• في الأمسية الثامنة من المحرم .. السيد عمار الحكيم : العراق والشعب العراقي سيكون له دور عظيم في حركة التاريخ وتحمل المسؤوليات العظمى في المستقبل

    2014/ 11 /02 

    في الأمسية الثامنة من المحرم .. السيد عمار الحكيم : العراق والشعب العراقي سيكون له دور عظيم في حركة التاريخ وتحمل المسؤوليات العظمى في المستقبل

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

     الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا سيد الانبياء والمرسلين  حبيب اله العالمين ابي القاسم المصطفى محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين الميامين .

    السلام عليك يا ابا عبد الله , السلام عليك يا ابن رسول الله , السلام عليك وعلى  الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك , عليك منا جميعا سلام الله ابدا مابقينا وبقي الليل والنهار , ولاجعله الله اخر العهد منا لزيارتكم , السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) . السلام عليكم ايها المؤمنون الحسينيون اخوة واخوات ورحمة الله وبركاته .

    كنا نتحدث عن سر من اسرار النجاح والانتصار في الثورة الحسينية كنا نتحدث عن مدخل من مداخل التفوق والتميز الذي حظي به الحسين واهل بيته واصحابه في هذه الثورة المعطاء الا وهي صفة البصيرة تحدثنا عن تعريف البصيرة وعن اهمية البصيرة وعن ادوات البصيرة وعن العوامل التي تحقق البصيرة وتحدثنا عن ...

    العامل السادس من عوامل تحقيق البصيرة .. طاعة الله تعالى

    وقلنا ان الطاعة لله واقتفاء رضاه والعمل على مرضاته يجعل الانسان على بصيرة من امره واستعرضنا عددا من الآيات القرأنية في هذا الشان ، لنقف عند هذا المقطع لخطبة لعلي (ع) حيث يشير " فطوبى لمن له قلب سليم ، هنيئا لمن له قلب طاهر ، البشرى ، " أطاع من يهديه " أطاع الله تعالى التزم بالاوامر الالهية انتهى عن نواهيه وتجنب ما يرديه ، ابتعد عن الضلالة عن الانحراف لم يضر نفسه بمعصية الله تعالى اطاع الله ، ماذا تحقق له نتيجة الطاعة " سيدخل مدخل الكرامة " كرامة الانسان رفعة الانسان سمو الانسان قدر وشان الانسان بطاعة الله تعالى ، العز كل العز في الوقفة الذليلة بين يدي الله تعالى والذل والهوان على من يعصي ويتمرد على امر الله ، "فيدخل مدخل الكرامة " الله تعالى يمنحه الكرامة الحقيقية من خلال هذه الطاعة " فأصاب سبيل السلامة " بهذه الطاعة يصيب ويصل الى طريق السلامة وكما تلونا في الآية الشريفة بالامس سبل السلام " يهدي به من اتبع رضوانه سبل السلام " القرآن الكريم يقول وعلي (ع) يقتبس " فأصاب سبيل السلامة " طريق الخلاص طريق الامان والسلام سعادة الدنيا والآخرة بطاعة الله تعالى ، " سيبصر ببصره " هنا الشاهد طاعة الله تعطي للانسان بصيرة رؤية ثاقبة يصبح عنده قدرة على تشخيص الاهداف والمسارات وتحديد الطريق الصحيح الذي عليه ان يسير فيه " وأطاع هادي أمره " حينما يحظى بالبصيرة تتعمق عنده الطاعة لله تعالى " دلّ افضل الدلالة " الى حيث السعادة في الدارين ، أفضل الدلالة وافضل الطرق من خلال الطاعة لله والطاعة تحقق البصيرة والبصيرة تجعل الانسان يتمسك اكثر بالطاعة فيحقق المزيد من سبل السلام ومن فرص السعادة في الدنيا والآخرة " وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية " البصيرة تكشف غطاء الجهل والانحراف والضلالة والخروج عن الطريق القويم ، فالطاعة لله تعالى تحقق هذه البصيرة والبصيرة تؤمن للانسان السعادة في الدنيا والآخرة .

    العامل السابع في تحقيق البصيرة .. الطاعة لرسول الله (ص) ولاهل بيته الكرام (ع)

    ما نعبر عنه بالحجة الشرعية وطاعة رسول الله واهل بيت رسول الله هو ليس بمعزل عن طاعة الله ، رسول الله (ص) ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ، امره امر الله واهل بيت الرسول ايضا امرهم امر الرسول وامر الرسول هو امر الله ، فطاعة الرسول وطاعة اهل بيت الرسول كطاعة الله في آثارها في انها تمنح البصيرة للانسان " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " لان ما يقوله الرسول هو قول الله وما ينهى عنه الرسول هو ما ينهى عنه الله تعالى ، لاحظوا آية 80 من سورة النساء " من يطع الرسول فقد أطاع الله " طاعة الرسول هي طاعة لله تعالى " ومن تولى " من أعرض من عصى الرسول " فما ارسلناك عليهم حفيظا " يا رسول الله اذا عصوك ولم يلتزموا بتوجيهاتك وتعليماتك لم نحملك مسؤولية محاسبتهم انت غير مسؤول عن محاسبة هؤلاء لان حسابهم عندنا ، في سورة النور آية 51 وما بعدها " انما " اداة حصر " انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا وأطعنا " النبي طاعته سمعا وطاعة الاستماع لاوامره والطاعة لهذه الاوامر هذه سمة المؤمنين ، قول المؤمنين وعرض الامور على رسول الله كلما يقوله الرسول يجب ان يقول سمعا وطاعة كلمة واحدة ولكن ذات مدلول كبير كيف ان الانسان بين يدي رسول الله يقول سمعنا واطعنا " وأولئك هم المفلحون " الفلاح النجاح الفوز في هذه الطاعة في قولهم سمعنا واطعنا وهنيئا لمن يسمع من رسول الله وهنيئا لمن يطيع امر رسول الله (ص) ثم في ادامة هذه الآيات الشريفة " قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمّل " رسول الله يتحمل تبليغ الرسالة ولا يتحمل اكثر من ذلك " وعليكم ما حملتم " وانتم ياناس تتحملون مسؤوليتكم في الطاعة لرسول الله ، " وان تطيعوه تهتدوا " اذا اطعتم رسول الله (ص) فان الله يعطيكم البصيرة فتبصروا الطريق وتصلوا الى الهداية ، الطاعة لرسول الله تحقق البصيرة كما هي الطاعة لله جل وعلا ، " وما على الرسول الا البلاغ المبين " اذا طاعة الرسول هي طاعة الله تعالى .

    طاعة اهل البيت كطاعة رسول الله وطاعة رسول الله كطاعة الله تعالى

    في سورة الاحزاب آية 71 " يصلح لكم أعمالكم " ايها المؤمن الله تعالى يوفقك بالعمل الصالح " وما توفيقي الا بالله " الله يوفق فيقوم الانسان بالعمل الصالح الطيب والله تعالى يتقبل ذلك العمل الصالح " يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " الفوز العظيم بطاعة الله ، وطاعة رسول الله (ص) كما ذكرنا في طول طاعة الله وليس في عرضه ، ثم تاتي آيات أخرى تلحق اهل البيت برسول الله وطاعة اهل البيت كطاعة رسول الله وطاعة رسول الله كطاعة الله تعالى ، في سورة النساء آية 59 " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " الائمة العدول المعصومون عليكم ان تطيعوهم كما تطيعون رسول الله " فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " الطاعة لاهل بيت الرسول كالطاعة لرسول الله ولها نفس الاثر في منح البصيرة للانسان ، نقرأ بعض الروايات في هذا الشان ، في هذا الدعاء من الامام الصادق (ع) بحق رسول الله يرويه صاحب البحار ج86 يقول بعد ان يذكر عددا من الاوصاف لرسول ويدعو له بالرفع لكل هذه الاوصاف الامام الصادق يقول ويطلب من الله " وان تزيده بعد ذلك  " الهي بعد كل ما طلبته لرسول الله ان تزيده " مما انت اعلم به " الهي اي منزلة رفيعة اي مكانة عظيمة انت اعلم بها اعطها لرسول الله (ص) " وأوسع له وتريني ذلك حتى أزداد في الايمان به بصيرة " هنا الشاهد ، الامام الصادق يقول الهي ارني مقامات رسول الله حتى اشتد ايمانا به وكلما زاد ايماني به وطاعتي له كلما زادت بصيرتي فالطاعة لرسول الله تزيد في البصيرة " حتى ازداد في الايمان به بصيرة وفي محبته ثباتا وحجة " المحبة يجب ان لا تكون محبة مشاعر فحسب بل يجب ان تتحول هذه المحبة الى ايمان ودليل وحجة ووعي الطاعة الواعية المعرفة الواعية المعرفة العميقة برسول الله واهل بيته " وعلى أله الطيبين الاخيار المنتجبين الاصفياء الاتقياء الابرار " .

    البصيرة تاتي من التولي والتبري والطاعة لرسول الله واهل بيته

    في رواية اخرى قيل لرسول الله (ص) من يستحق الزكاة قال (ص) المستضعفون من شيعة محمد وأله الذين لم تقوي بصائرهم " شيعة رسول واهل بيته هم من يجب ان تدفع لهم الزكاة ولكن اولئك الذي ليس لديهم بصائر قوية ايمانهم ليس قوي " فاما من قويت بصيرته " اهل البصائر وذوي الرؤية العميقة منهم " وحسنت بالولاية لاوليائه والبرائة من اعدائه معرفته " لديهم معرفة حقيقية بالولاء لاهل البيت والعداء لاعدائهم ، من عنده التزام وطاعة لاهل البيت هؤلاء بصيرتهم عميقة " أولئك فذلك اخوكم في الدين فلا تعطوه زكاة ولا صدقة  " اذا وصل الانسان الى مستوى البصيرة نتيجة الطاعة لرسول الله ولاهل بيته هؤلاء اخوانكم هؤلاء كالجسد منكم لا تعطوه الزكاة " فان موالينا وشيعتنا منا كالجسد الواحد يحرم على جماعتنا الزكاة والصدقة وليكن ما تعطونه اخوانكم المستبصرين البر " اكرموهم احسنوا اليهم بعنوان الاحسان والاكرام قدموا لهم وليس بعنوان الزكاة والصدقة لما هو معروف في فلسفة الزكاة والصدقة هي تطهر المال ويعبر عنها بالروايات بوسخ المال ، الانسان يطهر ماله بالزكاة ،  الشاهد ان البصيرة تاتي من التولي والتبري والطاعة لرسول الله واهل بيته .

    في رواية اخرى عن امير المؤمنين (ع) في حق نفسه " انه لا يبلغ أحد من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني بالنورانية " حتى يعرف حقيقة امير المؤمنين النورانية " فاذا عرفني بها كان مستبصرا " حينذاك يحصل على البصيرة ، معرفة علي ومعرفة اهل البيت (ع) حق معرفتهم هو الذي يحقق البصيرة ، كان مستبصرا بالغا كاملا قد خاض بحرا من العلم وارتقى درجة من الفضل واطلع على سر من اسرار الله ومكنون خزائنه ، حينما يتعرف الانسان على حقيقة اهل البيت يكون قد اكتشف سرا من اسرار الله فتحصل له البصيرة فيتمسك بهم ويطيعهم ويلتزم باوامرهم فيزداد بصيرة ويزداد تمسكا بهم .

    في رواية اخرى في البحار ج40 عن رسول الله (ص) في علي (ع) " علي ديان هذه الامة " ليس تدين وانما ديان مبالغة راهب هذه الامة ديان هذه الامة " والشاهد عليها " علي يشهد على هذه الامة " والمتولي لحسابها وهو صاحب السنام الاعظم " صاحب الدرجة الرفيعة العالية " وطريق الحق الابهج والسبيل وصراط الله المستقيم به يهدي بعدي من الضلالة " يا من تريد ان تهتدي من الضلالة رسول الله يقول بعلي الله يهدي من الضلالة وهنا الشاهد " ويبصر به من العمى " بعلي بطاعة علي بالالتزام والطاعة لاهل البيت (ع) يبصر من العمى يحصل الانسان على البصيرة الرؤية الثاقبة الرؤية العميقة " به ينجو الناجون النجاة والهداية والبصيرة بعلي والسعادة بنهج رسول الله واهل بيته علي والائمة الاطهار (ع) . في زيارة الامام الحسين (ع) " أتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله واني لك عارف " العرفان باهل البيت .

    قيمة الولاء لاهل البيت ان يكون هذا الولاء عن معرفة و بينة وعن دليل و حجة حتى تتمسك به

    هناك مدارس تمنع الانسان من المعرفة ، لا تسال ، لا تتفحص ، قل نعم ، اي كلام شرك اي سؤال كفر لا تسال ، ليس لك حق ان تسال وتستفسر وتستوضح ،  ولكن مدرسة الاسلام الاصيل مدرسة رسول الله (ص) واهل بيته (ع) توجب عليك السؤال والاستفسار والاستيضاح حتى لا تبقى الشبهة في قلبك يجب ان تعرف وتتعمق يجب ان تغور يجب ان تعي يجب ان تفكر  وقيمة الولاء لاهل البيت ان يكون هذا الولاء عن معرفة وعن بينة وعن دليل وعن حجة حتى تتمسك به ، لذلك الولاء لاهل البيت والطاعة لهم تؤدي الى البصيرة لانه معرفة " واني لك عارف " يا حسين انا عارف بك " وبحقك مقر متعاطف متبني متمسك للحق الذي انت عليه " وبفضلك مستبصر " هنا الشاهد يا حسين بفضلك برعايتك بمحبتك بطاعتك بالالتزام بنهجك انا مستبصر احصل على البصيرة ،  البصيرة بطاعة الحسين والالتزام بنهج الحسين " وبضلالة من خالفك موقن "، هذه المنطق الآخر يقول مالنا والدخول بين هؤلاء يقول سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين !، القاتل سيدنا والمقتول سيدنا ! كيف ، هذا غير صحيح ، الحسين حق من يقف معه فهو على حق ومن يقف بوجهه فهو على باطل ، هذا التعويم والتبسيط غير مقبول يجب ان نضع النقاط على الحروف يجب ان نعرف اين هو الحق ونتمسك به واين هو الباطل ونتخذ موقفا منه ، المواقف المهلهلة المساحات الرمادية ، اذا كنت مبدئيا ابحث عن الحق وكن مع الحق وقف بوجه الباطل ودافع عن الحق وتحدى الباطل ، هكذا يجب ان تكون ، هذا غير صحيح سيدنا يزيد وسيدنا الحسين ، عندنا سيد واحد وهو الحسين (ع) لانه الحق ، اذاً منهج الحسين منهج الموقف وليس منهج اللا موقف ، ان تشخص الحق وتقف الى جانبه وهذه ثقافة الحسين " وبفضلك مستبصر وبضلالة من خالفك موقن عارف بالهدى الذي انت عليه " ياحسين انا كلي معرفة انك على هدى وصواب وعلى حق وانك دافعت عن الاسلام والقيم وعن المظلومين وانك حملت شعار الاصلاح وانك لم تطلب شيئا لنفسك ولعائلتك  " بابي أنت وأمي ونفسي " بعد ان اصبحت على بصيرة من هو الحسين هو الحق هو المبدئية والعقيدة والصراط المستقيم الذي نسير فيه حينذاك تقدم نفسك رخيصة من اجل القيم والمباديء ، فالفداء ياتي نتيجة للبصيرة والبصيرة نتيجة الطاعة والالتزام بنهج الحسين (ع) .

    في رواية اخرى الامام ابي حنيفة النعمان يوجه سؤالا للامام الصادق (ع) يقول له " جعلت فداك اخبرني عن قول الله عز وجل ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " ما هو المقصود بالنعيم ، فقال (ع) النعيم نحن " اهل البيت  يعني يوم القيامة عن اهل البيت " نحن الذين انقذ الناس بنا من الضلالة " هنا الشاهد " وبصّرهم بنا من العمى " باهل البيت وبطاعتهم والالتزام بنهجهم الله تعالى منح الناس البصيرة من امرهم ، البصيرة بطاعة اهل البيت " وعلمهم بنا من الجهل " ناخذ علمنا من اهل البيت وهم اخذوه من رسول الله ورسول الله هو هذا الطريق الواضح القويم الذي لا لبس فيه .

    عن علي بن سويد السائي قال كتب الي ابو الحسن الامام موسى بن جعفر (ع) وهو في الحبس " فانك امرء نزّلك الله من آل محمد " يا علي انك رجل الله نزلك من أل محمد بمنزلة خاصة هنيئا لهذه البشارة ، " بما ألهمك من رشدك " لان الله اعطاك من الرشد والوعي والفهم العميق " وبصرك من امر دينك بتفضيلهم " منحك البصيرة بتفضيلهم لما تعتقد به من افضليتهم ورد الامور اليهم والرضا بما قالوا " لانك تطيع اهل البيت اصبحت لك بصيرة وهذه البصيرة اخذتك الى المنزلة الخاصة فاصبحت ذو منزلة رفيعة عند الله تعالى .

    كل هذه المحن والآلام التي يتعرض لها العراقيون ستتحول الى رافد حقيقي في عزتهم وكرامتهم وفي قوتهم وفي نصر الله لهم

    عن الامام العسكري " الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا " البعض يعيب علينا انكم اهل البيت تدفعون ضريبة لانتمائكم لاهل البيت مفخخات وقتل تخلوا عن هذه القضية ، لا والله لن نتخلى عن اهل البيت  ، مهما كانت الضريبة قاسية سنبقى متمسكين بولائنا لعلي وآل علي لاننا اصحاب العقيدة لاننا اصحاب البصيرة لاننا تربينا على مدرسة علي حين كان خليفة للمسلمين كان يقول لاتباعه وشيعته " من احبنا اهل البيت فليتخذ للفقر جلبابا ، من احبنا اهل البيت دعّه البلاء دعّا " بالفعل من يريد ان يكون على الطريق المستقيم ويتبنى الحق عليه ان يصقل عليه ان يمتحن وان يختبر وان يجرب عليه ان يكون بمستوى عال من الاداء ، كل هذا البلاء الذي يتعرض له اتباع مدرسة علي كله بناء كله تربية واعداد  للمسؤوليات العظيمة الملقاة على عواتقهم تجاه الامة ، " الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ونحن كهف لمن التجأ الينا " نحن في العراق امام شعب منكوب ومن بقى في ديارهم تحت اسر الارهاب الداعشي ايضا منكوبون ، المناطق التي آوت النازحين وتتحمل اعباء كبيرة وضغوط على بنيتها التحتية ومواردها وامكانياتها ايضا تتحمل مشاكل كبيرة ، فالشعب العراقي اليوم كله شعب منكوب ، الارهاب يسعى ان يفتك ويبطش ، العدد الكبير من ابناء شعبنا في ظروف غير اعتيادية علينا ان نلوذ برسول الله (ص) واهل بيته ونتوسل الى الله تعالى في ان يفرج عنا هذه الكربات وليعلم ابناء شعبنا ان كل هذه المحن والآلام ستتحول الى رافد حقيقي في عزتهم وكرامتهم وفي قوتهم وفي نصر الله لهم فلا يمكن للعراق وللشعب العراقي الادوار الكبيرة في حركة التاريخ مالم يتحمل هذا الشعب هذه الاعباء وما لم يمحص بالبلاء وهذا هو البلاء نمحص له ونستعد للمنازلة الكبرى ولتحمل مسؤولياتنا العظمى " ونور لمن استبصر بنا " هذا الشاهد ، من يستبصر بنا من يحصل على البصيرة من خلالنا فنحن نور له ندله على الطريق " وعصمة لمن اعتصم بنا " من احبنا كان معنا في السنام الاعلى في الدرجات العالية الرفيعة ومن انحرف عنا فالى النار ، اللهم ارزقنا محبة محمد وآل محمد واجعلنا على نهجهم وعلى منوالهم وعلى فكرهم ومدرستهم .

    هذه الليلة الشريفة المنسوبة للقاسم بن الحسن ذلك الشاب اليافع الذي وقف بين يدي ابي عبدالله الحسين يسترخصه للذهاب الى القتال ولكن الحسين (ع) لم يسمح له بالبراز وقال له ابوك استشهد وانت لاهلك فكيف تذهب الى المعركة لكن لاحظوا البصيرة وعمق الرؤية وقع على يدي ابي عبدالله يقبلهما وعلى رجلي ابي عبدالله يقبّل ويتوسل ويرجو من الحسين ان يسمح له بالبراز عندها ساله الحسين سؤال ، لاحظ البصيرة العميقة من السؤال والجواب ، ياقاسم كيف ترى الموت فيجيبه بجواب قصير يا اباعبدالله اراه احلى من العسل شاب يافع في مقتبل حياته امامه طموحات واحلام وأي شاب في عمر القاسم (ع) يحلم باشياء كثيرة كيف يكون الموت احلى من العسل للقاسم بن الحسن لولا تلك البصيرة العميقة التي كان يتمتع بها القاسم (ع) فهنيئا له هذه البصيرة وهذا الوضوح وهنيئا له هذا العطاء ونسال الله تعالى ان يجعلنا على هذا النهج سائرون وبثورة الحسين متمسكون وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

    اخبار ذات صلة