نص الحديث الثقافي في احتفالية ولادات الأئمة الأطهار(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية ارحب بكم اجمل ترحيب وأبارك لكم هذه الايام الشريفة من شهر شعبان المعظم شهر رسول الله (ص) والذي نحتفل فيه بمواليد اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم ) سيدنا ومولانا سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (ع) والذي كانت ولادته في الثالث من شهر شعبان ، وأخيه أبي الفضل العباس حيث ولد في الرابع من هذا الشهر ، وابنه سيد الساجدين الامام علي بن الحسين الذي ولد في الخامس من هذا الشهر ، وان كان سنة الولادة تبتعد من احدهم عن الآخر ، فمن الحسين حيث السنة الرابعة للهجرة الى ابي الفضل العباس حيث السنة الرابعة والعشرين للهجرة وصولا الى سيد الساجدين حيث السنة الثامنة والثلاثون للهجرة ولكن هذا التزامن في يوم الولادة الثالث والرابع والخامس من شهر شعبان لشخصيات ثلاث كان لها دور محوري في مشروع واحد ، فالحسين حامل هذا المشروع وصاحبه وأبي الفضل العباس ركيزة هذا المشروع وحامل لوائه وزين العابدين (ع) حاضن هذا المشروع ومروّجه ، بين الانطلاقة وبين حمل اللواء وتحمل الاعباء والمسؤولية تجاه المشروع وصولا الى التثقيف على هذا المشروع وحمايته من الشبهات والاتهامات الباطلة التي كانت تستهدفه الماكنة الاعلامية الاموية.
ثورة الامام الحسين تحولت من ثورة محاصرة منكوبة الى صرح شامخ واصبح الانتماء لها مبعث للشرف والكرامة ليس للمسلمين وحدهم بل للإنسانية جمعاء
ولذلك كلما مر شهر شعبان من جديد كلما وقفنا هذه الوقفة لنعبر عن ولائنا الصادق لرسول الله (ص) وأهل بيته الكرام ولنعبر عن تضامننا وتلاحمنا وتمسكنا بذلك المشروع الاصلاحي الكبير والحلقة المهمة من حلقات الهداية الالهية للانسان التي تجسد في ثورة الامام الحسين (ع) ، وفي الوقت الذي نعبر فيه عن المشاعر ولكننا ايضا نقف وقفة تأملية وقفة نعتبر فيها من تلك الدروس العظيمة في ثورة الحسين (ع) وفي ادوار هذه الشخصيات الثلاثة الشامخة لان هذه الثورة ثورة اصلاحية كبرى ولان السلوك الذي انتهجه الحسين (ع) وأبي الفضل العباس والإمام السجاد يمثل سنة الهية تتجدد في كل زمان ومكان " ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا " ، فحينما نقف ونتدبر ونتأمل ونستنطق هذا الحدث الكبير ونكتشف الملامح ، المفاتيح ، المعالم الاساسية لهذا المشروع ونكتشف سر الانتصار الباهر الانتصار العظيم الذي حققه الله تعالى لثورة الحسين (ع) في ظل تلك الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة وذلك الاصطفاف الواسع لأعداء الحسين وأعداء هذه الثورة وهذا المشروع ، لا تلاحظوا ثورة الحسين اليوم وبعد 1400 مرور عام ، لاحظوها في لحظتها لنعود بالذاكرة الى يوم عاشوراء عام 61 للهجرة في عصر عاشوراء ، الحسين وأهل بيته وأصحابه مجزرين كالأضاحي على رمال كربلاء النساء سبايا الاطفال يصرخون من العطش والجيش الاموي اليزيدي ثلاثون الف او سبعون الف ايا كان عددهم يدقون طبول الانتصار فرحين مستبشرين من ينظر تلك اللقطة ويقيمها تقييما عسكريا يقول يزيد هو المنتصر في هذه المعركة والحسين انكسر بمقتله وكل اصحابه وأهل بيته الا علي بن الحسين (السجاد) (ع) الذي اخذه المرض الشديد ولعل في ذلك رحمة من الله تعالى لولا مرضه لكان من الشهداء في كربلاء ، من يتحمل تسويق هذه الثورة وشرح مداليلها العظيمة كيف يمكن لثورة قمعت بهذه الطريقة وافتقدت حتى الماكنة الاعلامية للدفاع عن نفسها وتبيان حقيقة اهدافها وفي ظل خفقان شديد و ماكنة اعلامية ضخمة وجيوش جرارة وإمبراطوريات تعاهدت على خنق كل كلمة تختلف معهم ونعرف كم كانت هذه الماكنة ، ويوم ما استشهد علي (ع) الاخ وصي الرسول المعروف في تاريخه وشاع خبر استشهاد علي (ع) في الشام وقيل قتل علي في محراب صلاته فتسائل اهل الشام او كان علي يصلي حتى يقتل في محراب صلاته ؟ لاحظوا التشويه الكبير على شخصية بحجم علي (ع) ، اليوم انسان مسلم بسيط اذا شككوا ويسألوه هل انت تصلي فانه يزعل ويعترض على هذا السؤال ، استغربوا ان عليا يصلي حتى يقتل في محراب صلاته ، وكلنا نعرف ان السبايا حينما دخلوا الى الشام استقبلهم الناس بالطبول على انهم خارجين عن ربقة الاسلام وان الله اخزاهم ، ماكنة ضخمة كيف انقلبت الامور وانقلب السحر على الساحر ما الذي جعل هذه الثورة تشمخ لتكون بهذه العظمة وهذا الشموخ الذي هي عليه الآن حتى تكون مائدة الحسين هي الاوسع وتدخل موسوعة غينيس ومسيرة المشاركة بزيارة سيد الشهداء هي الاوسع في التاريخ الانساني ويجب ان تدخل موسوعة غينيس والتنوع الكبير وعدد البلدان الذي ينطلق منه الناس لزيارة سيد الشهداء هي الاكبر والأوسع في التاريخ الانساني ويجب ان تدخل موسوعة غينيس كيف تطور الموقف وتحولت ثورة مقموعة مغيبة مشوش عليها محاصرة منكوبة في ظل ظروف استثنائية تحولت الى صرح شامخ اصبح الانتماء لها مبعث للشرف والكرامة ليس للمسلمين وحدهم بل للإنسانية جمعاء ويكفينا ان نستعرض ما قاله غير المسلمين ، من مفكرين وباحثين وزعماء وملوك ومن رؤساء وقادة عسكريين كيف تعلموا من الحسين (ع) ان يكونوا مظلومين فينتصروا ، علينا ان نقف عند هذه الاسرار والمفاتيح لانها هي ذاتها المفاتيح التي يمكن ان تحقق لكل ثورة ولكل امة وفي كل زمان ومكان ان تحقق شموخا وانتصارا وعظمة كما لاحظنا ذلك في ثورة الامام الحسين (ع) .
المنهج الاسلامي منهج المصارحة والمكاشفة وبيان الاخطاء
لاحظوا في زيارة الامام الحسين في يوم مولده ، لماذا نزوره و بما ذا نذكره و بما ذا ندعو " اللهم اني اسالك بحق المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها " هذه زيارة مأثورة وردت عن المعصوم (ع) ، اذا هي حلقة ومشروع الهي صمم له قبل ان يولد الحسين (ع) والوعد بشهادته قبل ولادته والسماء بكته كما الارض ، السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، من اهم عناصر النجاح والتوفيق في هذه الثورة ارتباطها بالله تعالى ارتباطها بالسماء البعد المعنوي البعد الروحي التوكل على الله تعالى في الاعمال " ما كان لله ينمو" الله يجعل النماء والبركة والتوفيق في ذلك المشروع والعمل ، كل مشروع ينطبق لله ، لا للأنا لا للنزوات لا للحزبية لا للفئوية لا للمذهبية والمناطقية لا للمصالح الخاصة ، لله تعالى ، اذا كان المشروع لله فالله تعالى يجعل فيه البركة والتوفيق كما نجده في ثورة الامام الحسين (ع) ، ماذا يقول الامام الحسين " ارجو ان يكون خيرا ما اراد الله بنا قتلنا او ظفرنا " النصر او الشهادة ، مادامت المسيرة الهية مادام المشروع رساليا مادامت الدوافع الهية لا يختلف اوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا " في كل الاحوال نحن منتصرون لاننا نسير في طريق العبودية لله تعالى ، في ساحة المعركة في ذروة الاحتدام مع العدو يقول " الهي رضى برضاك وتسليما لأمرك " ما ترضاه ارضاه واسلم ما تقدر يا الهي " هذه حالة التسليم والرضا وحالة الاستعداد لتحمل المسؤولية حيثما يضعها الله تعالى علينا ، في اثناء المعركة حينما جاء مودعا وذاهبا للشهادة ، قتل اصحابه وأهل بيته لم يبقى الا النساء والاطفال ، عويل الاطفال وصراخ النساء يعج في ذلك المكان ، ماذا قال لهم في خطبته الاخيرة حينما جاء مودعا قال لهم " استعدوا للبلاء " البلاء قادم مصارحة مكاشفة بيان الاخطاء تحميل الامة المسؤولية في الازمات ، المنهج الاسلامي منهج المصارحة في ذلك الظرف قال استعدوا للبلاء هذه سنة الهية حتى لو كنتم ذراري رسول الله (ص) يجب ان تمحصوا بالبلاء لان الانتصارات الكبرى تاتي من خلال التحديات الكبرى والانجازات العظيمة تاتي من خلال تحمل المسؤولية واداء الواجب في الظروف الصعبة حتى لو كان ذرية الرسول " استعدوا للبلاء ولكن هذا الاستعداد والعمل بالواجب والتكليف الشرعي سيكون له فوائد عظيمة عليكم وسيكون له مضار عظيمة على اعدائكم " واعلموا ان الله حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الاعداء ويجعل عاقبة امركم الى خير ، اذا صبرتم وتحملتم ووقفتم بوجه الاعداء اذا عشتم القوة والصلابة والثبات في مواجهة الاعداء الله سبحانه وتعالى سيجعل العز والكرامة والفخار لكم الله يحميكم ويحفظكم ، قبل سنة من الان في مثل هذه الايام كنا نقترب من لحظة انهيار الموصل بعد ايام من مثل هذه المناسبة في السنة الماضية كانت داعش على ابواب بغداد ، الصبر والصمود والثبات والإصرار والتوكل على الله والاستجابة لنداء المرجعية وتحمل المسؤولية جعلنا ننطلق من حال الى حال تتغير وتتطور الاوضاع كثيرا، ارتخينا جاءت ومضات الهية جاءت اشارات ان لا ترتخوا لا تتراجعوا لا تأنسوا ، لازالت العملية لم تنتهي ولازال المشوار طويل وعليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم بحسب تعبيراتنا الدارجة ( جاءت قرصة او لدغة ) الينا هل انتهى كل شيء ، كلا، هذه بداية النهاية لداعش لاعدائنا ، ليرمون الذي بيدهم حتى يجدوا الرد الحاسم هذه اشارات هذا وعد وعده الله سبحانه وتعالى مادمنا نتحمل المسؤولية ومادمنا نقف بوجه الاخطار ومادمنا نتوكل على الله ، النتيجة حتمية "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين " الله يمكن المؤمنين ويمكن الصالحين ويمكن الشعوب والأمم المظلومة والمظطهدة " واعلموا ان الله حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الاعداء ويجعل عاقبة امركم الى خير ، هذا ما تنتفعون به من الثبات والإصرار والتوكل على الله سبحانه وتعالى ، "في بئس اعدائكم " ويعذب عدوكم بانواع العذاب الله يعذب اعدائكم بأنواع العذاب شتى انواع العذاب ، "ويعوضكم من البرية بأنواع النعم والكرامة " الله يعوضكم صحيح شبابنا يستشهدون وخيرة شبابنا يقتلون اليوم في ساحات المعارك صحيح مدن من بلادنا تتدمر ولكن كلها ستكون منشا للخير والبركة ، دماء الشهداء ستعزز وتقوي انتمائنا لهذا الوطن اليوم عندما يذهب الى ساحات المعارك ويرى الشباب بعمر الورود ما هي وضعياتهم وما هو فهمهم وعمقهم والبصيرة والثبات الذي يتمتعون به في مواجهة الاعداء وكيف يتسابقون الى الموت ويتركون الدنيا وملذاتها ومن علمهم ؟ واين الفضاءات والماكنة واين الادوات التربوية التي نمتلكها حتى تنصنع هكذا جيل مؤمن ورسالي ووطني ومعتز بقيمه وعقيدته ووطنه اين ليس عملنا الله سبحانه وتعالى القى في روعهم ، العمل اكبر منا التأثيرات العظيمة لهذه الامة التي تضحي وتقدم الدماء من اجل العقيدة ومن اجل الوطن ومن اجل الكرامة كرامة الارض والعرض هذه الامة لن تهزم والله يجعل فيها الشموخ والرفعه وهذه سنة الهية يتحدث عنها الامام الحسين (ع) "فلا تشكو( في لحظة الازمة هناك ضغط لا تشتكوا وتحملوا ) ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم ( كونوا على قدر المسؤولية وكبار واكبروا على المشاكل والأزمات وتحملوا المسؤوليات ) العظيمة والكبيرة في الانتصار للوطن والمواطن ، هذا التوكل يعطي الانسان قدرة على الثبات والصبر والصمود منقطعة النظير الحسين على طريقته (سلام الله عليه ) يصارح اصحابه قال "فمن كان منكم يصبر على حد السيف وطعن الاسنة فليقم معنا " نحن لا نذهب الى رخاء وليس الا السيف والاسنة فمن يقدر عليها فليقم معنا ، من يطلب العافية فليقعد في مكانه ، لا يتورط وياتي نحن في لحظة تاريخية في انعطافة كبرى في لحظة تقرير مصير وتحديد مسارات وطن وامة ، شخص قادر على ان يقف في مثل هذا المنعطف الخطير ويواجه التحدي ويصبر ويثبت فلياتي معنا ومن لا يستطيع يلتزم مكانه لا حاجة لنا به الله سبحانه وتعالى يقيض الاطفال والمؤمنين والصلحاء والوطنيين والشرفاء ممن يتصدوا لهذه المسؤولية " ومن يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " هذه عجلة الاصلاح الالهي والمشروع الرسالي على الارض لا ينتظر احد منا و لا تتفاخر على رب العالمين لا تتصور انفسنا شيء ما ، كلا، من قادر على ان يمضي اهلا وسهلا وغير قادر الله يقيض غيره ، في موضع اخر يقول عليه السلام " نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين " نحن نصبر والله يمنحنا ويعطينا مكانة الصابرين واجر الصابرين ، في يوم عاشوراء عاد اليه علي الاكبر (ع) من شدة العطش يشكوا العطش لأبيه الحسين ماذا قال له قال يا بني اصبر قليلا فان بعد العسر يسرا " فما اسرع اللقاء بجدك ، الصبر والثبات في ذروة المحنة والأزمة نحن اقرب ما يكون الى النصر والظفر والانجاز العظيم ، كلما اشتد الخناق بنا اكثر وكلما كانت المحنة اعظم علينا ان نعرف اننا اصبحنا نقترب من نهاية الازمة وننفتح على واقع جديد.
من اسرار النجاح و الانتصار والظفر في الثورة الحسينية ..
1- ذكر الله تعالى ، الله حاضر وذكره حاضر وعبادته كانت حاضرة في احلك الظروف ولاحظوا الادعية التي كان يدعو فيها الامام الحسين في لحظة سقوطه من على ظهر الجواد "اللهم انت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة "وهكذا هذه الادعية العظيمة وكأنه في عالم اخر لا يرى الاعداء ومنقطع لله هذا يعطي للانسان ويعطي قوة وكان يكثر الامام الحسين في يوم عاشوراء من قول " ولاحول ولاقوة بالله الا بالله العلي العظيم " كان يكثر من هذا الكلام ومتوجه نحو الله وذاكر لله وحتى حينما يقرع خصمه كان يقرعهم بأنكم بعيدون عن ذكر الله " لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم "نحن نغلبكم ونسبقكم ونتقدم عليكم حتى لو كان بسيوفكم تنقضون علينا لكن نحن الفائزون ونحن عندنا ذكر الله وانتم لا ، كان يفترض في يوم تاسوعاء ان تكون المعركة عصرا حينما انتهت كل الوساطات والحوارات وفشلت واذا لم تكن حوارات فهناك حرب وطلب الحسين (عليه السلام ) ان يمهلوه عشية تلك الليله ، لماذا ؟ حتى نصلي لربنا ، انت ذاهب الى الله شهيد يريد ان يقضي ليلة اخرى في هذه الدنيا حتى نصلي لربنا وكان لهم دوي كدوي النحل في ليلة عاشوراء حتى الصباح ، في زيارته ( سلام الله عليه ) نقرا "اشهد انك قد اقمت الصلاة لا تصلي فقط وهناك من يصلي وهناك من يقيم الصلاة ويدافع عنها ويقنن الصلاة ويثقف الناس على الصلاة " اشهد انك قد اقمت الصلاة واتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر " في منتصف الحرب حينما زال الزوال الظهر طلب منهم ان يوقفوا المعارك والقتال ليصلي في وقته وهو راحل الى ربه اراد ان يصلي منعوه وقالوا الصلاة لا تقبل منك اصر على ان يصلي وهو في المعركة ووقف ( ابو تمامة الصائدي ) ليصد ويمنع السهام ان تلج على سيد الشهداء وهو يصلي وما ان انتهى الحسين (ع) من الصلاة حتى كان عدد السهام في ابو تمامة ثلاثة عشر او يزيد وسقط وكاد ان يفارق الحياة ماهو دعاء الحسين له في تلك اللحظة " جعلك الله من المصلين " الصلاة وهذه واحدة من اشكالياتنا احبتي لا تقول للصلاة عندي عمل والتزام وعمل وبعد ساعة او ساعتين او اربع ساعات والبعض منا يصلي في اخر الوقت فيما اننا يجب ان نقول لأشغالنا عندنا صلاة لان اعمالنا متحركة وهذه ثقافة الالتزام بأداء الصلاة في وقتها تعطي للانسان حالة من النور والبهجة والراحة والطمانينة " الاب ذكر الله تطمئن القلوب " ونحن بأمس الحاجة الى ذلك.
2- تحديد الهدف "وتحديد البوصلة وماذا نريد الى اين نحن ذاهبون اليوم في ادبياتنا نسميها الرؤية الاستراتيجية والحسين (ع) عنده هدف واضح وبينه ورفعه شعارا وأعاده بعبارات مختلفة من انطلاقه من المدينة الى مكة الى كربلاء الى لحظة استشهاده كان دوما يذكر بهذا الهدف حتى يعبيء الامة باتجاه هدف محدد ، "ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني " ان كان ماذا دين محمد ، اذن انا ضحية الدفاع عن دين محمد انا شهيد الدفاع عن القيم والمباديء انا لا ابحث عن سلطان وامتيازات ومواقع وكراسي ، هدفي هدف رسالي انا حريص على دين جدي رسول الله (ص) .
في موقع اخر يقول "اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا ، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (ص) اريد ان امر بالمعروف وانه عن المنكر "الهدف اصلاح والهدف اقامة العدل والهدف انصاف الناس الهدف الانقاذ من المنكر لاحظوا التركيز على الاهداف في كلمات الامام الحسين (ع) . في موقع اخر يقول " اللهم انك تعلم ( يشهد الله ) انه لم يكن ما كان منا تنافس في سلطان "ليس لدينا معارك وصراع سياسي للوصول الى نفوذ وسلطة " ولا التماس من فضول الحطام " ( لا نريد دنيا وامتيازات ورواتب عاليه لم تأت بنا هذه ) " ولكن لنري المعالم من دينك "( الذي يكون في مواقع المسؤولية لنقرب الناس من دينك وقيمك ومشروع الهداية الالهية "الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة ونهوا عن المنكر " ونظهر الاصلاح في بلادك " الهي لانريد فقط ان نعطي شعارات ومثل نريد اصلاح واعمار وبناء ورفاه وخدمة للناس المشروع الحسيني فيه قيم وفيه ايضا خدمات ورفاه للمواطنين واعمار للبلاد ، "ونظهر الاصلاح في بلادك " نريد ان نعمر هذا البلد .
3- " يأ من المظلومون من عبادك "ونريد ان نعمل عدالة اجتماعية ونريد ان نبني عدالة اجتماعية في هذا البلد ليكون المظلوم في مامن ومن ليس لديه حزب وجماعة ومواطن بسيط يقف ويقول كلمته ويعترض ويدافع ويذهب مرفوع الراس ويأخذ حقه اذا كان الحق معه .
4- ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك " نريد ان نشيع الالتزام في بلادك والثورة الحسينية ثورة التزام وتمسك بالمواقف والأحكام وبناء امة ملتزمة " فإنكم ان لا تناصرونا وتنصفونا "اذا لم تسيروا مع الحسين ودعمتم مشروع الاصلاح الحسيني الحسين لا يتضرر وهو شهيد وذهب الى ربه والأمة هي من تتضرر انظر ماذا يقول لهم الحسين " فإنكم ان لا تناصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم "، الظلمة سيمكنهم منكم وعملوا في اطفاء نور نبيكم وهذا الالتزام سيغيب والقيم وضعتم يا ناس اذن هذا المشروع هو لصالحكم والحسين لا يستفيد منه والمصلح لا يريد شيئا ولا يريد ان يملأ كيسه ونجاح هذه الثورة كانت تدر بالخير والبركة عليكم والمشاريع الاصلاحية دوما تنفع الناس وتنفع الامة ، كان بودي ان اتحدث عن ابي الفضل العباس (ع) لكن الوقت داهمنا وهناك تحولات في بلدنا علينا ان نقف عندها قليلا صلوا على محمد وال محمد .