• السيد عمار الحكيم: علي (ع) لم يحصر نفسه في إطار المسلمين وإنما انطلق برؤيته الإسلامية ليرسم إطارا إنسانيا لمشروعه وحركته

    2012/ 06 /07 

    السيد عمار الحكيم: علي (ع) لم يحصر نفسه في إطار المسلمين وإنما انطلق برؤيته الإسلامية ليرسم إطارا إنسانيا لمشروعه وحركته

    الحديث عن علي (ع) هو الحديث عن الرجل الأسطورة ، عن ذلك الشخص العملاق ليس في تاريخ المسلمين وحدهم وانما في تاريخ الإنسانية جمعاء ، حينما نقف عند علي (ع) نشعر بالثقة والقوة ونشعر بالأمل في أننا ننتهل من هذا النهر المتدفق معرفة وحكمة وعلما ودروسا في الحياة وفي القيادة وفي الإدارة ، نقف عند علي (ع) كي نعيد بناء أنفسنا حينما نعيش مراحل الكبوات والانكسارات والتلكؤات في هذه الحياة الطويلة المليئة بالصعود والنزول بالتقدم والتراجع ، لكن حينما نقف عند الرجل المدرسة ، عند  رجل الحياة عند علي (ع) نأخذ الدروس والعبر ، ننطلق بعزيمة وإرادة ودقة مستشعرين القوة والعزة والكرامة والصدقية والمبدئية ، مستشعرين ذلك كله ، في هذه الذكرى وعند صاحبها نقف لنعيد استكشاف قواعد السلوك الإنساني والعدل الإلهي في المنظومة الكونية وعلي (ع) جزء لا يتجزأ منها ، فهو ذلك الفتى الهاشمي الذي ينتمي الى هذه الأرض العربية والتي وقفت عاجزة عن استثمار عبقرية هذا الرجل وحكمته ورؤيته تجاه الحياة .

    علي (ع) لم يحصر نفسه في إطار المسلمين وإنما انطلق بهويته ورؤيته الإسلامية ليرسم إطارا إنسانيا لمشروعه وحركته ، فأصبح نبراسا للبشرية جمعاء
    تفجر الإسلام في داخله ولكنه لم يحصر نفسه في إطار المسلمين وإنما انطلق بهويته ورؤيته الإسلامية ليرسم إطارا إنسانيا لمشروعه وحركته ، فأصبح نبراسا للبشرية جمعاء ، وأصبح ملتقىً للخصوم والمعاندين والأعداء كما الاتباع والأحبة ، الكل وقف أمامه مطاطا وأرغم الجميع على الاعتراف بشخصيته العملاقة ووقف عن عبقريته كل المتعطشين للمعرفة مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم ، تعلقت به نفوس الثوار وأصحاب العلم والمعرفة والمصلحين في مشارق الأرض ومغاربها ، فأصبح يمثل حالة إنسانية وظاهرة قيادية فريدة ، وتواضعا عقائديا ملؤه الطاعة لله سبحانه وتعالى وأصبح يمثل بطلا أسطوريا للبشرية جمعاء ، هذا هو علي وهذه هي بصمات علي في تاريخ البشرية فاستحق بجدارة ما قاله رسول الله (ص) بحقه " يا علي لا يعرفك الا الله وأنا " يعجز عن ادراك حقيقته الا الله تعالى ورسوله الكريم . الامام الشافعي يقول في حق علي (ع) " ماذا أقول في رجل أخفى أولياؤه فضائله خوفا عليه وأخفى أعداءه فضائله بغضا وظهر ما بين الاثنين ما ملأ الخافقين " هذا هو علي الشخصية التي لا يمكن إخفاؤها والتعتيم عليها وتجاهل دورها الحقيقي في تاريخ الإنسانية ، واذا كان العظماء برزوا في جانب من جوانب حياتهم في العظمة فان علي (ع) مثّل العظمة في كل جوانب حياته وفي أبعاد شخصيته ومثّل منظومة متكاملة موحدة جسدت الكمال الإنساني .

    علي (ع) هو الذي تميز بتجسيده لنظرية التطور البشري
    على قاعدته الأزلية حينما يقول " لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم " علي (ع) ينظر بواقعية وموضوعية  ، يحذر من لزوم الآباء لابناءهم في سياقات وسلوكيات ونمطية في الحياة وطريقة الآباء تربوا عليها لان الابن أتى في زمان غير زمان الآباء وعليه لا يمكن للآباء ان يلزموا أبناءهم ، الآباء عاشوا في زمان وانطلقوا وتكونت شخصيتهم في ظروف اجتماعية تختلف عن ظروف ابناءهم ، لا يمكن للابن ان يكون في موقع أبيه كما لا يمكن للاب ان يسمح لنفسه بان يطلب من ابنه أن يكوم كما هو الاب لان الحياة تمضي والواقع الاجتماعي يتطور ، صحيح هناك ثوابت ومبادىء واطار لسنا في صدد الحديث عنه ، ولكن في المقابل هناك سلوك وهناك استحقاقات وسياقات على الاب ان يعرف ان الزمان لا يقف عند أحد .

    علي (ع) وضع قاعدة أساسية للتطور والارتقاء في السلوك الإنسان
    علي (ع) يضع قاعدة أساسية للتطور والارتقاء في السلوك الإنساني في المجتمع حينما يقول من تساوى يوماه فهو مغبون ، الغبن في منطق علي ليس ان تكون من العدم أو أن تقف ، هذا ليس غبن ، الغبن ان تعيش حالة من النمطية والرتابة ، أين الجديد أين الخطوة الجديدة ، أين الإبداع والتجديد ، الانسان يحتاج لان يكون دائما في حالة من التطور والحركة ويجب ان يضيف لمسات جديدة على حياته وفكره وسلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين ، الانسان يكون مغبونا حينما تتساوى أيامه ، في كل يوم يجب ان يكون هناك خطوة جديدة وفكر وسلوك وابداع جديد حتى لا يقع الانسان في الغبن .

    الاحتكار والظلم الاقتصادي من الأسباب التي تجر الى الظلم الاجتماعي والانساني في المجتمع
    علي (ع)هو الذي أكد ان الاحتكار والظلم الاقتصادي هو واحدة من الأسباب التي تجر الى الظلم الاجتماعي والانساني في المجتمع حينما يقول " ما جاع فقير الا بما مُتّع به غني " علي (ع) هنا يضع حدا للفواصل الطبقية في المجتمع ، الثراء لدى الانسان من الله تعالى وعليه أن لا ينسى الآخرين ، قبل ايام قرأت في الصحف تقريرا يقول ان ابناء بغداد الكرام يرمون ثلث المأكولات التي يشترونها في سلة المهملات ! هناك إسراف وتبذير ، وهنا سألت نفسي اذا كان ثلث اهالي بغداد فقراء وهذا الثلث وبدلا من أن نرميه في سلة المهملات نوصله لاولئك الفقراء فهل يبقى جوعان في بغداد !، اذا كان هناك جوع وفقر وحرمان فهو من سوء اختيارنا ، هذا المجتمع بما فيه من إمكانات قادر على أن يزيل كل مظاهر الحرمان ، هذه ليست مهمة لطرف ما او مهمة الدولة وإنما تبدأ من ثقافة داخل الاسرة الواحدة ، الطفل كيف تربيه على أن يكون مقتصدا وهذه الثقافة تتحول بمرور الوقت الى ظاهرة اجتماعية واسعة .

     حينما كانت عيون بعض المسلمين تتطلع الى الموقع والمنصب ، كانت عيون علي (ع) شاخصة نحو الحفاظ على المشروع والدفاع عنه ..
    وإذا كان علي الوليد انطلق من الكعبة الشريفة فعلي القائد انطلق من بيت الرسالة ، الله سبحانه وتعالى قادر على ان يحفظ أنبياءه بطرق مختلفة وفي اليوم الذي اجتمعت قريش بحقدها وكراهيتها لتغتال رسول الله (ص) ومن خلال التنكيل بذلك النور الإلهي وتقطع العلقة بين الأرض والسماء ، في ذلك اليوم الله سبحانه تعالى والذي لا تنقصه الوسائل شاءت قدرته على ان يكون علي (ع) هو المنقذ لرسول الله (ص) حينما يبيت على فراشه ليعلَن بهذا الموقف عمليا عن قيادة علي (ع) ، علي (ع) المطيع لنبيه وابن عمه وأخيه ، تنطلق قيادته في اشارة واضحة عن التكامل بين رسول الله وعلي في هذا المشروع والمسار ، انطلق في تلك الليلة ، تشكلت شخصية علي القيادية في تلك الليلة ، ليلة المبيت أنتجت عليا القائد حينما انصهر في الذوبان والطاعة والتبعية لرسول الله (ص) وحينما ضحى وأفنى وجوده من أجل رسول الله (ص) ، هنا تبين ان قضية علي (ع) هي قضية رسول الله القضية واحدة والمشروع واحد وهو يتكامل ويمتد بعد رسول الله من خلال علي (ع) وفي ذلك درس عظيم وعبرة عظيمة بان القيادة الحقيقية تنبثق من التبعية الحقيقية ، رسول الله (ص) اختبر علي وعلي (ع) تمخضت قياديته الحقيقية من خلال تبعيته الحقيقية ، فكان (ع) مطيعا لرسول الله في كل مجالات الحياة وفي كل الظروف والشدائد ومنها الدفاع عن الحق وحمل رسالة الإسلام ، وهكذا انصهرت شخصية علي (ع) طاعة وانقياداً لرسول الله (ص) ومن عمق التبعية الحقيقية انبثقت الشخصية القيادية الحقيقية لعلي (ع) وفي لحظة الامتحان والتحدي الأصعب حينما بدأ الاختلاف على علي وشخصية علي وموقع علي (ع) بعد رسول الله (ص) حينما كانت عيون بعض المسلمين تتطلع الى الموقع كانت عيون علي شاخصة نحو المشروع وقلب وعقل علي منهمك في الحفاظ على المشروع والدفاع عنه دون ان يقف طويلا أين هو وما هو موقعه في هذا المشروع ، هذه هي القيادة الحقيقية .
    علي (ع) كان هو القائد دون ان يكون له موقع في  القيادة والصدارة ،لأن القيادة لا تختص بالموقع بقدر ما تختص بالمشروع والرؤية والمبادرات والاندفاع نحو الهدف والمبادىء التي يحملها هذا المشروع .

    علي (ع) كان هدفه العدالة والإنسان والإسلام .. مشروعا متكاملا لهذه الحياة
    وجلس علي (ع) لربع قرن وكان قائدا وهو جالس بمعزل عن مواقع القيادة المباشرة هذه القيادة انما جاءت من خلال شعور الآخرين بالحاجة اليه وهذه القيادة فرضت نفسها على الأمر الواقع بفعل الرؤية والأفكار والابداع والحرص الذي أبداه علي (ع) تجاه المشروع هذه ليست قيادة تمنح لأحد بورقة وتسحب منه بورقة هذه قيادة فرضت نفسها على أمر الواقع وعلي (ع) ثبّت هذا الدور القيادي لكن دون ان يكون على حساب التضحية بالمشروع واستطاع ان يحقق هذا الالتفاف والالتحام حول قيادته بعد حين باجماع لم يحصل لأحد من قبله ولا من بعده ان علي (ع) جعل وسائله من جنس الغايات والأهداف التي استهدفها فكان هدفه العدالة والانسان والاسلام مشروعا متكاملا لهذه الحياة هذا الثلاثي الأساسي  في مشروع ورؤية علي (ع) في اهداف وغايات علي ، اسلام ، انسان ،عدالة هذا الثلاثي كان يمثل اهداف امير المؤمنين .

    الوسائل النبيلة لتحقيق الاهداف النبيلة عند علي (ع) ..

    أولا / التضحية وسعة الصدر وسعة الافق والنظر الى الآفاق الكبيرة للأمة والى المشروع .
    ثانيا /  الحكمة والشجاعة المنضبطة بمعايير وبأطر مشددة القرار الصائب وعدم التعجل باتخاذ القرارات ..
    ثالثا / تحمل المشاق والصعاب من اجل انجاح المشروع والصبر على الأعداء تحمل من يختلف معهم ويختلفون معه مهما كانت وسائل تعبير الاخرين عنه خلالفهم مع علي واختلافهم معه..

    هذه كانت وسائله فمثلما كانت الغايات نبيلة عند علي (ع) كذلك كانت الوسائل لتحقيق تلك الغايات شريفة ونبيلة فان علي (ع) لم يقل الغاية تبرر الوسيلة وانما جعل الوسائل من جنس الغايات في الشرف والنبل بعيدا عن منطق الربح والخسارة الآنية وبغض النظر عن الموقع الذي يشغله علي ان كان في قمة الهرم او في قاعدة الهرم بل المهم المشروع والأهداف النبيلة كيف يحققها عبر هذه الوسائل المهم هو القيم والمبادئ والإنسان والعقيدة والمشروع كيف تلتئم لتتكامل في منظومة واحدة وحينما فرض على علي (ع) التصدي للقيادة تسلم القيادة المباشرة وقبل بها وهو يعرف حجم الصعوبات والمشاق الكبيرة والجسيمة للتصدي للقيادة في تلك الظروف ومع التشوهات التي طالت التجربة الإسلامية على أكثر من صعيد كان يعي انها مرحلة سيكون الأعداء أكثر من الأصدقاء كان يعي جيدا ان هذه القمة التي فرض علي وطلب منه ان يتصدى لها قمة مشتعلة تعيش المحنة وتعيش الصعاب الشديدة وتعيش حالة الالتهاب ولكنه لم يتوانى عن نصرة المشروع فضحى وتقدم ليأخذ هذا الموقع ولا يتساهل في نصرة المشروع وفي الانتصار للرؤية التي حملها في تاريخ طويل ودافع عنها  وبذلك قدم علي (ع) درسا آخر في التضحية فهو ضحى عندما جلس عن حقه وضحى ايضا عندما تربع على كرسي القيادة والمسؤولية في تلك الظروف ، ولذلك القائد الحقيقي عنوان قيادته التضحية القيادة الحقيقية لا تكون الا بالتضحية الحقيقية وهذا ما يشير اليه امير المؤمنين حينما يشرح ظروف تصديه لهذا الموقع بقوله ((اللّهمَّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسةً في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنردَّ المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك)) هذا هو الهدف والخطاب ليس للناس الذين قد تضيع عليهم بعض الحقائق ولكن الخطاب الى الله العليم بكل شيء يا الهي انت تعلم هذه هي النية وهذه هي الدوافع وقد تسلم قيادة التجربة الاسلامية في تلك الاوضاع الصعبة والحرجة وبهذا اعطى درسا عظيما بان قيمة القيادة انما تنبع من المشروع الذي تتبناه هذه القيادة وليس من الموقع الذي تشغله القيادة بمشروعها وليس بمواقعها هذا درس كبير لقنه علي (ع) وقدمه للأنسانية جمعاء من خلال سلوكه وليس من خلال نصائح وشعارات يطلقها للآخرين .

    حينما كان أعداؤه يمارسون حيل الحرب والسياسة ..كان علي (ع) يمارس مبادئ المشروع والقيادة
    وهنا في هذه الظروف الصعبة تجلت شخصية علي (ع) وعبقريته من جديد بأبهى صورها فحينما فرض عليه القتال لأولئك الماردين والمارقين و الماكثين والقاسطين وقف وقاتل دون ان ينسى مهمته الاساسية في تثبيت المشروع والحفاظ على أهدافه ومساراته ولم ينتصر لنفسه بقدر ما انتصر للمشروع وهذا ما نجده من زهد في كل الاتهامات والسهام التي وجهت نحوه حينما قال (( لأسلمن ما سلمت امور المسلمين )) وكان الجور عليه خاصة ، ولم يوظف علي (ع) الموقع القيادي للضغط على الآخرين ولا الإساءة للآخرين ولا الثأر للنفس ولكن لا يمس المشروع واذا استهدف المشروع يكون الموقف مختلف ، حينما استهدفه ابن ملجم كان عنده قلق بتحول هذه القضية الى فتنة ويقتل فيها اناس كثيرون وجه خطابه لعشيرته (( يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل امير المؤمنين ألا لا يقتلن بي الا قاتلي )) لا يكون ذلك سبب في الثأر والقتل الجماعي والعشوائي لا يكون ذلك ، وحينما كان أعداء علي يمارسون حيل الحرب والسياسة كان علي (ع) يمارس مبادئ المشروع والقيادة ليس لعدم معرفته بتلك الألاعيب والحيل والتكتيكات والمناورات السياسية كان يعرفها جيدا ويفهمها ويعرف طرق مسالكها لكن علي (ع) عنده مبدأ وعنده مشروع وهو يقول (( لولا التقى لكنت أدهى العرب )) التقوى هي الحاجز عن ذلك ويقول (( ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس )) .

    لم ينشغل علي (ع) في التفكير باعدائه والتربص لهم بقدر انشغاله في تثبيت قواعد حكومة العدل الالهية ..
    ان الامام القائد لم يكن همه كيف يفتك بأعدائه ولكن همه كان كيف يصلحهم هكذا كان منهج علي وهو يقول (( اني لعالم بما يصلحكم ولكن لا ارى إصلاحكم بإفساد نفسي )) كان يريد صلاح الامة بالوسائل الصالحة وبالادوات الشريفة والنبيلة هكذا كان يريد علي (ع) ولذلك لم ينشغل علي (ع) في التفكير باعدائه والتربص لهم بقدر انشغاله في تثبيت قواعد حكومة العدل الالهية ، كيف اعطاء صورة عن الحكم العادل هذه كانت القضية الاساسية التي تشغل بال علي (ع) ولذلك نرى حينما واجه المعارضة السياسية صبر عليها وحينما تطور الموقف وتحولت هذه المعارضة السياسية الى معارضة مسلحة شهرت السلاح وقطعت الطرق وقتلت الناس واراقت الدماء هنا وقف علي يقاتلهم وحينما تخلت عن السلاح عاد علي (ع) الى منهجه السابق في التسامح والاحتواء والتعايش فلم يقف ويسجل لهؤلاء مواقفهم  السابقة ليلاحقهم عليها فاستطاع بهذه الطريقة من خلال الرفق بالمعارضين ومداراتهم استطاع ان يمتص جزء مهم من غضبهم ليعود الاستقرار السياسي الى ذلك المجتمع وحتى الخوارج الذين شهروا السلاح بوجه علي (ع) قاتلهم لأنهم شهروا السلاح ولكنه كتب في وصيته (( لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه )) ليس المهم ملاحقتهم بل المهم نعيد الاستقرار للمجتمع والمهم تكريس المظاهر الايجابية والصحية في المجتمع الحكم ليس فيه حالة من الثأر وحالة من التشفي بالآخرين ، الحاكم يجب ان تكون ذاكرته قصيرة لا يستذكر الذكريات حتى يبقى يلاحق الناس على اخطائها لأن هذا يعني استمرار الجرح النازف ومنهج علي كان منهجا مختلفا وبالرغم من قصر المدة التي حكم فيها علي 4 سنوات مع الفتن ومع المتربصين ولكن استطاع امير المؤمنين في تلك الظروف القاسية ان يحدد معالم السلوك الانساني ويضع القواعد له والعلاقات الاجتماعية ونمط التعامل مع القضايا  المختلفة وهذا ما نجده في بصماته في كل مرافق الدولة التي ادارها والقضية لم تكن في سلوكه الشخصي بل حاول ان يوجد مؤسسة تفكر بهذه الطريقة وتتعامل على هذا المنهج ، ماذا يقول علي (ع) (( أتريدونني ان اطلب النصر بالجور في من وليت عليه  ما طلعت شمس وما طلع في السماء نجم لا افعل ذلك )) .

    مجمل القوانين التي سنها علي (ع) في فترة حكمه كانت تتمثل ببناء الانسان وخدمته
    القضية كيف نلملم وليس كيف نفجر وكيف نصفر الازمات وليس كيف نفقس الازمات هذا منهج علي ولذلك نجد ان مجمل القوانين التي سنها علي (ع) في فترة حكمه كانت تتمثل ببناء الانسان وخدمته كان شعاره الأول العدالة والهدف الأسمى للعدالة هو الانسان وما بين العدالة والانسان يتمثل جوهر المشروع الالهي وهو حكومة العدل الالهي التي تحمل مسؤوليتها علي (ع) لذلك نجده حازما وحاسما مع المنحرفين لطيفا ورقيقا متواضعا ومتساهلا مع البسطاء وعموم الناس وحاول وعمل على ترسيخ مبدأ الحاكم العادل وهذا كان الشعار المركزي الذي حاول ان يغرسه حتى تكون النتيجة لحكم علي يقال هذا هو الحكيم العادل وهذه كانت المهمة الأساسية لعلي (ع) وتجاوز كل الظروف الاستثنائية التي كانت تدعوه لإعلان حالة الطوارئ في تلك الحكومة والعمل على خلاف هذا السياق الظروف تقدر بقدرها دائما الحكومات في الظروف الاستثنائية تعلن حالة الطوارئ وتتجاوز الكثير من السياقات الطبيعية وتتعامل بأساليب اشد قسوة بما يتلاءم مع  ظرف حالة الطوارئ علي (ع) تصدى للحكم في ظرف كان يمكن ان يعلنها حالة طوارىء لكنه لم يصنع ذلك وبقي يكافح ويتحمل المحن والآلام ويتجرع الغصص حتى يثبت للجميع مفهوم الحكم العادل والحاكم العادل ..

    القواعد التي أرساها علي(ع) في تلك الحقبة يمكن تصنيفها الى ثلاث اصناف :

    1. قواعد تضمن بناء الدولة ونجاح المشروع السياسي ( العملية السياسية كما نعبر في ادبياتنا اليوم ) ومنها تجذير العدالة الاجتماعية وحسن التدبير والتخطيط في ادارة المجتمع ، الرفق في التعامل مع الناس ، ترسيخ الحرية في المجتمع وتعزيز الاستقلال والكرامة الوطنية وتعميق الحقوق الفردية والاجتماعية والاهتمام بالاقليات ، حقوق المواطنة المتكافئة وغيرها .

    2 . القواعد التي حذر منها علي (ع) لأنها تودي بالنظام السياسي وتزيل الدولة ومنها التعدي على حقوق المواطنين واستخدام العنف وسفك الدم ، الانفعالات والمواقف الارتجالية في ادارة شؤون الدولة ، الاستئثار وتقديم المصالح الخاصة للحاكم ولذويه او لحزبه او لبطانته على حساب المصالح العامة وتضييع اصول الادارة والحكم والتجاوز على القانون ، الاشتغال بالقضايا الجانبية والجزئية عن القضايا الكبرى ، إناطة المسؤولية بغير الأكفاء وإقصاء الاكفاء عن مواقع المسؤولية وهذه ايضا سلسلة من العناوين التي نجدها في منهج علي(ع) وكلماته انها تزيل الدولة وتخاطر بالنظام السياسي .

    3 . القواعد المؤثرة في العلاقات الدولية  والانفتاح على الامم والشعوب الاخرى ومنها مراعاة مبدأ العزة والكرامة الوطنية في التعامل مع الآخرين من موقع القوة والندية حينما تذهب الشعوب والأمم الإسلامية لتفاوض الآخرين وتتفاهم معهم ، اعتماد سياسة ازالة التوتر وتحسين العلاقة مع سائر البلدان ، الوفاء والالتزام بالعهود والمواثيق ،  الامانة في حفظ حقوق الآخرين ، استثمار التجارب والخبرات والعلوم والتكنولوجيا للأمم الاخرى ولكن بشرط مهم وهو الحفاظ على الاستقلال الثقافي والهيمنة والثقافية والغزو الثقافي للشعوب الإسلامية نتعايش ونتكامل ونتبادل الخبرة والتجارب ولكن دون انصهار او ذوبان .

     القواعد التي يضعها علي (ع) تقول ان تضحي من اجل المشروع دون ان تجد موقعك في هذا المشروع
    ولذلك حينما نقف أمام علي (ع) نجد هذا الخزين الهائل من المبادئ والثوابت والمسارات التي تعبر عن مشروع ودستور متكامل لإدارة شؤون الدولة والتعامل مع واقع الحياة وكيفية تنظيم قواعد السلوك الإنساني وكيفية الحفاظ على الأمة وتماسكها ووحدتها ومشروعها وسبل محاربة الفتنة بكل ألوانها وانواعها ، علي (ع) يوضح كيف للحاكم ان يتعامل مع شعبه وما هي مهام وواجبات الحكومات تجاه مواطنيها يضع التصور والرؤية الكاملة ومن خلال ذلك نتلمس الطريق الذي يجب ان نسير فيه ، القواعد التي يضعها علي (ع) تقول ان تضحي من اجل المشروع دون ان تجد موقعك في هذا المشروع ، ان تدافع عن الاسلام دون ان تضمن ان تكون حجة الإسلام في هذا المشروع دافعوا عن إسلام لا تضمنوا انكم حجج الإسلام فيه ودافعوا عن مشروع لا تضمنوا مواقعكم فيه أيضا ان تتعامل بسعة صدر وبأفق واسع مع تعقيدات اللحظة واستحقاقاتها وتناقضاتها وتداخلاتها حينما تكون بلحظة ازمة يجب ان تكون مسترخي وتتعامل بسعة صدر وتنظر الى المصالح ، ان تتعامل من اجل الانسان وبنائه وخدمة المواطنين ورفاههم مهما كانت الازمة السياسية شديدة وقوية لأن خدمة الناس هو الهدف الأساس من التصدي وتحمل المسؤولية فاذا كان الانشغال بالصراعات السياسية عما هو الخدمة من شأنه انتفاء الغرض ، الانظمة والحكومات في كل العالم فلسفتها انها تخدم المواطنين فاذا صارت عامل إضافي لإرباك حياة الناس والمخاطرة بلحمتهم هذا سوف يكون نفي للغرض .

    التنازل من اجل الشعب ومن اجل الأمة ليس انكسارا أو ضعفا ..
    أيضا ان تكون حسابات الحفاظ على المشروع وأهداف المشروع هي المحرك الأساس في تحديد بوصلة اتجاه القيادة في إدارة الامور وليس حسابات الربح والخسارة الشخصية ، علي (ع) أكد بان التنازل من اجل الشعب ومن اجل الامة ليس انكسارا للشخص وليس ضعفا وان تقبل الآخر بالرغم من وجود الاختلاف هذا ليس ضعفا للمسؤول لا في المستوى الشخصي ولا في مستوى المسؤولية التي يحتلها هذه نماذج واشارات واضاءات عن مشروع علي ومنهجه من موقعه كثائر ومن موقعه كقائد ومن موقعه كحاكم في كل هذه الادوار نجد علي (ع) هكذا تعامل وهكذا استطاع ان يقود هذا المشروع بحنكة كبيرة ولابد لنا ان نتأسى بعلي وان نقتدي بنهجه ونطبقها بحياتنا اليومية لأنه يمثل المنهج الأصيل لرسول الله (ص) والقراءة الدقيقة لرؤية الإسلام في الإدارة والحكم ، فما احوجنا لمنهج أمير المؤمنين كي نعيش ونتعايش فيما بيننا مهما اختلفنا لكن لنبقى نتعايش ضمن مساحة المشروع والحفاظ على مصالح الامة كيف نتعلم من نهج علي (ع) حركيا وسياسيا في ان نلتزم بعهودنا ومواثيقنا مع الآخرين واذا تنصل الآخر عن عهوده ومواثيقه ليكون أمام التاريخ وامام الشعب لكن نحن لنلتزم هكذا يجب ان نكون ،

    وقفنا وأيدنا وشجعنا وثمنّا كل خطوة ايجابية ما دامت تصب في خدمة المواطن
    ما احوجنا لمنطق علي (ع) في دعم منظومة الحكم وهو مختلف معها وهي مختلفة معه على قاعدة ان هذا الدعم انما هو خدمة للشعب وللأمة وان فيه تحقيق للمصلحة العامة وان فيه حفاظ على المشروع وان فيه ضمان لحقوق المواطنين هكذا تعامل علي (ع) نظام الحكم الذي اختلف معه ولكنه بقي يتعامل من منطق الدعم والترشيد والاصلاح والمساندة وما احوجنا لمنهج علي وهو يمارس مشروعه الإصلاحي ولكن من داخل البيت وليس من خارجه، أصلح الأمور من داخل البيت ومهما تعرض من تحريض من محبين ومن مغرضين ولكنه بقي مصرا على ان يمارس الاصلاح من داخل البيت وان لا يذهب الى المواجهة من خارج البيت ما احوجنا لعلي في خدمة الناس ورعاية مصالحهم وحل مشاكلهم وتحقيق آمالهم مهما كانت المشاكل السياسية متلاحقة وصعبه ان هذه المراجعة تمنحنا المناعة والصلابة والقوة في ان لا نستسلم وان لا ننكسر مهما كانت الازمات كبيرة ومتشعبة .

    سننتصر في مشروعنا الوطني في العراق مهما كانت التحديات صعبة وسنجعل العراق ومصالحه اولا
    وكما ان علي (ع) وقف بوجه واقعه المرير ولم يستسلم فاننا سوف نمضي على نهج علي وسوف لن نستسلم باذن الله تعالى وكما ان عليا (ع) انتصر في مشروعه بالرغم من كل هذه التحديات فسننتصر في مشروعنا الوطني في العراق مهما كانت التحديات صعبة وسنجعل العراق ومصالح اولا في بوصلة اهتماماتنا وجهودنا لمعالجة الأزمات والمشاكل السياسية في هذا البلد وهذا هو مسارنا نحن وضعنا البوصلة مصلحة العراق والمصالح العامة في كل المسار الذي خضناه ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة الجديدة في 2003 والى اليوم دائما كنا نعتمد هذا المنهج رفعنا لواء الدستور كتابة وتثقيفا واستفتاءا وبعد ان استفتي عليه وأصبح حقيقة ناجزه انطلقنا ورفعنا لواء الدستور دفاعا وحفاظا واحتراما لكل مواده وتشجيعا على الالتزام به دون تمييز او تسييس لأنه الوثيقة الوطنية التي يمكن ان يجتمع عليها جميع العراقيين مهما اختلفوا فيما سواها وقد دعمنا كل التجارب الانتخابية التي مضت خلال 10 سنوات الماضية وحينما تقدم الآخرون علينا قبلنا النتائج في تلك الانتخابات وأسرعنا  في التبريك لمن تقدم علينا حتى قبل ظهور النتائج النهائية لنعطي درسا ان الديمقراطية نريدها سواء كانت لنا او علينا وحينما اعتقدنا ان مصلحة العراق في الشراكة الحقيقية بين ابناءه دافعنا عن هذه الشراكة ووقفنا ندافع عن شركائنا من القوائم الأخرى في ان يأخذوا حقوقهم كاملة دافعنا عن عراقيتهم ودافعنا عن وطنيتهم ولا زلنا ندافع الى يومنا الحاضر وسنبقى ندافع عن هذه الشراكة لأن العراق لا يستقيم أمره ولا يمكن الحفاظ على وحدته الا من خلال هذا الوئام والتفاهم بين كافة مكوناته ، ولم نسأل في يوم من الأيام اين هي مصلحتنا وأين هي أدورانا واين هو موقعنا في هذه العملية دفعنا الضرائب الكبرى لتثبيت هذا المشروع دون ان نسأل عن امتيازات او فرص او مكتسبات في هذه القضية كما ودافعنا عن الحكومة بالرغم من اننا لسنا شركاء فيها وقفنا وأيدنا وشجعنا وثمنّا كل خطوة ايجابية ما دامت تصب في خدمة المواطن واعترضنا وانتقدنا ولكن انتقاد المشفق الناصح الحريص على المشروع لكل خطوة لم نجد انها ايجابية ايضا دفاعا عن مصالح المواطنين ومصالح الناس ولكن اعترضنا دون كسر وانتقدنا دون تعطيل الاداء الحكومي .

    لسنا جزءا من هذه الازمة ..نحن نريد ان نكون جزءا من الحل نريد ان نكون للجميع ومع الجميع فيما هو حقهم
    هذه كانت السمة بكل ما قمنا به خلال الفترات الماضية واندفعنا للاستجابة لنداء الترشيق بل نحن نادينا به وكنا اول من طبق هذا النداء وعمل به حينما طلبنا من بعض اخوتنا ان يتركوا مواقعهم حتى يتحقق هذا الترشيق وتجاوزنا مواقع سيادية وكان الموقف التاريخي لأخينا فخامة الدكتور عادل عبد المهدي موضع اشادة من ابناء شعبنا فنحن قلنا وفعلنا في عملية الانتصار للمشروع والترشيق الحكومي وفي الازمة القائمة قلنا باننا لسنا جزءا من هذه الازمة نحن نريد ان نكون جزءا من الحل نريد ان نكون للجميع ومع الجميع فيما هو حقهم ونريد الا يكسر احد في هذا البلد وطرحنا نظرية الربح للجميع لأننا لا نريد ان يربح شخص او جهة او كيان ويخسر آخرون نريد ان يكون الربح لجميع العراقيين ولا يكون ذلك الا من خلال الحوار والتواصل بصدق وبنوايا طيبة حتى تتحقق هذه اللحمة ويشعر الجميع بأنه منتصر وقد حقق جزء من حقوقه وما يريده ولا زلنا نعتقد ان الالتزام بالدستور والالتزام بالاتفاقات غير المتقاطعة مع الدستور والتنازلات المتبادلة بما يضمن مصالح الوطن والمواطن هو المدخل لمعالجة الازمة التي نعيشها اليوم وهذا المدخل هو الذي يقود الى النتائج الطيبة وسيضع حد للأزمات القائمة في بلادنا وكل من يتصدى ويقدم من اجل هذا الشعب سيكتب له التاريخ بأحرف من نور تضحيته  ووقوفه نصرة لهذا الشعب ولهذا المشروع الوطني الكبير .

    استهداف ديوان الوقف الشيعي يزيدنا تلاحما وعلى المؤسسة الأمنية تحمل مسؤولياتها ..
    تابعنا بألم وحزن عميقين المجزرة التي حصلت باستهداف ديوان الوقف الشيعي مخطئون وواهمون أولئك الإرهابيون الذين يعتقدون ان من خلال هذا الاستهداف زرع الفتنة الطائفية بين الناس ان هذه الدماء وهذا الاستهداف سوف يزيدنا تلاحما والجاني لا يمكن ان يكون ممثلا لطائفة او مدافعا عن طائفة ان من يستهدف اولئك الطيبين من ابناء شعبنا في ديوان الوقف الشيعي هو الذي استهدف السني والكوردي المسيحي وغيرهم الارهاب لا دين له ولا طائفة له ولا قومية له ولا يمكن ان ننجر وشعبنا اصبح له بصيرة ووضوح كامل بنوايا هؤلاء الإرهابيين اننا نستنكر وبقوة هذه الجريمة النكراء  ونترحم على أرواح اولئك الشهداء ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل ولذوي الشهداء الصبر والسلوان ولكن هذا المنطق  وهذه الرؤية في حب العراقيين بعضهم لبعض وعدم استدراجهم نحو الفتنة الطائفية هذا لا يسلب المسؤولية من المؤسسة الأمنية والتي تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على ارواح المواطنين وفي منع هؤلاء الإرهابيين فيما تمتلكه من مؤسسة ضخمة وكبيرة وتجربة متراكمة ان تضع حد لنزيف الدم ولهذه المجازر التي نجحدها في ديوان الوقف الشيعي او قبلها في الشعلة او اماكن اخرى من بلدنا الحبيب وفي كل يوم نرى هذا النزيف المستمر وتقطر قلبونا دما ونتألم لؤلئك الشهداء والمصابين ولكن علينا ان نستمر وعلى المؤسسة الأمنية التي تبذل جهود كبيرة ومشكورة ان تتحمل كامل مسؤوليتها في هذا الموضوع .

    نتمنى ان يكون في هذا العام نسبة نجاح متميزة عن الاعوام السابقة ، وعلى المؤسسات المعنية اقامة دورات ثقافية خلال العطلة الصيفية
    لا زلنا في ظروف استكمال امتحانات لنهاية هذا العام للمدارس الثانوية والجامعات قلوبنا مع اعزائنا الطلبة وندعوا لهم بشكل مستمر ونتمنى ان يكون هذا العام فيه نسبة نجاح متميزة عن كل الاعوام السابقة نتمنى لهم التوفيق ونذكر المؤسسة التربوية بواجباتها الكبيرة في توفير المناخات والفرص الملائمة لإنجاح مهمة الامتحانات بأفضل وجه وتقديم أسئلة تكشف عن مستوى فهم الطلبة اكثر من الذهاب للمحفوظات واشغال الطلبة بحفظ نصوص معينة سرعان ما ينسوها وينتهي الأمر كما وأتمنى من جميع المؤسسات الثقافية ان تستعد لعمل كبير يجب ان تخوضه بعد انتهاء الامتحانات في دورات ثقافية نشغل فيها أبناءنا وبناتنا فيما هو مهم وبما هو ترويح صحيح وضمن المسارات الصحيحة حتى لا يذهبوا الى الخيارات غير النافعة وغير المفيدة لهم جميعا .

    اخبار ذات صلة