• السيد عمار الحكيم : ثورة الإمام الحسين(ع) برهنت على مر التاريخ انها وفية لكل الأهداف والشعارات التي رفعتها

    2012/ 11 /08 

    السيد عمار الحكيم : ثورة الإمام الحسين(ع) برهنت على مر التاريخ انها وفية لكل الأهداف والشعارات التي رفعتها

    السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يا بن رسول الله السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك ، عليك منا جميعا سلام الله ما بقينا وبقي الليل والنهار وما جعله الله آخر العهد لزيارتكم ، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
    اشكر لكم حضوركم لهذا المؤتمر الموسمي والذي يعقد كل عام قبيل شهر محرم الحرام استعدادا لموسم مهم من مواسم التبليغ ، عن الرضا (ع) " ان المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه فاستحلت فيه دماءنا ، وهتكت فيه حرمتنا وسبيت فيه ذرارينا ونساءنا وأضرمت النيران في مضاجعنا فلم ترعى الحرمة لرسول الله في اهلنا ان يوم الحسين أقرح جفوننا واسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء فعلى الحسين فليبك الباكون ان البكاء عليه يحط الذنوب العظام .
    في كل عام نجتمع بمثل هذه الايام بين العيد والعزاء بين الفرح والحزن بين الخلافة والشهادة بين الغدير ومحرم الحرام ، نجتمع لنعيش فرحة الماضي المناسبة التي مرت علينا والحزن والعزاء على المناسبة التي نقدم عليها وهي محرم الحرام وكلا المناسبتين تشيران الى حقيقة واحدة وترتبطان بموضوع وحد وهو موضوع الولاية والإدارة والقيادة في الإسلام  ، موضوع الغدير يرقى ويصل الى ان ينصب ويجعل من الله تعالى الولي الذي يمثل الخلافة الالهية على الارض وان يربط بهذه الخطوة كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بالاسلام " يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته " " اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " . وواقعة الطف تشير الى ان حماية هذا الموقع من الانحراف والتشظي من الشذوذ والخروج من جادة الصواب والالتزام باستقامة وصدقية هذا الموقع يتطلب بذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ علي حتى لو كانت الكلفة والثمن ان يضحي ابن بنت رسول الله (ص) الحسين الشهيد بنفسه وعياله واهل بيته وأصحابه فيستحق ان تكون التضحية بهذا المستوى ولا ينحرف بالحكم عن مساراته لتدفع الامة الضريبة الكبرى نتيجة هذا الانحراف ، فرسالة الغدير ورسالة محرم الحرام هي رسالة واحدة تشير الى اهمية الولاية والحكم والادارة في الاسلام .

    محاور ثلاث .. المحور الاول التبليغ هذه المهمة الرسالية والالهية

    المحور الثاني .. الوعاء والظرف الذي يمارس فيه هذا التبليغ وهو محرم الحرام

    المحور الثالث .. المبلغ الذي يتحمل هذه المسؤولية ويكون الذراع والاداة في المهمة التبليغية وهو يتمثل بكم اصحب السماحة والفضيلة من الاخوة والاخوات .
    المحور الاول التبليغ مهمة الانبياء ومن يتحمل هذه المسؤولية فلابد له ان يجعل هذه القدوة أمامه ويتاسى بها ، يقول الله تعالى " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " نتأسى برسول الله ، كيف كان يمارس المهمة ويتحمل هذه المسؤولية العظيمة وكيف كان يتعاطى مع الامه في ابلاغهم الرسالة وفي تحمل اعباءهم ومشاكلهم كيف كان لصيقا بهم وقريبا منهم ، وجاءت الايات القرآنية الشريفة لتؤكد على هذه المهمة ودورها الكبير ، سورة فصلت " ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين " الدعوة الى الله والى الخير والصلاح افضل القول واحسن القول هو كلمة تنطلق لتقرب الناس خطوة نحو الله .
    سورة النحل " ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين " التاكيد الكبير على الالتزام بهذا الافق وهذه الاجواء بانجاح المهمة التبليغية .
    في نهج البلاغة نجد كلمة علي (ع) في الخطبة 182 " ياءيها الناس اني قد بذلت لكم المواعظ التي وعظ الانبياء بها أممهم " ، رسالتي لكم أنا علي بن ابيطالب هي تلك الرسالة ، الدعوة الى الله والخير والهدى والموعظة بتلك المباديء والقيم التي وعظ الانبياء أممهم . في الخطبة 85 من نهج البلاغة " فاتعظوا عباد الله بالعبر النوافع واعتبروا بالآي السواطع واذكروا بالنذر البوالغ وانتفعوا بالذكر والمواعظ " .
    عن رسول الله (ص) " خيار أمتي من دعا الى الله تعالى وحبّب عباده اليه " ، هنيئا لكم ايها المبلغون من تحملون هذه المهمة الرسالية ، في دعاء زين العابدين (ع) " اللهم صل على محمد وآله واجعلنا من دعاتك الداعين اليك وهداتك الدالين عليك ومن خاصتك الخاصين لديك يا ارحم الراحمين " الدعوة الى الله ونحو الله ، هذه مهمتكم وهذا هو اطارنا الذي نتحرك به ، قبال ذلك التحذير من التماهل والتكاسل من هذه المهمة ، من هو قادر على ان يقوم بهذه المهمة ويتخلى عنها هناك تحذير شديد " ياءيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم "، هذا لطف من الله ان نكون أداة لنصره وهداية عباده ، عن رسول الله (ص) " تعاهدوا الناس بالتذكرة واتبعوا الموعظة فانه اقوى بالعاملين على العمل بما يحب الله ولا تخافوا في الله لومة لائم واتقوا الله الذي اليه تحشرون ".

    المحور الثاني .. في وعاء التبليغ ..في الظرف الذي نبلغ فيه محرم الحرام هذه المدرسة المعطاء ،

    أولا / الحسين منهج وعطاء ، الحسين وواقعة الطف ليست تاريخ نقرأه وانما هو واقع نعيشه ونجاح المهمة التبليغية في محرم ان نجعل من القضية الحسينية واقع يعيشه الناس وليس سرد تاريخي يستذكر فيه مشاعر وعواطف واحداث مروعة ويكتفى فيه بالتعاطف مع الحسين وذراري رسول الله (ص) رغم انه مهم جدا لكن المهم الربط بالواقع ، الحسين ليست تراجيديا وقضية حزينة نستذكرها ونبكي عليها ، الحسين منهج وعطاء ومدرسة ، البعد العاطفي وتوظيفه في إيجاد رؤية حقيقية عن واقع الحسين هذه هي المهمة الكبيرة المناطة بكم ولابد ان نستثمرها .

    ثانيا / البكاء  ذروة المشاعر الإنسانية والعاطفة ، حينما يبكي الإنسان يعيش قمة التأثر الوجداني في قضية ما ، هذا التأثير على البكاء واستدرار الدمعة في عملية استنفار المشاعر الانسانية في تحقيق الرؤية والهداية واستنطاق الدروس والعبر واستلهام الرسائل المهمة من قضية وثورة الحسين ، فالحسين عبرة وعبرة وكل منهما يساعد الآخر ، العاطفة الجياشة تساعد على وضوح في الرؤية وأهداف الإمام الحسين وأسباب هذه النهضة الكبيرة ، التاكيد على هذا البعد المعنوي مهم جدا ، الناس تحترم وتوقر ، هل نعرض انفسنا او نعرض بضاعتنا فكر الحسين ومنهج ورسالة الحسين وشتان بين من يعرض نفسه ومن يعرض ما في نفسه ، مهمتنا ان نعرض ما في النفوس من رسالة قوية تربط الناس بالحسين ، المبدئية أساس في نجاح مهمتنا الرسالية .

    ثالثا / كربلاء وواقعة الطف مثلت المجتمع بكل شرائحه والوانه الشيخ العربي موجود العبد الحبشي موجود ، العربي والاعجمي المسلم والمسيحي الكبير الصغير المراة الطفل العشائر التعددية اتضحت في اوضح صورها في معركة الطف ، التنوع شهدته كربلاء باوضح صورها ، الرسالة الحسينية رسالة انسانية ، رسالة قادرة على ان تؤثر وتستقطب الى حد التضحية بالنفس كل هذه الشرائح ، كل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية الفقير والغني والابيض والاسود الجميع انفتحت عليهم رسالة كربلاء واستوعبتهم واحتوتهم في الاتجاه الواحد ، رسالة الحسين رسالة جامعة وعلينا ان نسوقها بهذه الشمولية والانفتاح الذي كانت ولازالت وستبقى .

    رابعا / الحسين ربيع التغيير الدائمي ، ثورة ورسالة الحسين رسالة وضعت نقطة نظام وتحفظ اما كا الافتراقات التي شهدها الحكم الظالم والممارسات الخاطئة في الحكم ، حركة الحسين حركة الاصلاح الصادق وليست الشعارات الفضفاضة ، ثورة الحسين ثورة لها اهداف كبيرة وتحركت ضمن هذه الاهداف وبرهنت على مر التاريخ انها وفية لكل الاهداف التي اطلقتها والشعارات التي رفعتها " انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي (ص) اريد ان ائمر بالمعروف وانهى عن المنكر " واليوم اذا كنا نتحدث عن ربيع عربي وبالامس نتحدث وفي الغد نتحدث فان جذور هذا التغيير في كربلاء الحسين وجذوره في سيرة بن بنت رسول الله (ص) .

    خامسا / التطرف والارهاب والعنف وحز الرؤوس وتقطيع الاشلاء والاستهانة بالحرمات والاعتداء على الآخرين نجده في أعداء الحسين ، جذوره هناك ، فاذا كان اليوم نشهد التطرف فاصولهم تعود الى من وقف بوجه الحسين في كربلاء ، قتل الحسين واهل بيته وحتى الاطفال الرضع ، سبي النساء بهذه الطريقة وتعنيف المراة ظاهرة سيئة وضعت معالمها في يوم عاشوراء ، واقعة الطف مثلت عملية اصطفاف حقيقي واستنفار لكل الامكانات في المعسكرين، معسكر الحق ظهر باوضح واجلى واعمق صورة انسانية يمكن ان يتجلى بها الانسان الحامل لمشروع السماء ، واعداء الحسين المعسكر الآخر تجلت فيهم قيمة الدناءة والخسة والتطرف والتشدد والعنف والخروج عن القيم الانسانية ، لذلك اصبحت واقعة الطف وقضية الحسين قضية الانسان في كل العصور والدهور وفي كل المواقع ، جعلت قضية الحسين قضية مركزية في حياة المسلمين الا لهذه الاسباب ، ما من عيد الا يستحب زيارة الحسين وما ليلة جمعة الا يستحب زيارة الحسين ، الحسين يمثل جوهر الصراع ومصدر العطاء والزخم المتواصل الذي يعطينا الهمة والعزيمة والشجاعة ويعمق لدينا الارادة في السير في طريق الله والهداية وطريق سعادة الشعوب .

    المحور الثالث .المبلغ ، انتم احبتي واعزائي ، انتم الجنود الذين يعملون في هذه الجبهة الواسعة ، في تكريس الحق وتجذير وتعميق القيم والمباديء ، التبليغ قول كلمة كم هي الكلمة مسؤولة ، في سورة النساء " قولوا لهم قولا معروفا "  فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا " في سورة الاسراء " فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهم قولا معروفا " القول يجب ان يكون كريم ، فيه رقة فيه حسن اختيار للمفردات حتى يقع في القلب وفي نفوس الاخرين ، فقل لهما قول ميسورا ، يجب ان يكون ميسور القول وهذا منهج القران في القول في الكلمة في التبليغ ، "انكم لتقولون قولا عظيما "، عظمة وعمق ووضوح في القول ، في سورة طه " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى " ، في المزمل ، "انا سنلقي عليك قولا ثقيلا " ، تلاحظون هذه الاوصاف للقول ، كم هي عميقة كم هي مهمة ، اذا اردت ان تنجح ايها الحبيب ايها المبلغ ايتها المبلغة الكريمة ، هذا هو المدخل ، الكلام الذي يتصف بهذه الاوصاف سيجد في قلوب المستمعين والمخاطبين موقعا ومكانة ، ستتسع له القلوب والصدور ، "ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا "، الدعوة الى الله العمل الصالح هذا هو مدخل من مداخل التأثير في النفوس وفي القلوب ، في الكهف ، "وجد من دونهما قوما لا يكاد يفقهون قولا" ، ان كنت لا تجيد التحدث فتتراجع وتضع الرسالة والهدف ، ويجب ان يكون الحديث بهذه السمات ، مهمة خطيرة وحساسة كيف نقوم بها ، المدخل الاساس ، هذه العلاقة الصحية ، العلاقة السليمة ، العلاقة المؤثرة بين المبلغ وبين الناس الذي يتحدث اليهم ويخاطبهم ،فيها ثقة ، فيها وضوح ، فيها قبول، ، فيها مناغمة للمنظومة الفكرية التي يتحدث او يفكر بها الناس ،كلموا الناس على قدر عقولهم ، هذا هو المدخل للتأثير على هؤلاء ، يجب ان نحسن التواصل والاقناع للناس حتى تنجح مهمتنا التبليغية ، وفي هذه القضية المبلغ والمبلغة هما المسؤولان بالدرجة الاساس ، المبلغ يتحمل مسؤولية انجاح هذه المهمة ، واذا لم تنجح فيجب ان يراجع نفسه ويعتبر نفسه هو المسؤول كيف يتحدث وكيف يخاطب وكيف يتعامل حتى يؤثر في هؤلاء الناس ، هذا يتطلب ان نكسب القلوب ثم العقول ، من يتحدث بحديث نظري ، ولا يناغم عواطف الناس ، الناس تعزف عن السماع ، اذا اردنا ان نؤثر في الناس علينا ان نخاطب قلوبهم اولا ،وعندما فتحوا قلوبهم ، عندها نتحدث اليهم ويستفيدون من الكلام وينتفعون منه ، ولذلك علينا ان نطرح متبنياتنا قيمنا بطريقة تناغم المشاعر ايضا ، ولننظر لمنهج الاسلام في تثبيت وتكريس قضية الحسين، في الدمعة ، البكاء  والعاطفة لها دور كبير في هذه العملية ، وهذا يعبر عن منهج من يريد ان يؤثر في قوم يجب ان يخاطب قلوبهم ومنها ينتقل لمخاطبة عقولهم ، هذا يتطلب ان يحرص المبلغ في ان يكون محبوب ، ومقبول ، للشريحة التي يخاطبها ويتحدث اليها ، هذه المقبولية شرط اساس يجب ان تكون في المبلغ ، والناس لا تحب ان ترى المبلغ في ملابس غير لائقة ، وتحب ان تراه انيقا ، والناس ترتاح لحديث يكون فيه بساطة واستشهادات ويلامس مشاعر الناس، اذا نستخدم هذا المدخل ونعمل عليه ، يجب ان يكون المبلغ محبوبا حتى يدخل القلوب ويؤثر في العقول ، هناك خطر كبير يواجه المبلغين ، ان حدث عكس ذلك ، مثلا لا يكون غير محبوب او مكروه او مرفوض ، يكون الامر فيه مسؤولية شرعية كبيرة وخطيرة ، احيانا الناس تذهب الى طبيب ويتضح ان الطبيب انسان غير جيد ، فيكون اللوم على جميع الاطباء ، والناس تعمم ، وعندما يتم التعميم على الاطباء فهو امر سهل ، ولكن عندما يكون التعميم على رجال الدين يكون الامر بالغ الخطورة ، واذا تحول التحسس من الواحد الى المجموع ، والناس تقوم بالربط بين رجل الدين والدين نفسه ، فموقف غير موفق من احدنا قد يؤدي على التعميم والانطباعات العامة على المجموع ثم ينتقل ذلك ويتحول موقف او تحسس او برود في المشاعر في الاندفاع تجاه الدين نفسه ، هذا هو الخطر الكبير، واذا اصبح الدين ضحية يصبح الانسان ضحية ايضا ، يصبح اهم حصانة ومناعة وحافظ لوجوده وحركته وثقته بنفسه والتي يستمدها من ثقته بالله سبحانه وتعالى . واذا اضاع البوصلة يتيه ، واي خلل نوجده نحن قد يؤدي الى ضياع للدين وضياع المجتمع ، لذلك هذه المسألة تحضى بأهمية كبيرة ويجب ان تبقى دائما بين انظارنا ، وهذا ما يدعونا لنقول التكليف ( التبليغ ) لا يسقط بأنجاز المهمة ، فأنت لست مسوؤلا ففط عن اصل المهمة ، وانما مسؤول ايضا عن نجاح المهمة التبليغية ، وفي خلاف ذلك يكون مردودها عكسي ، وتتحمل تبعات هذا المردود العكسي ، نحن مسؤولون عن ان يكون حديثنا مؤثر في الناس ايضا ، وليس فقط ان نتحدث الى الناس ، كيف نكسب قلوب الناس ، يجب ان نخاطب قلوبهم ونخاطب عقولهم لاحقا ؟ ما هو المدخل ، يكون المدخل بناء علاقة وطيدة مع الناس ،و النزول الى همومهم ومشاكلهم ، والحديث اليهم بما يثار من استشكالات واسئلة لديهم ، الكلام كلمة طيبة ، الكلام غذاء معنوي ، حاله حال الطعام المادي ، الطعام المعنوي يجب ان يقدم بطريقة طيبة للناس حتى تأخذه وتستوعبه وتستفيد منه ، لذلك يجب ان يكون الكلام متطابقا مع مشاكل الناس وقضاياهم ، حتى يكون الحديث منسجم مع هذه الامور ، ان المبلغ عليه ان يعرف كيف يغير دون ان يتغير ، ويدخل الى الاخرين من المدخل الذي يؤثر فيهم ، المبلغ والمبلغة عليهما ان يفكرا وينظرا كيف يفكر الناس ، ما هي الاسباب التي جعلتهم يفكرون بهذه الطريقة ، حتى نذهب ونعالج تلك الاسباب ، المبلغ المبلغة ، لا يتأمروا على احد كالعسكريين ، فالناس لا تقبل من المبلغين هذه الاوامر ، وانها تقبل الاوامر من المراجع ، ويجب ان نفهم في ماذا يفكرون ، ولماذا اصبحوا يفكرون بهذه الطريقة ، ثم نعالج تلك الاسباب ، فتزول المشاكل ويصار الى التفكير الصحيح ، صد الناس ومواجهتهم مباشرة هذا لا يحل المشكلة ، ويعقد الموقف والناس تتراجع عن رجل الدين ، ولا تسمع اليه ، لذلك نحن امام مسسؤولية كبيرة ،
    جانب اخر التواضع ، عموما الناس تحترم المبلغ بشكل كبير ، وخفض الجناح والترابية امور من شأنها ان تجمع الناس على المبلغ وتقترب اليه ، فتواضعوا للناس ، حتى يقتربوا اليكم ، ففرض التعليمات والسمات الشخصية للمبلغ تجعل الناس تبتعد عن المبلغ ، حياة الناس تطورت وتشعبت وانفتح الناس على بعضهم البعض، مع التطور الهائل في وسائل الاعلام وعدد القنوات ، تجعل الناس امام العديد من الخيارات والافكار ، فهناك العديد من الفرص للتواصل والمطالعة ، وتوقعات الناس واحتياجات الناس الفكرية تطورت ايضا مع تطور الحياة ،  ان كنا الى الان نقول انه قبل 30 عام كان عمل المبلغ بهذه الطريقة ، فهذا يعني طريقة المبلغ قبل ثلاثين عام تتلائم مع الوضع قبل ثلاثين عام ،من يعيش في عالم قبل ثلاثين عام اليوم سيفقد الفرصة على التأثير ،  كما ان الحياة تتطور الوسائل تتعقد ، المتطلبات تتغير ، ايضا يجب ان يتطور خطابنا التبليغي ، وينسجم ويتكيف مع هذه الواقعيات التي نعيشها اليوم ، في يوم ما كان يتوقع من المبلغ يعطي للناس مسألة شرعية وحكم شرعي وقضية عقائدية فكرية وموقف تاريخي، اليوم اصبح يطلبون من المبلغ ان يتحدث عن مصالحهم العامة ، فالناس تحتاج ان يكون الحديث يتلائم مع احتياجاتهم الحياتية ، الاقتصاد والسياسة والخدمات الخ ... فيجب ان يتحدث المبلغ عن الامور التي يحتاجها المواطن ، المتوقع من المبلغين والمبلغات من رجل الدين الحديث عن المصالح العامة ، وها نحن اليوم وفي كل مؤتمر حينما نصغي ونستمع لتوجيهات مراجعنا العظام نجد ان مراجعنا لا يكتفون بالبعد الفكري والنظري والعقيدي والتاريخي ، لهم توصيات لهم ملاحظات لهم اراءا في القضايا العامة في الهموم العامة ، ونحن على نهجهم نسير ونستهدي بهديهم ، فلذلك علينا عن نعرف ماهي مصالح الناس العامة ماهي اهتمامات الناس ، وماهو الموقف الصحيح ، مثالا البطاقة التموينية ، ويراد الان حذفها ، هذا موقف جيد او غير جيد قد يكون كما سمعنا من مواقف مراجعنا من المسبق ان نعطي رأي جازم ، نقول اجيبونا عن الاسئلة ،هذه البطاقة التموينية كانت قوت الفقراء وهذه الخمسة عشر الف دينار ، الفقير يستطيع ان يشتري البضاعة نفسها ، فعليكم ان تعطونه المبلغ الذي يمكنه من شراء هذه البضاعة ، ثانيا هل لدينا منظومة اقتصادية  ، تجارية تجار قادرين على ان يشترون هذه الكميات الكبيرة من الطعام ويدخلوها الى السوق ؟ هذه المسائل تحتاج الى وقت حتى تبنى ، وبلحظة واحدة نقطع البطاقة وبشهرين ثلاثة او خمسة ، قد لا نستطيع ان نوفر الكمية الكافية لغذاء المواطنين ، ثلاثة ، نقود ، ونقود مجدية ويتمكن المواطن من شراء البضاعة المطلوبة ، هل لدينا شبكة مصرفية تصل الى القرى والاماكن ليستطيع المواطن بسهولة ان يأخذ هذا المبلغ ؟ ماهو الجواب، قد تكون هناك خطة ؟ ان شاء الله لنطمئن ونرتاح ، بالفعل لو امكن لهذا الفقير ان تكون امواله بيده ، وبدل ان يفرض عليه صابون وطحين معين ، هو سيذهب ويختار ما يريد ، لكن هل نحن قد اعددنا الارضية لهذا الامر ام لم نعدها ؟
    الناس تسأل وقد تكون هناك اجابات للناس عديدة حينما تتعرض لهذه الاسئلة ،اذن المبلغ عليه ان يهتم بمصالح الناس ، مع قطع النظر عن ان هذه المصالح مغلفة بأي عنوان ، ديني او سياسي او اجتماعي ، الغلاف قد يتنوع لكن المضمون مصالح الناس ، ونحن معنيون في ان نتابع مصالح الناس ، كذلك مجتمعنا شبابي ، و60 % من مجتمعنا العراقي هو مجتمع شبابي ، والشباب طريقة تفكيرهم وسلوكهم وتوقعاتهم واحتياجاتهم الفكرية وأسئلتهم تختلف عن الكبار ،واذا قلنا اننا لا يهمنا الشباب ، وعملنا يخص الكبار ، فنكون قد غيبنا 60 % من المجتمع، اليوم اذا اردنا نقارن بين الكبار وبين الشباب ، ونقول ماهي نسبة الذين لا يصلون في الكبار ، وماهي نسبة الذين لا يصلون في الشباب والمراهقين ، قد تكون نسبة من لا يصلي في الشباب اكثر من الذين لا يصلون من الكبار ،مع ان هناك عشرة سنوات من الانفتاح ومراجع ووسائل اعلام متطورة وعديدة ، ايام النظام البائد لم تكن هذه الادوات ، فبعض الارقام غير الرسمية تثير القلق ، ما سمعنا في كلمات بعض مراجعنا في انخفاض عدد المصلين في المساجد، مؤشر من المؤشرات المقلقه ، يجب ان لا ننسى الشباب ، صلاتهم والتزامهم وتعاليم دينهم،  هذه مسألة مهمة جدا ، اليوم في هذه المدارس الالاف من الطلبة والطالبات ، ماذا يحدث عندما يرفع الاذان في بلد اسلامي من بلدان المسلمين ، عندما يرفع الاذان يكون مكان لصلاة خفيفة ، بعيدة عن الاعتبارات الاخرى بلا تسييس بلا اي اعتبارات اخرى ، وبدون إكراه وإجبار ، اين المخالفة لقوانين ومذهب التربية والتعليم ، وفي كل منطقة يكون الامام حاضرا في المساجد ويؤم الصلاة بالمصلين ، كم يكون دورها في مثل هذه الامور، مخاطبة الشباب محاكاة الشباب التعرف على همومهم على تحدياتهم على مشاكلهم الحديث في الطريقة التي هم يفهمونها بالطريقة التي يمكن ان نحاكيهم ونشعرهم اننا في خدمتهم نحن في خدمة الشباب، حتى هؤلاء المستقبل الواعد لا يضيع منا ، يجب ان نهتم بهم بشكل خاص ، كيف نعرض الاسلام ، دائرة المباحات في الاسلام اوسع بكثير من دائرة المحظورات ، الاسلام دين التسامح دين الانفتاح دين السلام ، فيه دائرة كبيرة من المباحات التي يمكن للأنسان ان يتحرك فيها ، هذا المنطق الذي يقول بأن الدين مقيد لكل الحريات ، يجب ان نبدده ونقول الدين هو الحافظ للحرية الانسانية الحقيقية ، هو الحافظ للكرامة الانسانية الحقيقية ، وليس مبددا لها ، هذه الرؤية السمحة في الدين يجب ان نوضحها ونشرحها ونبينها ، ونطمئن الناس بأن دينهم شيء مهم يجب ان لا يفرطوا فيه ولا يضيعوه والالتزام الديني لا يعني ان تفقد فرص الحياة الاسلام والحياة هو الذي ينظر لهذه السعة ، "قل من حرم زينة الله التي اخرج لعبادة والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة "، يجب ان نطمئن ونمنع هذه الانطباعات الخاطئة التي يعمل البعض عليها ،تتحملون الممسؤولية الكبيرة في التعريف بحقوق المواطنين ، فيجب ان يعرف كل مواطن حقه حتى يلتزم به ، وياخذ به ، الله الله في التعريف بحقوق المواطنين ، ومن اهم هذه الحقوق هو حق المشاركة في هذا البلد ، والمواطن له دور عليه حق عليك ان تستوفيه ، انتخابات في مجالس المحافظات ومجلس النواب ، صوتك هو الذي يصعد من يصعد ليحكم ، انت تعاقب نفسك ، وتعاقب المجتمع، حينما لا تصوت ، لا ، هذا حقك استوفيه وخذه ولا تقصر فيه ، التصويت هو كلمة بالعمل يقولها الانسان اني حي اني موجود عندي رأي ولدي كلام ، ان كان لدينا ملاحظات لدى البعض نصححها ، هذا دوركم احبتي ، اعُلن من قبل مجلس الوزراء تحديد موعد انتخابات مجلس المحافظات ، هذا ليس لحزب او جهة ، هذا للشعب العراقي، هذا حق الشعب العراقي ،ومن اوضح مصالحه العامة ، من الذي ينتصر لهذه المصالح غيركم ، نحن رأينا في اغلب عمليات الانتخابات القادمة مراجعنا بشخوصهم وذواتهم الكريمة تدخلوا وطلبوا من الناس ان تصوت ، واذا لم تذهب سوف تقوم بتشجيع الخطأ ، وقد يكون الراي الاخر هو من يصعد ، من هو محبط من هو مستاء من اي اداء ، لا يكون الحل بالاحجام، الاحجام عقوبة اضافية وتثبيت للخطأ ، بل الحل بالاقدام والذهاب الى صندوق الاقتراع وان تقول كلمتك، هذا واجبنا جميعا ويجب ان نشرح هذا الحق للناس، وثانيا ان نذكرهم من جديد ما هي المعايير للأنسان الذي يخدمهم، نعطيهم هذه المعايير ونضع لهم هذه الضوابط حتى لا يغرر بهم حتى لا تخطأ اختياراتهم لا قدر الله وهم الذين يتضررون، الشعب اول المتضررين ،حفاظا عليهم تحقيقا لرفاههم يجب ان يعرفون من الذي ينتخبونه حتى يتمكن من مساعدتهم، هذه ايضا من المسائل المهمة التي تدخل ضمن صلب اهتماماتنا.

    اخبار ذات صلة