• نص خطبة السيد الحكيم السياسية في عيد الفطر المبارك 1446 هـ - 2025م

    2025/ 03 /31 

    نص خطبة السيد الحكيم السياسية في عيد الفطر المبارك 1446 هـ - 2025م

    بسم لله الرحمن الرحیم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين

    في ظل التطورات التي تعیشھا المنطقة.. وفي خضم الاستحقاقات الوطنیة والأحداث السیاسیة التي ینتظرھا شعبنا وأھلنا.. أود الإشارة إلى جملة من الأمور الھامة التي تتطلب وقفة مسؤولة وشجاعة ویقظة..

    لقد أكدنا سابقا ونجدد تأكیدنا الیوم أن تیار الحكمة الوطني لا یمثل حالة حزبیة تقلیدیة أو ظاھرة سیاسیة عابرة.. إنما ھو تیار جماھیري عقائدي وطني یمثل امتدادا لخط الشھداء والعلماء والمضحین من أجل كرامة العراقیین و رفعتهم وسعيهم إلى بناء دولة عصریة عادلة ومقتدرة تمكن جمیع العراقیین بلا تمییز .. وترتقي بمستقبل أبنائھا دون محاباة أو انحيازات.

    وھو ما یجعل المسؤولیة كبیرة على المفاصل التنظیمیة وعلى مؤسسات التیار قيادات وأفراداً في أخذ المبادرة والریادة لتطبیق مشروعھم الوطني الخالص.

    ومن ھذا المنطلق نؤكد على مجموعة من الثوابت الوطنیة التي تمثل منھج عملنا ومسؤولیتنا الجماعیة ، يمكن إجمالها بالآتي:

    ١- تقدیم الحلول والمعالجات لأي إشكالیات تعترض العملیة السیاسیة أو مؤسسات الدولة والحكومات المحلیة وفي جمیع المجالات.. وأن لا تأخذكم في ذلك لومة لائم.. فمصالح أھلنا وشعبنا تمثل أولویتنا في العمل السیاسي.. وھي بوصلتنا في تحدید المسار .. فنحن نؤمن بالحلول ولا نقف عند حدود التشخیص .. ونستبعد التشاؤم والسوداویة في التشخیص والعمل.. مھمتنا أن نعمل ونسعى بكل ما أوتینا من قوة لخدمة شعبنا وأھلنا في سبيل بناء دولة كریمة تنعم بھا أجیالنا ویزدھر فیھا مستقبل شبابنا..

    فالعراق لا ینھض بالأماني والأحلام بل بالعمل الجاد والإرادة الصلبة والواعیة.

    ٢- الإندماج والتفاعل مع المجتمع من خلال القرب من جميع فئاته والتعبیر عن ھمومھم ومصالحھم عبر تقدیم الخدمات كلاً من موقعه ووظیفته وما يستطيع أن يقدمه.. فرسالتنا كانت وستبقى حاضرة في تقییمنا ومراقبتنا لرجالنا.. "شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله".. ھذه الرسالة یجب أن تكون ماثلة أمامكم في جمیع المجالات.. عبر القرب من الناس ومعايشة ھمومھم ومؤازرة أحلامھم وتطلعاتھم وتثبيت المسار الصحیح لأي مسؤول تنفیذي یسعى لخدمة شعبه وبلده..

    ولیس منا من یتعالى على ھموم الناس ويتباطأ عن الاندماج والتقرب إلیھم..

    لیس منا من یرى لنفسه أو جماعته تفضیلاً على أھله وشعبه..

    كلنا عراقیون وكلنا متساوون في الحقوق والواجبات والمسؤولیة.

    الله الله في شعبكم.. الله الله في أھلكم.. الله الله في بلدكم ومستقبل شبابكم

    ٣- الالتزام بثوابت التیار ومبادئه في العمل السیاسي التي تتلخص في الاعتدال والوسطیة والحوار.. ھذه المبادئ ھي ركیزة مشروعكم الوطني في حفظ حقوق أھلكم وشعبكم وتحقیق مصالحھم العلیا... فمن خلال هذه المبادئ استطعنا بفضل الله وتوفیقه وبمساندة المخلصین من القوى السیاسیة الوطنیة أن نحقق الاستقرار الأمني والسیاسي في البلد.. إذ من دون الاعتدال والوسطیة والحوار الحقيقي لا یمكن أن نتقدم بالبلد ولا یمكن أن نحفظ حقوق مكونات شعبنا ولاسيما في المكون الأكبر.

    وفي قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).. تتجلى الوسطیة والاعتدال بوصفهما قیمة نبیلة يحث علیھا دیننا الحنیف.. مما يوجب الالتزام بحیثیاتھا ومتطلباتھا في المجتمعات المتنوعة والمشارب المتعددة.

    نقولها بوضوحٍ وصراحةٍ: إن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) على امتدادِ تاريخهم الطويل، كانوا نموذجًا للوسطيةِ والاعتدال، وعنوانًا للتسامحِ والتعايشِ والمحبة. لم يكونوا دعاةَ تطرفٍ ولا منتجي إرهاب، بل طالما كانوا ضحايا الظلمِ والاضطهادِ والتهميش، ومع كل ذلك، واجهوا المِحَنَ بصبرٍ وحكمةٍ وتسامح، ولم يقابلوا الظلمَ بالظلمِ ولا العنفَ بالعنف، بل حافظوا على نهجهم الأصيل، المتمسك بالاعتدال والعيش المشترك والتفاعل الإيجابي مع مكونات أوطانهم.

    ومن هذا المنطلق، نوجّهُ اليوم نداءً واضحًا لأبناء المكون الأكبر في العراق، بأن يحافظوا بكل ما أوتوا من قوةٍ وعزيمةٍ وإرادةٍ على تجربتهم الديمقراطية التي بُنيت بعد عام 2003، التي أعادت حقوقهم السياسية بعد قرونٍ من الحرمان والإقصاء. إنَّ مسؤولية الحفاظِ على هذه التجربةِ تقعُ على عاتقِ أبناءِ المكون الأكبر أنفسهم قبل غيرهم، وهي أمانةٌ ثقيلةٌ يتحمّلها اليوم قادتهم ومسؤولوهم أمام الله وأمام التأريخ وأمام الأجيال القادمة. وعليهم أن يثبتوا للعالم بأسره أن الاعتدالَ الذي اختاروه منهجًا لهم، لم يكن يومًا خيارَ ضعفٍ أو اضطرار، وإنما هو خيارُ قوةٍ وحكمةٍ ووعيٍ عالٍ، وهو ما يحفظ للعراق وحدته وأمنه واستقراره.

    ونؤكد في هذا المسار أيضًا، أن الاعتدالَ هو نهجُ المرجعيةِ الدينيةِ في النجف الأشرف على امتداد تاريخها الحافل الطويل، وهو ما وفر الأرضيةَ الشرعيةَ والوطنيةَ الراسخةَ والداعمةَ لاتخاذ القرارات السياسية المعتدلة والحكيمة التي تليق بالعراق وتأريخه ومكانته بين الأمم. إنّ التجربةَ العراقيةَ، تجربةُ الاعتدالِ والتعايشِ والسلم الأهلي، تشكل مسؤوليةٌ تأريخيةٌ كبرى لا يجوز التفريط بها، وهي التي ستثبت للعالم أن أتباع أهل البيت كانوا ولا يزالون وسيبقون عنوانًا للاعتدالِ والوسطيةِ والوفاء لأوطانهم.

    لقد أثبتت التجربة أن العراق لن یستقر إلا بالحوار والتفاھم.. ولن ینھض إلا بتضافر جھود مكوناته بلا إستثناء أو إقصاء.

    ٤- الاستعداد للإنتخابات البرلمانیة المقبلة بتعزيز التكاتف ووحدة الصف الوطني .. وھنا أدعو إلى ضرورة اختیار المرشحین الذين یتمیزون بالتجربة الخدمیة لمناطقھم وأھلھم ممن یمتلكون الحس الوطني والنزاھة والإخلاص لھذا الوطن وشعبه.. ولدیھم فھم حقیقي للتشریعات المطلوبة في البرلمان المقبل من خلال برنامج إنتخابي شامل لجمیع القضایا والأولویات التي تسھم في بنائه وتطوره واستقراره.

    لیس لدینا قرابة مع أحد.. ولیس لدینا تفضیل لأحد.. معیارنا الوحید في الاختیار ھو النزاھة والخدمة والإخلاص لھذا البلد وقضایاه الوطنیة والمصیریة.

    إننا بحاجة إلى ممثلین لشعبھم یحملون ھموم الناس قبل ھموم أنفسھم ویضعون مصلحة البلد فوق كل اعتبار.

    إخوتي وأخواتي وأحبتي .. من خلالكم أود الإشارة إلى ما یخص الشأن المحلي والإقلیمي:

    وفي الشأن المحلي:

    أولا/ إن التكاتف والوحدة الوطنیة يمثلان السبیل الحقیقي والملاذ الآمن لحمایة بلدنا من المخاطر والتحدیات مھما كان نوعھا.. وأن الحفاظ على الاستقرار السیاسي من أھم ركائز حمایة مصالح شعبنا وسعيه إلى بناء دولة عراقیة مقتدرة ومستقلة وذات سیادة.

    إنني أدعو جمیع الخیرین والمخلصین لوطنھم وشعبھم أن لایسمحوا لأصحاب الأجندات الخبیثة بإثارة  الضعف والإحباط بین أھلنا وشبابنا بإشاعات وسیناریوھات مفبركة لا أساس لھا من الصحة..

    العراق قوي بوحدة شعبه وأبنائه .. وسیبقى قویا ما دامت وحدة الكلمة والموقف حاضرة بین قیاداته ومسؤولیه..

    ولذا یجب علینا الوقوف صفا واحدا كالبنیان المرصوص لمواجھة التحدیات بروح مسؤولة وشجاعة تلیق بالعراق وشعبه وتأریخه.

    لقد مر العراق بمنعطفات وتجارب صعبة.. واستطاع بفضل الله وتكاتف العراقیین قیادة وشعبا أن يتخطى المسارات الصعبة بعزة وكرامة واقتدار..

    نحن بحاجة إلى حملات وطنیة كبرى لمواجھة الغزو الفكري والثقافي الذي یستھدف شعبنا وشبابنا ویعمل على إشاعة الوھن والضعف تجاه ما حققه العراقیون من منجزات كبیرة تستحق الفخر والاعتزاز بین دول المنطقة.

    كما نؤكد دعوتنا لاتخاذ خطوات صارمة لمكافحة الفساد ، وأخذ قرارات جريئة في مضاعفة الدور الرقابي ومحاسبة كل من تسوّل له نفسه العبث بمقدرات الشعب العراقي.

    كما نشدد على أهمية تنفيذ مبادرة اقتصادية استراتيجية، تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن الاعتماد الكلي على النفط ، عبر تعزيز القطاعات الحيوية المنتجة مثل الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنلوجيا والطاقة النظيفة، مع إطلاق مشاريع واضحة لمواجهة التحديات الاجتماعية الخطيرة، وعلى رأسها ظاهرة انتشار المخدرات، وظاهرة التفكك الأسري، وتفعيل قوانين صارمة لمكافحة هذه الظواهر ، ومضاعفة الجهود الجدية في حماية البيئة ومواجهة مخاطر التصحر وشحة المياه والتغير المناخي.

     العراق الیوم غني بتجاربه وقیاداته ونظامه الدیمقراطي وسواعد شبابه وتراكم خبراته .. وھو في طریقه نحو اكمال مشروعه الوطني الفرید والمتمیز بإذن الله وتوفیقه.

    ثانیا/ إن العملیة الانتخابیة تمثل روح الدیمقراطیة التي تحفظ النظام السیاسي وترسخ قناعة المواطنین بشرعیته.. وقد مثل العراق تجربة رائدة على مستوى المنطقة والعالم في ترسیخ مبادئ الوحدة الوطنیة ومصادیقھا في العمل السیاسي.. وھو ما یجعلنا نؤكد على حفظ ھذه التجربة وصیانتھا من الأخطاء والإشكالیات الفنیة.. ولاسیما مع اقبال الدولة على إنتخابات برلمانیة نھایة العام الحالي في ظرف حساس ومعقد تعیشه المنطقة.

    أدعو الحكومة الموقرة ومجلس النواب إلى مساندة المفوضیة العلیا المستقلة للإنتخابات وتوفیر احتیاجاتھا وتمكینھا من مراقبة العملیة الإنتخابیة بسلاسة ونزاھة ومسؤولیة.. فلا نرید للأخطاء السابقة أن تتكرر.. ونأمل أن یكون القانون الانتخابي النافذ عادلاً ومنسجماً مع مطالب القوى السیاسیة الناشئة لتحقيق المنافسة والتجدید في روح النظام السیاسي ضمن سقف الدیمقراطیة والقانون.

    ثالثا/ نجدد دعمنا لحكومة الأخ السوداني ، لاسیما في اتخاذه الإجراءات المطلوبة لمواجھة تحدي الكھرباء في الصیف المقبل من خلال تأمين مصادر بديلة ومستقرة للطاقة عبر استيراد الغاز الطبيعي المسال ، وتسريع مشاريع استثمار الغاز الوطني المهدور ، وتفعيل برنامج شامل للطاقة المتجددة، والتوسع في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار، مع وضع خطة طوارئ فورية لعدم تكرار أزمات الكهرباء التي عانى منها العراقيون طويلًا وندعو الطرف الدولي لمراعاة الوضع العراقي الحساس ومنح الاستثناء المطلوب لاستيراد الغاز والكهرباء من دول الجوار لحين استكمال مشاريع الاكتفاء الذاتي الوطنية.

    إننا نساند كل خطوة تسھم في تقدیم الحلول وتقلل من معاناة شعبنا في جمیع المجالات..

    إن التقدم الحاصل في الكثیر من قطاعات الدولة یدعونا إلى الفخر والتكاتف أكثر للإسراع في عجلة التطور والبناء في بلدنا. إن المنجزات من حق العراقیین جمیعا.. فھم الركیزة في تحقیقھا وفي تھیئة البیئة المناسبة للنجاح.. وھذا ما یجعلنا نجدد في كل مرة دعمنا لكل خطوة ومسار یسھم في تعزیز تلك المنجزات واكمال مسارھا نحو التجدد والتطوير.

    وما ذكرناه آنفاً لا یمنع من القول بوجود الخلل أو التلكوء في بعض المجالات الحیویة التي تسھم في رفد الاقتصاد الوطني وتخلیص العراق من تبعیة الاقتصاد الریعي الذي ما زال مكبلا لعجلة التطور في البلاد.

    لیس لدینا مكاسب سیاسیة مع جهةأو طرف .. فقرابتنا مع مصالح شعبنا وأولوياته في الاعمار والتطور والاستقرار..

    رابعا/ إن حجم الاستھداف الثقافي والفكري الذي یتعرض له شعبنا وأمتنا العربیة والإسلامیة یتطلب وقفة شجاعة ومسؤولة في مواجھة الحملات الدخیلة والمشبوھة التي ترید العبث بأمن وقیم مجتمعنا الإسلامي والعربي الأصیل.

    إنني أدعو جمیع المختصین في المجال الثقافي والإعلامي إلى أخذ المبادرة في حمایة قیمنا وأعرافنا ومبادئ شعبنا السامیة وعدم السماح للدخلاء من التوغل بین وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لإشاعة البغضاء والتنافر والتشویه.

    وإن سلاح المواجھة الثقافیة یجب أن یكون سلاحا استباقیا لیس منحصراً بالمعالجات الآنیة.. یجب أن تكون لدینا خطط ثقافیة واجتماعیة إستراتیجیة في المواجھة والمكافحة وتطويق الأزمات .. فالحرب الثقافیة لا تقل خطورة عن غیرھا من أنواع الحروب والمواجهات.

    في الشأن الإقلیمي:

    نتابع بقلق بالغ الاضطرابات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والتوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية، التي تنذر بعواقب وخيمة إذا لم تُعالَج بالحكمة والبصيرة. و نرى أن اللجوء إلى الحلول السياسية والحوار والتفاهمات المتبادلة بين الأطراف المعنية هو الخيار الأمثل للحفاظ على أمن هذه المنطقة الحيوية من العالم مع التأكيد على حقوق الدول التي كفلها القانون الدولي والاتفاقيات الدولية.

    لأن اندلاع حرب شاملة في هذا الإقليم لن تقتصر تداعياتها على الدول المتنازعة، بل ستمتد نيرانها إلى الجميع، وقد تكون بعض الدول أكثر من سواها عرضة للضرر الفادح، ولكنها لن تكون المتضرر الوحيد لا قدر الله. ونحن في العراق، ومعنا دول الجوار، سنكون في قلب العاصفة إذا تُرك الحريق يتوسع. ولهذا ندعو إلى التعقّل والاحتكام إلى منطق الدولة ومصالح الشعوب، وإن النظر إلى المصالح العليا والإستراتيجية يحتم علينا التضحية بالقضايا التكتيكية، وفي مقدمة هذه التجارب التجربة العراقية التي يجب أن تُصان وتُحمى من أتون التوترات الإقليمية والدولية.

    الحكمة والتوازن في هذه اللحظة الحساسة ليسا ترفًا سياسيًا، بل هما مسؤولية تاريخية تجاه الأجيال القادمة ومستقبل المنطقة بأسرها.

    إن موقفنا من القضية الفلسطينية واضح وثابت، ونحن إذ نجدد وقوفنا بكل قوة مع شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة ، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والحاسم لوقف العدوان المتواصل على غزة، ونحذر من مخاطر تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، كما نؤكد تضامننا مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ونطالب المجتمع الدولي والعربي بمساندة لبنان سياسيًا واقتصاديًا.

    ونؤكد أيضًا دعمنا الثابت والراسخ للحل السياسي السلمي في سوريا، بعيدًا عن التدخلات الخارجية ونستنكر استهداف المدنيين العزّل في كافة المناطق السورية ولاسيما الساحل السوري ، ونشدد على أهمية الحوار السوري-السوري الذي يضمن وحدة الأراضي السورية وسيادتها وبناء نظام سياسي يصوغه أبناؤه ، كما ونطالب بتحرك عربي فعّال لعودة سوريا إلى محيطها العربي وإطلاق جهود إعادة الإعمار. كما ندعو إلى التعاون مع السلطة السورية المؤقتة في مكافحة الإرهاب والتطرف والمخدرات، ولا مناص من أن تكون سوريا وطنًا جامعًا لكل مكوناته دون إقصاء أو تهميش، مع ضمان حماية الحريات والحقوق لجميع أبناء الشعب السوري، والاستفادة من التجربة العراقية وما شهدته من تحديات جسيمة لتجنب تكرار الأخطاء والمضي في تحقيق السلام.

    إن الاستقرار والازدھار والاعمار لن يتحقق إلا بسواعد أبناء الوطن جميعاً .. وواھم من یعتقد أن غلبة مكون على آخر يمكن أن يديم الحكم والنظام .. فالعدالة تقتضي معاملة المواطنین جميعاً في بلدھم بمعیار واحد دون تمییز أو تفضیل.

    أخيرًا، لا بد لنا أن نشير بكل فخر وتقدير إلى دور المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف متمثلة بالإمام السيستاني (دام ظله الوارف) ، التي كانت ولا تزال ركيزة أساسية لحفظ وحدة العراق وسلمه الأهلي، وندعو جميع أبناء شعبنا إلى الالتفاف حول المرجعية العليا وقيمها الإنسانية والوطنية، لأنها الضمانة لحماية نسيج المجتمع العراقي ومستقبله.

    حمى الله شعوبنا العربیة والإسلامیة من كل سوء..

    وحفظ شبابنا وأھلنا وشعبنا من كید الأعداء والمتربصین..

    رحم الله شهداءنا الأبرار ولاسيما قادة الانتصار والشهيدين الصدرين وشهيد المحراب وعزيز العراق.

    والسلام علیكم ورحمة لله وبركاته..

    اخبار ذات صلة