابية وان تنتصروا لابناء شعبنا فقد ضاقت صدورنا ونحن نجد هذه الاشلاء من فلذات اكبادنا ومن خيرة ابناء شعبنا يسقطون على قارعة الطريق كل يوم, اننا نتوقع من الاجهزة الامنية ان تقوم بتوجيه ضربات استباقية موجعة مع ادراكنا في ان الحل الامني ليس كافيا بمفرده لمعالجة هذه الظاهرة.
    ان الارهاب يحاول ان يخلط الاوراق اكثر مما هي مخلوطة اليوم وان يرسل رسائل متعددة تشير فيها الى انه يمتلك زمام المبادرة والفعل وان العراق خارج عن السيطرة ويحاول بذلك ان يرهب الحكام العرب حتى لايشاركوا في قمة بغداد , ويحاول ايضا ان يمنع العراقيين من الجلوس على طاولة الحوار وحل مشاكلهم فيما بينهم , لذلك علينا ان نجيب ونرد على هذه الرسائل التي يطلقها الارهابيون ونقول لهم بان العراق بيد شعبه وهو تحت السيطرة ولا يمكن ان تنجحوا في هذه المعركة فهي محكومة بالفشل لكم طال الزمن او قصر ونتمنى ان تكون معركتنا مع الارهاب اوشكت على الانتهاء.
    ان سادية الارهابيين في قتل ابناء شعبنا لن تكون قادرة على ان توقف مسيرة هذا الشعب وحقه في الحياة فالعزيمة والاصرار على ان نمضي ونعيش ونبني ونتقدم الى الامام هي العزيمة التي نراها في عموم المواطنين والعراقيين, واذا كان القصد من هذه العمليات الارهابية اطلاق رسالة الى الحكام العرب في ان لايأتوا فنقول الى اخوتنا من الحكام ان اذعانكم واستجابتكم لهذه الرسائل سوف تشجع هؤلاء الارهابيين على اعمالهم وان الارهاب الاعمى يوسع اليوم ساحات حركته وارهابه واسآته الى الناس وبدأ يضرب في اكثر من دولة عربية كما نتابع في الاسابيع الماضية فحضوركم للقمة سيساعد في القضاء على الارهاب والوقوف بوجهه لان قضيتنا واحدة ولم يعد احد مستثنى من الاستهداف الارهابي لهذه المجموعات الظلامية , كما واقول لاخوتنا السياسيين في هذا الوطن ان ما يحدث يثبت صحة وصدقية رؤيتنا التي قدمناها في ان الحل يبدأ منا واذا استطعنا ان نحل مشاكلنا ستأتي تباعا الحلول للمشاكل الاخرى , وان الارهاب يتصيد في الماء السياسي العكر فلابد ان نقف بوجهه في ان نصفي مياهنا السياسية وان نكون متحابين فهو اقرب لرحمة الله سبحانه وتعالى واقرب لاحترام الشعب العراقي لمن يتحمل مسؤولياته وهو اقرب لان ينصفنا التاريخ.

    رحيل البابا شنودة
    نعزي الكنيسة القبطية الارثوذوكسية في مصر والعالم العربي برحيل البابا شنودة الثالث , بابا الاسكندرية وكان رمزا دينيا  ليس لمصر وحدها وانما رمزا دينيا في العالم العربي  برمته, وتميز الفقيد الراحل بسعته الثقافية ودماثة خلقه وحسه الوطني والانتماء المشرقي والعربي , الذي نجده في هذه الشخصية الكريمة والانفتاح الفكري المقرون بالتمسك بالهوية وبالأصالة وبالانتماء الى هذه الأمة الكريمة , على المستوى الكنسي كان يمثل الكنيسة المشرقية بما تحمله من رمزية تاريخية ودينية وثقافية في عالمنا العربي , وكذلك على المستوى الوطني والقومي كان يمثل رمزا من رموز الاعتدال والوسطية , لقد تجلى ذلك كله في انفتاح البابا شنودة على الإسلام ثقافة وحضارة وعلى المسلمين اخاءا وصداقة , وفي مواقفه الوطنية والقومية وفي تفاعله مع قضايا الامة كان واحدا من ابنائها وشريكا في المسار وفي المصير , لقد كان البابا شنودة صمام امان لحفظ الوحدة الوطنية في مصر وتكريس الانتماء الوطني والقومي للكنيسة القبطية ولأقباط مصر عموما وكان سدا منيعا امام محاولات التدخل الخارجي لجر هذه الكنيسة واتباعها لمسارات تمزق النسيج المجتمعي في مصر وكان له مواقف كبيرة فنعزي ابناء الطائفة المسيحية الكريمة واتباع هذه الشخصية الكريمة على وفاته ونتمنى ان يتصدى من هو الكفوء لهذا الموقع ويستمر في عمله.

    النوروز محطة الاحتفال
    ان الواحد من عشرين من اذار هو محطة يحتفل فيها جزء من المواطنين العراقيين الشعب في كردستان يحتفلون بعيد النوروز وهكذا 300 مليون انسان في العالم يحتفلون بهذا العيد عيد الربيع وعيد الطبيعة ونقول لكل هؤلاء ماقاله امير المؤمنين الامام علي عليه السلام حينما قدمت له الحلوى فقال لماذا هذه الحلوى قالوا له سيدي اليوم هو يوم النوروز وهذه الحلوى لمناسبة النوروز قال: "ان كان في النوروز تقدم الحلوى اذا نورزونا كل يوم", فهذه هي الطريفة التي يرويها التاريخ عن الامام علي (عليه السلام) ونحن ايضا نتمنى لابناء كردستان ولكل الشعوب الكريمة التي تحتفل بهذا اليوم ان تنورز في كل يوم مادامت الافراح والمسرات قائمة .
    شكر وتقدير واعتزاز بابناء كردستان على حسن استقبالهم وكرم ضيافتهم والمشاعر الكبيرة التي لاقيناها في هذه الزيارة, لاخيار لنا الا ان نذهب ونتواصل ونشرح ونوضح ونتحابب فاننا ابناء وطن واحد ولابد ان نتقارب بعضنا مع البعض الاخر.

    اخبار ذات صلة